تتعرض كثير من النساء للابتزاز العاطفى من الأبناء والأزواج وغيرهم. فيشعرن بالحسرة أو الندم والأسف، فما هى أسباب تلك المشاعر المخذية وهل من سبيل لتجنبها والتخلص منها؟ يوضح د.هاشم بحرى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر ويقول: إن المرأة بطبيعتها تتسم بالعاطفة والحنان، ولديها الاستعداد دائما لأن تقدم سلسلة من التضحيات وهذا يبرز بشكل كبير فى علاقة الأم بأبنائها أو تعاملها كزوجة مع زوجها، فكثيرا ما نجد بعض الزوجات رغم دخولهن كليات عملية ووصولهن لمراكز مرموقة إلا أن بعد الزواج والإنجاب يضعن ذلك جانبا ويفضلن أولادهن على طموحاتهن ويلبين رغبة أزواجهن فى كبح الأنا وتفضيل الأسرة الصغيرة على كل أمر يخصها، وكل ذلك أمر طبيعى بالنسبة لتكوين المرأة النفسى. بعد أن ينقضى العمر ولكن فى بعض الأحيان تتعرضالمرأة للابتزاز العاطفى من أبنائها فنجدها فى حالة عطاء دائم وعندما يكبرون تشكو من تصرفاتهم وتجاهلهم لها ، حين ينشغلون ببناء مستقبلهم حينها تبكى حسرة فناء العمر تحت أقدامهم فتندب حظها فى نوع من التلذذ بالمعاناة وتقول : أفنيت حياتى من أجلهم ولم يقدروا عطائى وتم نسيانى ويا لا خسارة عمرى.! أيضا من صور الابتزاز العاطفى أن نجد بعض الشباب يبتزون الفتيات، فيستغل الشاب حب الفتاة لتوفير المال وفى مقابل الزواج تبذل هى الجهد والمال وكافة شئ حتى يتم زواجها منه وتظل طوال حياتها تدفع ثمن هذا الحب حتى بعد إنجاب الأولاد، والمثير إن بعض الزوجات كثيرا ما يسعين لتدبير المال من أجل الزوج خشية فقدانه وتشعر بالسعادة لتوفير أكبر قدر من المال وكأنه شرط خفى لبقائه معها وهذه المرأة هى شخصية مريضة وغير سوية لأنها تعلم جيدا أن سلوك إبتزاز الزوج لها يمارسه كرجل لتحقيق أهدافه الشخصية على حساب عاطفتها وليس حبا لها، وهو نوع من العنف يمارس ضدها ويعتبر أسوأ بكثير من العنف الجسدى لأنه يترك أثر أقوى فى الوجدان، وتعرض المرأة لمثل هذا الابتزاز باستمرار يمكن أن يعرضها للاكتئاب! لا تقعى فى شباكه ويؤكد د. بحرى أن شخصية الزوج المبتز عاطفيا تغلب عليه عده سمات منها حب التملك والتسلط وحدة المزاج، وبالنسبة لعلاقاته الخارجية فهى لا تدوم كثيرا لأنها تنتهى بقضاء المصلحة، وينصح الزوجة للتغلب على سلوك الزوج المبتز باستخدام العقل والمنطق فى التعامل معه والتحلى بالمنطقية وحب النفس وعدم الاستجابة له حتى تخرج من أثر قيده ولا تقع فى شباكه.