أعلن المرصد السورى لحقوق الانسان أمس أن مقاتلى "داعش "استولوا على أكثر من ثلث مدينة عين العرب "كوبانى" بالكردية الواقعة على الحدود مع تركيا على الرغم من الغارات الجوية الأمريكية التى تستهدفهم داخل المدينة وحولها. وقال مدير المرصد رامى عبد الرحمن فى تصريحات صحفية أمس "إن الاشتباكات العنيفة استمرت أمس بالمدينة وتمكن خلالها تنظيم داعش من تحقيق مزيد من التقدم، فاحتل مبنى الأسايش (عناصر الأمن الكردي) فى شمال شرق المدينة، وبات يسيطر على أكثر من ثلث عين العرب". وفى سياق متصل أكد فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السورى وقوف بلاده إلى جانب سكان عين العرب، مشيدا بتصديهم البطولى لتنظيم "داعش الارهابى ".ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن المقداد "أن سوريا تلفت نظر المجتمع الدولى إلى ضرورة قيامه بواجبه تجاه الكارثة الإنسانية فى عين العرب ووقف أى دعم للتنظيمات الإرهابية المسلحة بما فى ذلك الدعم الفرنسى والتركى لهذه التنظيمات بمختلف اشكالها وانواعها". وقال المقداد إن بلاده تؤكد "وقوفها التام إلى جانب مواطنيها السوريين من سكان عين العرب على اختلاف مكوناتهم وتشيد بتصديهم البطولى للهجمات التى يشنها عليهم مسلحو تنظيم "داعش الارهابى" وتترحم على ارواح الشهداء الذين ضحوا بدمائهم دفاعا عن سوريا". وانتقد المقداد من جهة أخرى تأييد الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند إقامة "منطقة عازلة" فى شمال سوريا التى اقترحها نظيره التركى رجب طيب اردوغان.وقال :إن سورية تستنكر بأشد العبارات موقف الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند حول دعمه لما تسعى إليه تركيا بشأن المنطقة العازلة"معتبرا أن هذا الموقف الفرنسى يعرى سياسات هولاند وحكومته المؤيدة للإرهاب والداعمة لسياسات أردوغان وحكومته المعادية للشعب السوري"، مشيرا الى أن أردوغان " قام طوال الأزمة فى سورية بتسليح الإرهابيين الأجانب وتسهيل انتقالهم إليها لسفك دماء شعبها". وأكد المقداد "أن الدعم الفرنسى لتركيا هو عدوان على سورية"، معتبرا أن "المسئولين الفرنسيين يتخذون مثل هذه المواقف المعادية لمصالح الشعب السورى منذ بدء العدوان الإرهابى على سوريا ما أدى إلى إطالة معاناة الشعب السورى وإلى سفك دماء الآلاف من السوريين الأبرياء". وفى غضون ذلك ،يواصل تنظيم "الدولة الاسلامية" تقدمه البطىء داخل عين العرب (كوبانى بالكردية) السورية وبات يسيطر على أكثر من ثلث المدينة رغم الضربات الجوية التى تشنها الولاياتالمتحدة التى أقرت بأنها لن تكون كافية لإنقاذ المدينة الكردية. ومن ناحية أخرى ، كشفت صحيفة "ديلى ميل" البريطانيةأمس ، عن صور تظهر مقاتلى "داعش" وهم يجوبون شوارع مدينة كوبانى "عين العرب" السورية الكردية الحدودية مع تركيا أمس بعد فشل يومين من الضربات الجوية لوقف تقدمهم. وأوضحت الصحيفة، فى تقرير مرفق بصور عديدة على نسختها الإلكترونية، أن الصور تظهر مقاتلين مسلحين يرتدون ملابس غير رسمية، شوهدوا يتجولون فى الشوارع الخلفية فى ضواحى المدينة السورية المحاصرة و القريبة من الحدود التركية. ونوهت الصحيفة إلى أن ثلاثة أيام من الغارات التى تقودها الولاياتالمتحدة، أعادت المتطرفين إلى أطراف المدينة الحدودية، التى كانت محاصرة لمدة ثلاثة أسابيع، وكانت على وشك السقوط، حسبما أعلنت واشنطن وحلفاؤها. ولفتت الصحيفة إلى أن مدينة كوبانى أصبحت محور الاهتمام الدولى منذ أن أسفر اجتياح داعش لها عن إجبار نحو 180 ألف نسمة على الفرار إلى تركيا - والتى تعرضت لانتقادات حادة لفشلها فى التدخل.