لا يمكن أن ينكر أحد الدور العظيم الذي لعبته الدول العربية في حرب أكتوبر3791, بداية من الدور السعودي الرائد بالاضافة إلي الدور الاماراتيوالكويتيوالعراقي, راهن العرب في تلك الحرب علي انتمائهم وأخذت القوي العربية تتوالي بدعمها المادي والمعنوي والعسكري علي القاهرة, بعضها استخدم سلاح قطع البترول عن الغرب كورقة ضغط علي اسرائيل, والبعض الاخر اشترك في المعركة بجنود وسلاح و كتائب مقاتلة, استشهد منها العشرات, لتنسج ملحمة عربية عظيمة اختلطت فيها الدماء المصرية بالعربية, وانتهت بنصر عربي مشترك ليس مصريا فقط. السعودية كعادتها وقفت المملكة العربية السعودية مع شقيقتها مصر في حرب أكتوبر وقفة تاريخية, لا يمكن أن ينساها إلا كل ناكر للجميل, فبمجرد علم الملك فيصل بنشوب الحرب, ذكرت العديد من الصحف أن الملك فيصل ملك السعودية وقتها طلب مقابلة الرئيس الامريكي' نيكسون' لمناقشة ما تردد من منح الولاياتالمتحدة لإسرائيل مساعدات عسكرية تؤمن لها بعض الاتزان في ساحات المعارك, بعدها قرر الفيصل مع عدة دول خليجية أخري, قطع البترول عن الدول الصديقة والمتعاونة مع إسرائيل وعلي رأسها الولاياتالمتحدةالامريكية, وفي هذه الأثناء أرسل الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون وزير خارجيته هنري كيسنجر في ذلك الوقت إلي الملك فيصل بغية إثنائه عن قراره بقطع البترول عن دول الغرب, وصف هنري الحوار الذي دار مع الملك فيصل في مذكراته قائلاانه عندما التقي الملك فيصل في جدة عام3791 م في محاولة لإثنائه عن وقف ضخ البترول, رآه متجهما, فأراد أن يستفتح الحديث معه بمداعبة فقال:' إن طائرتي تقف هامدة في المطار بسبب نفاد الوقود, فهل تأمرون جلالتكم بتموينها, و أنا مستعد للدفع بالأسعار الحرة؟ يقول كيسنجر: فلم يبتسم الملك, بل رفع رأسه نحوي, وقال:' وأنا رجل طاعن في السن, وأمنيتي أن أصلي ركعتين في المسجد الأقصي قبل أن أموت, فهل تساعدني علي تحقيق هذه الأمنية ؟! الموقف السعودي كان طبيعيا جدا ولم يكن مفاجئا للرئيس السادات وذلك لأنه كان يعي تماما الدور والدعم السعودي الكامل لمصر خلال حرب الاستنزاف وهو ما عكسه تصريحات الملك فيصل بعد نكسة76 في مؤتمر عقد بالخرطوم بعد أيام معدودة من نهاية الحرب, للرئيس الراحل جمال عبد الناصر قائلا' يا جمال مصر لاتطلب وإنما تأمر', كذلك مقولته الشهيرة بعد اندلاع حرب أكتوبر' إذ قال عشنا وعاش أجدادنا علي التمر واللبن وسنعود لهم. ولم يقتصر الدور السعودي علي قطع النفط فقط, فقد شاركت القوات السعودية في حرب أكتوبر ضمن الجبهة السورية, وفي معركة' تل مرع'شاركت المملكة بفوج مدرعات وبطارية مدفعية وفوج المظلات الرابع و مدرعات لواء الملك عبد العزيز الميكانيكي(3 أفواج)و وبطاريات مدفعية ذاتية, بالإضافة لأسلحة دعم أخري. وللأسف لم تشارك السعودية بقوات علي الجبهة المصرية نظرا لان الرئيس الراحل أنور السادات أبلغ الملك فيصل نيته بشن الحرب دون إطلاعه علي التوقيت, فلم يكن أمام القوات السعودية سوي التحرك والمساعدة مع القوات السورية التي قاتلت في مقاومة عنيفة مع القوات الإسرائيلية في ملحمة تل مرعي والتي تصدت لها قوات البلدين. تالامارات أما الامارات العربية المتحدة لم يقل دورها عن الدور السعودي, حيث كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الرئيس الاماراتي وقتها في زيارة الي بريطانيا وقت اندلاع الحرب, فطلب من سفيرالامارات في لندن حجز جميع غرف العمليات الحرجة المتنقلة وشراء هذا النوع من كل دول أوروبا ليعالج فيها الجنود المصريون والسوريون والفلسطنيين, وعندما حدث نقص في الاسلحة فقام باقتراض مليار دولار من البنك الدولي وتحويلها للاتحاد السوفيتي تحت حساب الاسلحة التي تحتاجها مصر وسوريا للحرب وعندما سئل عن موقف الولاياتالمتحدة تجاه بلاده بعد وقف تصدير البترول الاماراتي لها قال أن' دولتنا جزء من الامة العربية يوجد بيننا دين وتاريخ ولغة وآلام وآمال ومصير مشترك' و'البترول العربي ليس اغلي من الدم العربي' كان زايد يقول دائما خلال اللقاءات مع القادة العرب عندما تبدأ المعركة مع إسرائيل, فسوف نغلق علي الفور صنابير البترول, ولن نكون بعيدين عن أشقائنا أبدا, كان الشيخ زايد منحازا دوما إلي مصر, وحتي عندما قوطعت مصر بعد قمة بغداد بسبب اتفاقية كامب ديفيد, قال مقولته الشهيرة: لا يمكن أن يكون للأمة العربية وجود بدون مصر, كما أن مصر لا يمكنها بأي حال أن تستغني عن الأمة العربية, وظل علي تواصله مع مصر رغم مقاطعة الآخرين. قامت الإمارات ايضا بتوجيه من الشيخ زايد, بتوجيه كل طاقاتها لدعم المعركة, وتهيئة جيش الإمارات للتحرك في أي وقت يطلب منه المشاركة الفعلية في القتال, وفتحت الدولة رسميا مكاتب للتطوع في المعركة, وفرضت ضريبة جهاد علي التجار والشركات العاملة فيها, ونظمت مكاتب للتبرع الشعبي, إضافة إلي تبرع العاملين فيها بمرتب شهر كامل بمبادرة ذاتية, فضلا عن المساعدات العينية التي تمثلت في مستشفيات الميدانية, وعربات الإسعاف. وقد كشفت وثيقة سرية مسربة من مكتب البحوث الاقتصادية في المخابرات الأمريكية عن دور الدول العربية في مساعدة مصر وسوريا خلال حرب أكتوبر, وذكرت الوثيقة أن مصر تلقت ما يعادل001 مليون دولار مساعدات مادية من الإمارات, كان لها دور كبير في مساندة القوات المسلحة المصرية خلال حرب3791, وذلك بعد أن طلب الرئيس الأمريكي نيكسون من الكونجرس اعتماد ملياري دولار كمساعدات عاجلة لإسرائيل. الكويت شاركت الكويت فعليا في صناعة نصر أكتوبر العظيم من خلال ملحمة اداها لواء كامل من الجيش الكويتي هو لواء( اليرموك) الذي استشهد من رجاله البواسل24 شهيدا امتزجت دماؤهم بدماء الجنود المصريين في المعركة, كما شارك الجنود الكويتيون في قصف خط بارليف, كما أن مشاركة القوات الكويتية العسكرية لم تكن فقط في حرب أكتوبر وانما كان قد سبق لها المشاركة في حرب يونيو. وفي الجبهة السورية شاركت القوات الكويتية وابلت المدفعية بلاء حسنا وتعرضت للقصف مرارا من قبل العدو الاسرائيلي حيث اشتهرت المدفعية الكويتية بدقتها ومهارة الرماة الكويتيين, حتي إن القوات الكويتية لم تفقد في الجبهة السورية أيا من جنودها. وفي51 أكتوبر كانت ملحمة الجيش الكويتي علي الأراضي المصرية حيث توغلت القوات الإسرائيلية في سيناء واشتدد القصف الإسرائيلي و أغارت الطائرات الإسرائيلية علي موقع القوات الكويتية المرابطة واستشهد73 عسكري كويتيا. ولم تكتف الكويت بمشاركة قواتها العسكرية في المعركة, بل أعلنت الحكومة الكويتية أن أي تدخل من أية قوة عالمية ضد العرب في حربهم مع إسرائيل هو بمثابة هجوم عليها. وأرسلت فريقا طبيا إلي كل من مصر وسوريا, وتم وضع المستشفيات الكويتية في حالة طوارئ استعدادا لاستقبال أي من الجرحي المصريين أو السوريين. العراق أما العراق فقد استدعي وزير دفاعه جميع المكلفين والمتطوعين من مواليد عام6491, من ضباط الصف والضباط والجنود إلي خدمة الاحتياط. وتم استداعاؤهم في أقل من4 أيام, كما دعا الحزب الشيوعي العراقي القوي العربية التقدمية آنذاك إلي تقديم كافة المساعدات الممكنة لكل من سوريا ومصر في حربهما مع إسرائيل. وكما شاركت العراق علي الجبهة السورية بنحو61 ألف جندي عراقي تصاحبهم001 دبابة في اليوم التاسع للحرب, وصرحت الحكومة العراقية آنذاك بأن قواتها تعرضت لهجوم طائرات الفانتوم الإسرائيلية علي الحدود السورية, والتي واجهتها القوات بنصب صواريخ أرض جو متحركة, واستهدفت إحدي الطائرات المعادية وأسقطتها.