تستعد جامعة القاهرة على قدم وساق لاستقبال العام الدراسي، بعد أن تم تأجيل الدراسة بها كى تستكمل احتياجاتها .. وللوقوف على هذه الاستعدادات كان ل "الأهرام " لقاء مع الدكتور جمال عصمت نائب رئيس جامعة القاهرة للدراسات العليا تناول فيه استراتيجية البحث العلمي، وإصلاح البحث العلمي..وإلى نص الحوار: مع استعداد جامعة القاهرة لاستقبال العام الدراسي. كيف تتجنبون كل المشاكل التى تعرضت لها الجامعة العام الماضي؟ تم تفعيل النظام الالكترونى لتسجيل الطلاب وإدخال جميع البيانات المتعلقة بهم واستكمال البوابة الالكترونية بالتعاون مع المجلس الأعلى للجامعات ووزارة التعليم العالى .
البحث العلمى هو قاطرة التنمية فى أى مجتمع .. والبحث العلمى بجامعة القاهرة يمثل 20% من البحث العلمى على مستوى مصر كلها، بما فى ذلك الجامعات الحكومية والخاصة.. كما ان مراكز البحث التابعة لوزارة البحث العلمي، وأكاديمية البحث العلمي، التى تعد القوة الضاربة للبحث العلمى فى مصر موجودة فى جامعة القاهرة ، ولكن حتى الآن لم يتم استغلالها على الوجه الأكمل وهذا ما نقوم به.
التصنيف الصينى يعتبر أقوى تصنيف للجامعات الدولية على مستوى العالم ، وجامعة القاهرة الوحيدة التى دخلت ضمن هذا التصنيف وحصلت على تصنيف متقدم ضمن 500 جامعة على مستوى العالم خلال السنوات الأربع الماضية ، ولا توجد أى جامعة اخرى فى هذا التصنيف.
وتحسن وضع الجامعة فى التصنيف الأسبانى حيث تحرك من المركز 1200 إلى المركز 300 و 200 خلال السنة الماضية وسبقت جامعة القاهرة كل الجامعات المصرية والإفريقية ، لكن مازلنا نطمع فى الافضل فلدينا إمكانات قوية جدا بعلمائنا وباحثينا .
ما هى الطريقة التى تراها مناسبة للاستفادة من نتائج الابحاث التى تعد بالمئات؟
التوجهات الرئيسية المطلوبة حاليا فى مجال البحث العلمى هى ربطه بخدمة المجتمع و التعاون مع قطاع التنمية وتنمية المجتمع الموجود فى الجامعة، ومهمتنا الأساسية عدم ترك الأبحاث حبيسة فى الأدراج وعدم تطبيقها على أرض الواقع.
..وما الجوانب الرئيسية التى تدعم بها جامعة القاهرة البحث العلمى داخلها ؟
بداية لابد أن تكون خطة البحث العلمى متماشية مع خطة الدولة .. ولابد من التنسيق مع وزارتى البحث العلمى والتعليم العالى من خلال أولويات، ورغبات أساتذة الجامعة.
والجامعة لديها خطة بحثية منقسمة إلى قطاعات الطبى والصحي، والهندسي، والعلوم الأساسية، والإنسانية، والاجتماعية، وهذه الخطط البحثية ليست خطط ورقية أو الكترونية، والمطلوب تحويلها من هذا الموقف الأكاديمى إلى تنفيذ فعلى ونحن فى توجهنا.. كيان مسئول عن تنفيذ هذه الخطة البحثية.
وهذا الكيان يسمى المسئولين الباحثين فى كل قسم من أقسامه العليا المختلفة فى جامعة القاهرة ويكون بها مسئول بحثى من شباب العلماء،وله اسهامات دولية و أبحاث مشتركة ،وهذا المسئول يكون دوره تطبيق الخطة البحثية فى القسم الموجود به، والإشراف على القسم المنتمى إليه فى تنفيذ الخطة البحثية مع توجيه رسائل الماجستير والدكتوراه بشكل صحيح وحتى لا تصبح رسائل الماجستير والدكتوراه حبيسة الادراج.
فرسالة الجامعة أن تكون 80% من رسائل الماجستير والدكتوراه متماشية مع الخطة البحثية بحيث تخدم أهداف الجامعة والدولة.
ما مدى اهتمام جامعة القاهرة بنظام المعلومات الالكترونية؟
يتصور البعض أن نظام المعلومات الالكترونية نوع من الرفاهية ، ولكنه موضوع فى غاية الأهمية، لأنه بدون وجود إحصائيات وبيانات الكترونية، وربط جميع كليات الجامعة بإدارة الجامعة، وتصنيف الرسائل والأبحاث العلمية ،وعدد الوافدين الموجودين بالجامعة، والتخصصات المختلفة، وتحويل جامعة القاهرة إلى جامعة الكترونية يعد المشروع الأولى بالاهتمام حاليا ، وإذا تم تنفيذه هذا العام سيحقق طفرة كبيرة ، بالإضافة إلى وجود كنز آخر هو قصر العيني.
ماذا تقصد بكنز قصر العيني؟
قصر العينى كنز يمكن أن يكون هو القوة الدافعة لجامعة القاهرة كلها فى البحث العلمى لأنه يستقبل مليون مريض سنويا إذا تم تسجيل بيانات هؤلاء المرضى وأعطينا اهتماما للأبحاث سيكون الدافع الرئيسى لتقدم جامعة القاهرة فى الأبحاث.
وللأسف حتى الآن مستشفيات جامعة القاهرة لم يتم تسجيل بيانات المرضى المترددين الكترونيا عليها والتسجيل فى غاية الأهمية وبدونه لا يمكن أن تجرى أبحاث حاليا أو مستقبلا.
فأى دولة فى العالم تتابع الوضع العلمى للمريض من خلال بياناته المسجلة الكترونيا وتتابع تطورحالته المرضية، فاذا لم نستفد من هذا العدد الكبير من المرضى المترددين على قصر العينى بمستشفيات جامعة القاهرة سنفقد كنزا ، لذلك فتطوير الإحصاء الطبى والتسجيل الطبى فى مستشفيات جامعة القاهرة فى غاية الأهمية.
ويلحق بتكنولوجيا المعلومات مشروع المعمل المركزى الالكترونى فى الجامعة وجميع الكليات والأقسام، وفيه يتم حصر أجهزة ومعامل الجامعة وتحديث بياناتها ووضعها على بوابة الجامعة، ومردود ذلك فى غاية الأهمية فهو يساعد الباحث فى إجراء أبحاثه، وهذا الوضع قائم حتى الآن، وبدأنا تنفيذه لخدمة الباحث داخل الجامعة القاهرة والباحثين المصريين عموما ،ويتم ذلك من خلال البوابة الالكترونية للجامعة.
وجار حاليا عمل ربط بين الأجهزة الموجودة بالمعمل المركزى لجامعة القاهرة ونظيراتها بالمركز القومى للبحوث لإحداث تكامل.