تحيا جمهورية مصر العربية ..جملة يرددها يوميا أطفالنا فى طابور الصباح تعكس مشاعر الحب والانتماء للوطن الغالى مصر ، والطابور المدرسى هو البذرة التى تساعد على بث روح الانتماء وحب الوطن فى الأجيال الجديدة بل يعد وسيلة اتصال مهمة بين الدولة و التلاميذ فى سن مبكرة ، ففى طابور الصباح يردد التلاميذ النشيد الوطنى وفى طابور الصباح يتعرفون على الكثير من المعلومات والمعارف فى شتى المجالات عن بلادهم وهو ما يجعل هناك ضرورة ملحة للاهتمام بالطابور المدرسى وإدخال المزيد من التطوير عليه . فى البداية يؤكد الدكتور إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم الأسبق ضرورة تفعيل توجيه الصحافة المدرسية وتحويل الطابور المدرسى إلى جرعة تثقيفية وإخبارية وتعليمية متكاملة تفيد التلاميذ وتنمى معارفهم وترسخ مفهوم حب الوطن والانتماء لديهم ، وأضاف غنيم أنه من الضرورى التغيير بشكل مستمر فى نوعية الجرعة اليومية المقدمة للتلاميذ وهو دور إدارة المدرسة . أما الدكتور يحيى الصاوى الأستاذ بكلية التربية بجامعة حلوان ورئيس رابطة أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية فأشار إلى أن طابور الصباح يمثل أهمية كبرى للتلاميذ من حيث بث روح الانتماء لديهم وتعظيم الاستفادة الثقافية لديهم بالإضافة إلى ممارسة أنشطة رياضية مفيدة لهم لبناء أجسامهم . وأوضح الصاوى أنه من حيث الاستفادة الرياضية فإن طابور الصباح يتيح للتلاميذ ممارسة تمرينات تساعدهم على بناء أجسامهم مستقبلا وتؤثر بشكل إيجابى على الصحة العامة ، ومن الناحية التثقيفية فإن طابور الصباح يوفر جرعة مفيدة من خلال الأخبار والمعلومات التى يوفرها للتلاميذ خلال النشرة المدرسية ، كما أن تحية العلم وترديد النشيد الوطنى يساعد وبشكل كبير على تنمية وترسيخ حب الوطن لدى التلميذ مؤكدا ضرورة توزيع علم مصر مع الكتب المدرسية لكل تلميذ . وأضاف الصاوى أن طابور الصباح يمكن استغلاله فى تعزيز روح المشاركة والمسئولية لدى التلاميذ وذلك عبر إتاحة الفرصة للجميع فى المشاركة إيجابيا فى فعاليات الطابور والدعوة من خلاله لأنشطة كتنظيف المدرسة أو أنشطة رياضية. فى الوقت نفسه ، أكد اللواء محمد أيمن نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية أن المحافظة تولى اهتماما خاصا بالحفاظ على التزام المدارس بطابور الصباح مؤكدا أن الطابور ذو أهمية كبيرة فهو يعرف التلميذ بمفهوم الدولة فى سن مبكرة من خلال التعرف على ترتيب السلطة داخل المدرسة فهو يرى المدير وبجانبه وكيل المدرسة ثم المدرسين وغيرهم من الموظفين فى المدارس ليدرك أن لكل شخص منهم دورا وسلطة ومهام موكلة إليه. وأشار أيمن إلى أن الطابور يسهم أيضا فى تنمية روح الالتزام والانضباط والولاء والانتماء للوطن ، هذا بالإضافة للتعرف على النماذج الجيدة من خلال تكريم الطلبة المثاليين والمتفوقين وأيضا التعرف على العقاب الذى ينتظر من يخالف النظام . من ناحيته أكد الدكتور كمال مغيث الخبير التربوى أن تحية العلم فى طابور الصباح يعد جزءا مهما من أسس تنظيم التعليم والتى تستهدف تعزيز مفهوم الانتماء والتعريف بالمواطنة ، خاصة وأن التلاميذ ينتمون لفئات مختلفة اجتماعيا وثقافيا ودينيا وهو ما يضع على كاهل المدرسة عبء جعل الانتماء للوطن هو الأساس والأولوية الأولى لكل تلميذ . وأشار مغيث إلى أنه وخلال الفترة الماضية وفى ظل الأوضاع السياسية الصعبة وتراجع هيبة الدولة المصرية تراجعت أهمية تحية العلم ، وهو الأمر الذى عززه أيضا تنامى التطرف الدينى الذى وصل لتحريم تحية العلم ، وطالب مغيث بتطوير المناهج الدراسية وتوفير المناخ المناسب لممارسة الأنشطة المدرسية المختلفة . كما يرى الدكتور يحيى عطية أستاذ المناهج بكلية التربية بجامعة عين شمس أن مراسم اليوم الدراسى تزرع بذرة الانتماء للوطن فهى تعلم التلاميذ الالتزام وحب الوطن والتفاعل المجتمعى من خلال المشاركة فى الفعاليات المختلفة التى تتم خلال الطابور المدرسى ، موضحا ضرورة فرض عقوبات رادعة على المدارس التى تتهاون فى أى من فعاليات الطابور المدرسى وخاصة ترديد النشيد الوطنى وتحية العلم .