بعد أن زادت مشاكل انقطاع المياه وتسرب غاز الكلور فى مناطق متفرقة من الجمهورية وهو ما ادى الى حالة غضب شعبى كبير، كشف الدكتور مصطفى مدبولي، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية أن الجهات المسئولة عن المياه فى الوزارة ستقوم برصد جميع النقاط الساخنة على مستوى الجمهورية ( المناطق المأزومة ) لوضعها على أجندة أولويات الوزارة خلال الأسابيع المقبلة، وإيجاد حلول عاجلة لها، فضلا عن الحل الاستراتيجى الذى تم تنفيذه لمدينة القاهرة الجديدة منذ نحو أسبوعين، بمدها بالمياه من رافع جديد من محطة العبور والحل العاجل الذى يتم حاليا لمنطقة حدائق الأهرام وبعض مناطق الهرم وفيصل. وأكد الوزير إن هناك مشروعات صغيرة لو تم تنفيذها ستحل الأزمة، ولهذا يجب رصد جميع النقاط الساخنة على مستوى الجمهورية، ووضع الحلول السريعة لها، وذلك بهدف الوصول إلى نحو 60% من هذه النقاط الساخنة بلا مشاكل خلال الصيف المقبل، موضحا أنه عقب ثورة 25 يناير وازدياد البناء المخالف والعشوائي، حدثت صعوبة فى رصد نسبة التغطية الحقيقية للمياه، وبالتالى يجب التفكير فى حلول عاجلة لمناطق الأزمات. وأضاف الوزير خلال اجتماعه برؤساء شركات المياة التابعة على مستوى الجمهورية : يجب أن يكون هناك خطة واضحة لجميع الشركات القابضة فى المحافظات، لأنها الأقدر على معرفة النقاط الساخنة للأماكن التى تعانى من ضعف المياه، أو المناوبات، لوضع حلول عاجلة لها، بجانب انتهاء عدد من المشروعات المحدد لها نهاية العام الحالى أو الربع الأول من العام المقبل». وطالب الوزير رؤساء الشركات، بإدراج الموازنة التى تحتاجها هذه المشروعات لعرضها على مجلس الوزراء فورا، عقب إجازة عيد الأضحي، لمنحها التمويل اللازم سواء من الموازنة المتاحة أو إدراج موازنة إضافية كما طالبهم بوضع خطط الطوارئ اللازمة لعيد الأضحي، والتحرك الفورى حال حدوث أى مشكلة، لافتا إلى أنه سيجتمع بهم بشكل دوري، لمراجعة تنفيذ الخطط أولا بأول. وشدد على أنه لن يتهاون فى أى تقصير خاص بجودة المياه، ولا تسامح نهائيا فى هذا الأمر، مطالبا بالمتابعة الشديدة لكل محطات المياه والتأكد من العينات، على مدار الساعة، ويجب التصريح بما يجرى بشأن الأزمات بكل شفافية، منعا لحدوث بلبلة أو تهويل عند المواطنين. وأكد ضرورة التركيز على إجراءات الأمن والسلامة المهنية على المحطات وشبكات المياه، مع مشاركة جميع الجهات المسئولة عن المياه فى الوزارة لحل أى أزمة، وعدم تنصل أى جهة من هذه الأزمات اليومية، بحيث تكون هذه الجهات كيانا واحدا، يعمل تحت مظلة وزارة الإسكان. وأشار إلى أنه ستتم مناقشة أزمة مولدات الكهرباء ومعدات المحطات فى الاجتماع المقبل لمجلس الوزراء، وسيتم وضع برنامج زمنى لإنهاء المحطات التى تعانى من مشاكل رئيسية الآن. من جهته اكد المهندس ممدوح رسلان رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى ان مشكلة انقطاع المياه بحى مدينة نصر نتجت بسبب عطل مفاجئ فى رافع مياه المعادى الذى يغذى المنطقة وهو ما ادى الى توقف جميع مواتير ضخ المياه. واضاف انه بمجرد حدوث العطل تم تشكيل لجنة فنية من الشركة لحل المشكلة وبالفعل استطاعت تركيب 3 مولدات للطلمبات المعطلة فى اليوم الاول للمشكلة وهو ما ادى لوصول المياه لبعض الاماكن باستثناء عزبة الهجانة ومنطقة النادى الاهلى وزهراء مدينة نصر ثم تم فى اليوم التالى تركيب مولدات للطلمبات الخاصة بها وهو ما ادى الى حل المشكلة نهائيا وتشغيل المحطة بكامل طاقتها . واشار الى أنه سيتم خلال الشهر المقبل تركيب عدادات المياه المدفوعة مقدما بصورة تدريجية وعلى مراحل مختلفة وسيتم البدء بالمناطق الاكثر استهلاكا لضبط منظومة التحصيل بها موضحا اننا لجأنا للعدادات المدفوعة مقدما يسبب انخفاض نسبة التحصيل فى بعض المحافظات الى نسبة تصل الى 50% ولفت الى ان محافظاتسيناء وقنا وأسوان من أقل المحافظات تحصيلا فيما تدخل محافظاتالغربية والدقهلية والمنوفية وكفر الشيخ فى مقدمة المحافظات الاكثر التزاما بالتحصيل. ونوه الى أن العداد الجديد يتمتع بخاصية إنذار صوتى وضوئى قبل قطع المياه حيث يقوم بإنذار المستهلك عند وصول كميات المياه لمترين مكعبين أى قبل انقطاعها بيومين أو ثلاثة أيام وبالتالى فان هذه العدادات ستكون مفيدة جدا للمستهلكين ولن تنقطع الخدمة بشكل مفاجئ مشيرا الى انه سيتم طرح كراسات الشروط لتوفير العدادات الجديدة على الشركات خلال شهر لبدء تركيب المرحلة الاولى لهذا المشروع. وكانت تساؤلات عديدة ثارت فى أذهان المواطنين فى مختلف مناطق العاصمة ومنها المعادى والمقطم ومدينة نصر وغيرها لانقطاع المياه وكيف تفاقمت بهذه الصورة لتمتد إلى ثلاثة أيام كاملة ومتى تنتهي.. حملنا التساؤلات إلى العميد محيى الصيرفى المتحدث الرسمى باسم الشركة القابضة لمياه الشرب والذى أوضح أنه بداية الأزمة تمثلت فى حدوث خلل فى رافع المعادي. حيث حدث عطل بأحد مواتير الرفع مما أدى إلى انخفاض الجهد، وهو ما تطلب اتخاذ بعض الإجراءات الفنية لإصلاح العطل إلا أن هذا الإجراء استغرق وقتا أطول من اللازم، مما تسبب فى نزول المياه على المواتير ودخولها إلى عنابر الطلمبات مما تسبب فى توقفها جميعا. وأضاف الصيرفى أن العنبر الذى يغذى اتجاه مدينة نصر يتضمن 6 مواتير أساسية و2 احتياطية والعنبر الذى يغذى اتجاه المقطم يتضمن 3 مواتير أساسية وموتورا احتياطيا وأدى توقفهما إلى انقطاع المياه عن هذين الاتجاهين. وأشار إلى أنه فور حدوث العطل تم إبلاغ القيادات حيث وجد الجميع بموقع الحدث فى الثالثة فجر أمس الأول الأحد. حيث تمت الاستعانة بثمانى عربات شفط من شرق القاهرة وست عربات شفط من مياه القاهرة وفى تمام الثامنة صباح أمس الاثنين تم الانتهاء من شفط المياه وبدأ فك المواتير وتشغيل المواتير الاحتياطية. كما تم تركيب 3 مواتير جديدة وتم أمس استكمال تركيب الرابع والخامس. وأكد الصيرفى أنه تم فجز أمس وصول المياه إلى المقطم وانتظامها إلا أن مدينة نصر أوصلت المياه لبعض المناطق بها ثم انقطعت مرة أخرى بسبب عدم انتظام الشبكة إلا أنه وعد بوصول المياه وانتظامها بكل المناطق بنهاية أمس. وحول تحديد المسئولية والتحقيقات التى تجرى حول الواقعة أكد الصيرفى أنه فور حدوث العطل تمت إحالة جميع العمال إلى التحقيق برغم أن خبرتهم فى هذا المجال تمتد لنحو 20 عاما، كما أن المحاسبة لن تقتصر على العمال وإنما ستتدرج حتى رئيس قطاع حتى نحدد المسئولية ويلقى كل مقصر عقابه، وكذلك الإحالة إلى النيابة لتتخذ إجراءاتها. وتقدم الصيرفى باعتذار الشركة القابضة لمياه الشرب لكل مواطن انقطعت عنه المياه مع الوعد بعدم تكرار هذا العطل النادر مرة أخري.