حذر جون كيربى المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) من أن الحرب ضد تنظيم «داعش» الإرهابى ستستغرق أعواما طويلة، إلا أنه أكد فى الوقت ذاته أن الهجوم الجوى الذى تقوده القوات الأمريكية ضد مواقع الإرهابيين فى العراقوسوريا لعب دورا مهما فى تفتيت قدرات التنظيم الإرهابي. وأكد كيربى أن الغارات الجوية الأخيرة ضد داعش نجحت فى ضرب الأهداف المخطط لها منذ البداية، وهو ما أسهم فى تقويض قدرات التنظيم الإرهابى إلى حد كبير، ولكنه أشار فى الوقت ذاته إلى أن عناصر داعش التكفيرية استجابوا بشكل سريع للضربات، وجاء رد فعلهم متوائما مع التغييرات على الأرض، وهو ما يجعل من القضاء على التنظيم أمرا صعبا سيستغرق فترة طويلة تتجاوز الأيام والشهور. وأكد أن الأمر سيحتاج للكثير من الجهد من الجميع، فالأمر قد يستغرق أعواما للقضاء عليهم. من ناحيته، أكد الرئيس الأمريكى باراك أوباما أمس الأول أن الضربات الجوية التى شنتها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها العرب على مواقع التنظيم الإرهابى فى سوريا توجه «رسالة واضحة» مفادها أن العالم موحد فى مواجهة التكفيريين، وذلك فى الوقت الذى تعهد فيه بشن المزيد من الغارات ضد الإرهابيين فى سوريا. وأوضح أوباما، عقب لقائه مسئولين من السعودية والإمارات والأردن والبحرين وقطر: «أعتقد أنه بفضل الجهود غير المسبوقة لهذا الائتلاف لدينا الآن فرصة لتوجيه رسالة واضحة جدا مفادها أن العالم موحد». واعتبر الرئيس الأمريكى هذا الائتلاف دليلا واضحا على تصميم المجتمع الدولى «على إضعاف وتدمير ليس «داعش» فقط بل أيضا الأيديولوجية التى تؤدى إلى هذا القدر من إراقة الدماء»، مؤكدا: «لن نتساهل مع ملاذات آمنة لإرهابيين يهددون شعبنا». وشدد أيضا على أن ضربات بلاده الجوية فى سوريا قد أحبطت عدة هجمات خططت لها القاعدة فى الولاياتالمتحدة، بعدما نفذت واشنطن وخمس دول عربية أولى ضربات جوية فى سوريا ضد ما يعرف بتنظيم «داعش» الإرهابي. وأشار مصدر دبلوماسى أمريكى إلى أن أوباما بحث خلال هذا الاجتماع الاستثنائى «الخطر الناجم عن التنظيم الإرهابى الذى يهدد العالم»، مضيفا أن «كل الذين كانوا على المائدة وافقوه الرأي». وأوضح مصدر مسئول فى وزارة الخارجية أن جميع الدول العربية «حول المائدة اتفقت على أن هناك ثمة لحظات يتحتم فيها اتخاذ موقف، وخصوصا موقف موحد فى المنطقة». كما أثنى على «التناغم» بين حلفاء الولاياتالمتحدة العرب الذين يشاركون فى «حملة بعيدة الأمد» من أجل «القضاء» على تنظيم داعش. وفى مداخلة مقتضبة من البيت الأبيض فى وقت سابق، أشاد أوباما ب«قوة الائتلاف» لافتا إلى أنه سيلتقى للمرة الأولى فى نيويورك رئيس الوزراء العراقى الجديد حيدر العبادى.