تواصلت أمس المسيرات الرافضة للإرهاب فى فرنسا، حيث دعت تنسيقية "مسيحى الشرق فى خطر" إلى التظاهر بساحة لاربوبليك بباريس تكريما لكل ضحايا تنظيم داعش الإرهابى سواء كان الرهينة الفرنسى إرفيه جورديل الذى قتل مؤخرا على يد جماعة إرهابية تنتمى لتنظيم داعش فى الجزائر، أو كانوا من المسلمين أو مسيحى الشرق أوالأقليات . وقال باتريك كرم رئيس التنسيقية إن القضية اليوم ليست المواجهة بين الحضارة العربية الإسلامية والحضارة الغربية ، بل إن الأمر بكل بساطة هو أن الحضارة تحارب الوحشية والظلامية فهى معركة بين الخير والشر. وكان المجلس الفرنسى للديانة الإسلامية بالتعاون مع مسجد باريس الكبير ومجموعة من الروابط الدينية المختلفة قد نظموا أمس مظاهرة بالاشتراك مع حزمة من المسئولين الفرنسيين وعلى رأسهم عمدة باريس تنديدا بالإرهاب الأسود المستتر خلف الإسلام.كما قام أهالى مدينة نيس مسقط رأس الرهينة الفرنسى بتنظيم مسيرة صامته جابوا بها المدينة. وفى سياق متصل، وجه القضاء الفرنسى لثلاثة متطرفين فرنسيين عائدين من سوريا تهمة تشكيل عصابة بغرض التحضير لأعمال إرهابية، وأمر بإيداعهم السجن الاحترازي. ومن بين هؤلاء المتهمين عبد الوهاب البغدادي، صهر المتطرف محمد مراح الذى قتل سبعة أشخاص فى تولوز بجنوب غرب فرنسا قبل مصرعه برصاص الشرطة فى 2012 ، ومن بينهم أيضا عماد جبالى وهو صديق لمراح منذ طفولته، وسبق أن حكم عليه فى فرنسا فى قضية شبكة تجنيد مقاتلين متطرفين لإرسالهم إلى العراق فى 2009. وكان هؤلاء الثلاثة الذين يشتبه فى انتمائهم إلى خلية إرهابية فى جنوب غرب فرنسا قد تمكنوا من العودة إلى بلدهم بدون أن يتم اعتقالهم ، مما تسبب فى إحراج الحكومة الفرنسية. ففيما كان شرطيون ينتظرونهم فى مطار أورلى بباريس بعد ترحيلهم من تركيا حيث تم اعتقالهم فى أغسطس لدى عودتهم من سوريا، استقل الثلاثة طائرة أخرى حطت فى مارسيليا ونزلوا منها بدون أى مساءلة. ولكن عملا بنصيحة محاميهم، سلم الثلاثة أنفسهم للسلطات. وبحسب وزير الداخلية الفرنسى برنار كازونوف فإن أكثر من 900 فرنسى متورطون مع هذه الشبكات الإرهابية.