لا تكتمل فرحة العيد لدى كثير من المواطنين دون التنزه على ضفاف النيل الخالد أو الكورنيش بطوله، واستخدام المراكب بأنواعها سواء البسيطة كالقوارب أو الكبيرة ذات الشراع، إضافة للأتوبيس النهرى الذى يخدم أبناء القاهرة الكبرى، وكان النيل محور متعتهم خاصة الاطفال والشباب من الجنسين وفى جو من الأمان والسلام الذى أصبح مميزا لمصر، شهد هذا العيد إقبال أعداد كبيرة من الموطنين من كل فئات الشعب على مدى اليومين السابقين على صفحات مياه النيل، وبلغت رحلة المركب 15 جنيها لربع الساعة، الخاص وللشراعى فى الرحلات الجماعية خمسة جنيهات للفرد، وكذلك الأتوبيس للرحلة القصيرة، وتزداد حسب مستوى الأتوبيس والمسافات حسب طولها.لمشهد كما يرويه المهندس جمال عبدالسلام المدير بهيئة النقل البحرى أن المميز فى هذا العيد هو اتجاه المواطنين إلى الأتوبيس النهرى باعتباره تابعا للحكومة لا يستغل، وتعريفته محددة، ولا يعرض الإنسان للاستغلال من أى نوع، فهناك نحو 40 أتوبيسا تستوعب أكثر من مائة ألف مواطن خلال فترة العيد، كما أنه يستغل للحفلات والأفراح والزواج فى هذه الفترة أيضا حيث يستوعب الأتوبيس الواحد ما بين 50 90 فردا حسب الإقبال، والسعة فى الكراسى المعدة للجلوس والخدمات المتوافرة والكافتيريات والتأمين بأنواعه، فهناك نوع مغطى يستوعب العدد المعتاد من الركاب، وهناك النوع المكشوف الذى يسمح بأعداد أكبر، يفضله الشباب، والأطفال لرؤية الشاطئ والخضرة، والتنزه بالشواطئ، ومن خلال خمسة مراس محددة ومرسى كوبرى الجامعة ومحطة الساحل، ومحطة مصر القديمة، وإمبابة، وآخرها وأبعدها محطة القناطر الخيرية. رحلة القناطر
يبدأ العمل صباحا من السابعة وحتى منتصف الليل فى أيام العيد فقط، بينما فى الأيام العادية ينتهى العمل به فى الثامنة مساء وبسعر جنيهين سعرا موحدا طوال العام، ويزيد للضعف فى رحلة القناطر الخيرية، والتى تجتذب مئات الآلاف من المواطنين فى العيد وفى غيره طوال العام، وأن الناس يفضلون الأتوبيس النهرى فى العيد لأسباب كثيرة، منها تجنب الأصوات العالية والضجيج بالشوارع والأحياء، والذى يسبب التوتر العصبى والصداع وانعدام البهجة، وبهدف تحقيق الراحة النفسية بالبعد عن المبانى حيث يتوافر بالاتوبيس مقعد لكل راكب، ويلتزم بمدة محددة بين نصف الساعة للرحلة القصيرة وساعة ونصف الساعة للطويلة ويحقق الراكب فيها استجماما نفسيا مع رؤية سطح مياه النيل وسماع الأغانى أحيانا فى الاتجاه لأحد المراسى أو بعرض النهر ، وضمان الوصول فى الوقت نفسه لأماكن فسحة أخرى مثل حديقة الحيوان، بالرسو فى مرسى الجامعة أو إلى المناطق المحيطة بالشاطئ من نواد وكافتيريات أو الساحل، ولعل هذا الإقبال كان دافعا حقيقيا وعمليا لاستخدام النهر وسيلة عملية لحل مشكلات الازدحام فى القاهرة وتطوير هذا القطاع التابع لهيئة النقل العام ،وجعله مرفقا حيويا وخدمة حقيقية بعد إهماله لسنين طويلة ،فإذا كان مترو الأنفاق قد ساهم إلى درجة كبيرة بالخدمة لمناطق محددة ،فإن توظيف النهر وسيلة مواصلات تحل مشكلات مناطق أخرى، حيث اعتمد عليه القدماء فى حركتهم الانتقالية، بل على العكس فإن استهلاك الأتوبيس النهرى يستهلك أقل من واحد على سبعة من استهلاك الأتوبيس العادى للهيئة، مع اتساع النهر وبعيدا عن المشاحنات والصدامات مع انخفاض نسبة التلوث بالماء والهواء، لأن بها أسس الحفاظ ومنع المخلفات المادية والأصوات العالية والمزعجة، واراحة الراكب من انبعاثات الدخان والتوتر.
خدمة مزدوجة
وقال: إن التطويرات التى اعتمدتها هيئة النقل العام للأتوبيس النهرى تتضمن تحسين الأداء به ومد خدمته حتى جنوب حلوان ،لتكون الخدمة مزدوجة شاملة خمس عشرة محطة جديدة، إضافة إلى نفس العدد الموجود الآن سواء كان أساسيا أو إضافيا، والعمل على تشغيل الوحدات السياحية الخمسة والتى تستوعب الواحدة منها عدد 160 فردا فى الرحلة الواحدة، وتوزع بمعدل مائة فرد فى الدور الأول وستين للدور العلوى، وعادة تكون هذه الوحدات متجهة لمسافات طويلة، مثل القناطر الخيرية ،وهى مؤمنة تماما ضد أى حوادث قد تحدث فى المسار والحركة ومن حيث الصدمات وتوقع الطوارئ، لضمان سلامة الراكب تماما وراحته ،فهناك مقاعد داخلية وصالون وتكييف كامل مما يجعلها رحلة ملكية تنساب وسط النيل.
وحدات عادية
وأضاف المهندس سالم محمود بالهيئة أن الرحلة تبدأ من منطقة (هابى لاند) بالمظلات وتستغرق الساعة ونصف الساعة، بينما هناك وحدات عادية من الأتوبيس النهرى بالواحدة نحو مائة كرسى مغلقة من الأمام ومفتوحة من الخلف وتكون الفسحة بها عادة فى المراسى القريبة وحول جزيرة الدهب، إذ إن هناك نحو 14 وحدة أخرى مغلقة الأسطح وبها شبابيك للمشاهدة والتفرج على سطح النهر، وتكون رحلتها فى حدود الثلث ساعة بالنيل، وهى تقدم خدمة مزدوجة سواء للإنتقال أوالفسحة، وتدور بالراكب إلى حديقة الأسماك أوحديقة الحيوان بكوبرى الجامعة ، أوكلية الزراعة وجزيرة وردان ،وتم تأمينها جميعا بتوفير جواكت نجاة، وأطواق للإنقاذ.. إضافة إلى قاربين حمولة كل منهما عشرة أفراد ،مع توافر أفراد أمن وتأمين، ومدربين فى الإنقاذ، وهذا ما أعطى المواطنين ثقة فى التعامل مع الأتوبيس النهرى فى الأعياد وشم النسيم، والفسح وحفلات الزواج، وليسجل إقبالا يتعدى نحو ثلاثين ألف راكب يوميا بكل وحداته، أملا فى أن تمتد الخدمة إلى مناطق جديدة بطول الساحل وعلى مسافة تزيد على أربعين كيلومترا، وتنظيم حفلات ثابتة أسبوعيا يقدمها الفنانون والهواة، لجذب المواطنين لهذه الخدمة ورفع إمكاناتها الاقتصادية وخفض التلوث والزحام بالعاصمة، والحرص على استمرار مظاهر البهجة والزينة خاصة للأطفال ، وتقديم الأغانى الشعبية المميزة لهذه الخدمة.