تشرفت بلقاء احد أبطال حرب أكتوبر وهو اللواء ا.ح حسن الجريدلي, رحمة الله علية والذي كان مدير عمليات القيادة العسكرية الشرقية في حرب 1967, و سكرتير عام وزارة الحربية و أمين عام وزارة الدفاع من 1971 حتى 1973 و رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة من بعد حرب أكتوبر 1973 و حتى 1978 . وقد قام يومها بفتح خزانة اسرارة ليحكي عن أدق تفاصيل مرحلة ما بعد نكسة 1967 و كيفية الاستعداد للحرب و ساعة الصفر ومنحني نسخة من كتابة "مذكرات ضابط مصري...خفايا وأسرار من غرفة عمليات حرب 6اكتوبر" والذي اسرد أجزاء منة واضعها بين أيديكم اليوم. فعن روْيتة للجيش خلال الفترة من 1967 الي 1973 أكد اللواء حسن الجريدلي ان بعد 1967 الكل كانت المعنويات سيئة جدا ولكن بأسلوب علمي تم إعداد مخطط الحرب علي مدي السنوات الست. وقد تم إتباع خطتين لتحقيق هذا الهدف أولهما سرية التخطيط ثم عنصر الخداع حيث تم إيهام العدو بعدم قدرتنا علي القيام بحرب وأننا نسعى لحل قضيتنا بالطريقة السلمية. كل هذا حقق المفاجأة الإستراتيجية وهي 'إخفاء نية العمل' لدرجة ان قرار الحرب تم إصداره يوم 5 أكتوبر للقيادات العليا وظل يتدرج حتى وصل الي الجنود قبل الحرب بساعتين. وعن يوم 6اكتوبر 1973 ذكر الجريدلي أنة قد بدأ عاديا و لكن في تمام الساعة الثانية عشر ظهرا صدرت الأوامر الي رئيس هيئة العمليات بإبلاغ القيادات بوضع خرائط خطة العمليات الحقيقية و في نفس الوقت توجه اللواء احمد إسماعيل الي قصر الطاهرة لاصطحاب الرئيس الي المركز دون علم أي احد. وبدأت العيون تتعلق بعد ذلك بالساعة في انتظار ساعة الصفر الساعة 2 و خمس دقائق و في تمام الساعة الواحدة و خمسين دقيقة بدأ تسجيل خروج الطائرات من قواعدها و تمت الضربة الجوية الأولي بنجاح. وبعد قليل, دخل اللواء محمد سعيد الماحي قائد المدفعية ليعطي تمام ببدء تمهيد المدفعية 2000 مدفع ميداني تطلق قذائفها معا علي الضفة الشرقية و لمدة 53 دقيقة. وليبدأ بعدها عبور القناة بالقوارب المطاطية ليكون علي الضفة الشرقية خلال الدقائق الأولي 8000 مقاتل ووصلوا الي 50 ألف قبل غروب يوم السادس من أكتوبر. ووفقا لرواية اللواء حسن الجريدلي فأنة كان أمام قواتنا مهمة صعبة في بداية الحرب, وهي عبور قناة السويس والساتر الترابي الذي يصل ارتفاعه إلي18 مترا. ولكن قام المهندسين العسكريين بشق ما يقرب من 60 ثغرة في الساتر الترابي و أقاموا عشرات الكباري في اقل من 6 ساعات. و بحلول يوم 8 أكتوبر تمكنت القوات المصرية من صد الاحتياطي التعبوي الإسرائيلي لجبهة سيناء. و بنهاية يوم 9 أكتوبر نجحت القوات المسلحة في تحقيق مهمتها حسب الخطة الهجومية ووصلت قواتها الأمامية الي عمق حوالي 15 كيلو متر شرق القناة.