اليوم تبدأ احتفالات مصر بأعظم انتصار فى تاريخها الحديث، عندما دحرنا العدو الإسرائيلى ونجحت قواتنا المسلحة الباسلة فى العبور وتحطيم أسطورة الجيش الذى لا يقهر، وأعادت لمصر العزة والكرامة والكبرياء فى ملحمة السادس من أكتوبر 73. لن ننسى الزعيم البطل الراحل أنور السادات، الذى اتخذ قرار الحرب وتحويل الهزيمة فى 67 إلى نصر عظيم، رغم محاولات التشكيك فى قدرة الجيش المصرى على عبور خط بارليف واجتياز أكبر مانع فى التاريخ، إلا أن شجاعة الأبطال وعزيمتهم على تحقيق النصر، كانت وراء توجيه ضربة موجعة للإسرائيليين خلال 6 ساعات ونجح سلاح الجو والنسور الأبطال فى ضرب مواقع العدو وطيرانه فأفقده التوازن خلال ساعات، وهو ما عبر عنه فى ذلك الوقت قائد القوات الجوية اللواء طيار حسنى مبارك أن سلاح الجو كان مفتاح النصر، وهذا التاريخ لا يستطيع كائن من كان طمسه، فكل من شاركوا فى هذه الملحمة الوطنية أبطال وعلى رأسهم الفريق أول أحمد إسماعيل، والفريق سعد الشاذلي، واللواء الجمسي، واللواء سعيد الماحي، واللواء فؤاد أبو ذكري، واللواء كمال حسن علي، واللواء عبد المنعم واصل، واللواء سعد مأمون، والعميد نبيل شكري، والعميد محمود عبد الله، والعميد يوسف عفيفي، والعميد عبد رب النبى حافظ. لوحة الشرف تضم الآلاف من رجال القوات المسلحة الذين أذاقوا العدو الذل والجراح فى حرب أكتوبر، وبعد أن تحقق النصر العظيم أصدر الرئيس السادات قرارا بترقية قادة القوات المسلحة إلى الرتبة الأعلى تقديرا لدورهم الوطني، ولأن هؤلاء القادة العظام، هم من استردوا لنا الأرض التى دنسها الاحتلال الإسرائيلى منذ 5 يونيو 67 وحتى الثانية و5 دقائق من ظهر 6 أكتوبر 73، عندما كانت ساعة الصفر لانطلاق الجيوش على طول القناة لتضرب وتدمر مواقع العدو وتتفرق أسراب مقاتلاتنا الجوية وهى تنطلق من القواعد المصرية لتضرب إسرائيل فى العمق ويتصدى الدفاع الجوى لمحاولات الاختراق الإسرائيلية، كانت بحق ملحمة فريدة لقواتنا المسلحة ورجالها الأبطال الذين أبهروا العالم. لا أحد يمكنه أن يزيف إرادة الشعب أو التاريخ، ومن لديه أى موقف سياسى سيفشل فى محاولة طمس الحقيقة، التى يمكن حجبها لكن من الصعب محوها من ذاكرة الوطن، فالحرب انتهت وسيناء حررت، ولا يبقى لنا سوى الفخر بكل أبطالنا ممن هم على قيد الحياة، وهؤلاء الذين رحلوا عن دنيانا والشهداء ممن ضحوا بأرواحهم دفاعا عن الكرامة فى يوم النصر العظيم.. تحيا مصر. لمزيد من مقالات أحمد موسي