سَيهل علينا عيد الاضحى المبارك بعد ايام قليلة وسيقف حجاج بيت الله الحرام فوق جبل عرفات وسيؤدون مناسك الحج وقلوب كل المسلمين فى جميع انحاء الارض معهم ، وكم تمنيت مثلى مثل كل المسلمين ان اكون معهم واقوم بالمناسك مثلهم .. فيالها من فرحة لا توازيها فرحة ونحن نقف عند بيت الله الحرام ونؤدى شعائر الحج ونزور نبينا المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام . فى يوم من الايام قابلت صديقة لى وكانت تتباهى بقيامها بالحج كل عام هذا شئ ستجازى علية خيراً ولكنى اعرف ان تكاليف الحج باهظة فبما انها مقتدرة لهذه الدرجة فلماذا لا تقوم صديقتى بالحج عاماً وتساعد الفقراء عاماً اخر بنفس مبلغ الحج فانا لست ضد الذهاب للحج لكل مستطاع كما امرنا الله تعالى ولكنى اتذكر حال الفقراء فى بلدنا فيرق قلبى عليهم . وتذكرت بمناسبه هذاالكلام موقف حدث لاحد الصحابة وهو الصحابى "عبدالله بن مبارك" وكان رجلا مقتدراً يذهب للحج عاماً ويجاهد فى سبيل الله عاماً اخر وفى السنه التى سيذهب فيها الى الحج اعد العده والعتاد وكل ما يلزمه للحج وفى طريقه وجد امراة تستخرج طائرا ميتا من القمامة فاستغرب تصرفها وذهب ورائها خوفا من ان تعطيه لاحد او تقوم ببيعه على انه مذبوح ولكن كانت صدمته اشد عندما وجدها تقوم بطهيه لاولادها الصغار فنزل عن دابته وذهب اليها وقال لها : اليس الله حرم اكل الميته ، فقالت : نعم الا المضطر وانا مضطرة لهذا فانا سيدة فقيرة وزوجى متوفى وعندى اطفال صغار وليس لدى شئ اقدمه لهم ليسد جوعهم فضطررت ان اقوم بهذا العمل ، فقال الصحابى فى نفسه أتأكل هذه السيدة المِيته هى واولادها وانا اذهب للحج عاماً وعام ..فلا والله واعطى السيدة الجمل وما عليه من متاع ولم يحج هذا العام وعندما رجع الحجاج من مكة ذهبوا الى بيت عبد الله وفى اثناء الحديث قالوا له كم تمتعنا بالطواف معك هذا العام وكم استمتعنا بشعائر الحج معك استغرب عبد الله هذا الكلام فقام وصلى ركعتين لله ونام فجاءه ملك فى منامه وقال له ان الله ارسل ملك هلى هيئته حتى يحج باسمه وذلك جزاء صنيعه مع المراة الفقيرة واولادها. ان الله يجازى كل شخص على صنيعه فثواب الحج اعطاه لعبد الله مع انه لو يقم بالحج ولكنه عوضا عن ذلك تبرع لسيدة فقيرة وساعدها فى معيشتها فكان ذلك عند الله بثواب الحج . الله كريم وحنون مع عباده فعندما امرنا بالحج قال لمن استطاع اليه سبيلا اى انه فرض على المسلمين ولكن لم يجبر الكل عليه لعلمه باحوال عباده منهم الفقراء ومنهم من لا يستطيع لاسباب اخرى . فيا ايها المسلم المقتدر اذهب للحج عاماً وساعد الفقراء عاماً اخر وستأخذ الثواب كاملا ان شاء الله ، فكما ان الحج فرض فالتصدق للفقراء فرض ايضا.. فحج عاما وتصدق عاما. لمزيد من مقالات هبة سعيد سليمان