رنة مميزة على تليفونى المحمول تعلن وصول رسالة تحمل أخبارا جديدة. "بداية العام الدراسى فى 20 سبتمبر، كل عام وأنتم بخير". كانت تلك هى الرسالة القصيرة التى وصلتنى إيذانا ببداية عام دراسى جديد. ومع إنطلاقة العام الدراسى تتمنى كل أسرة أن يحقق الأبناء التفوق الدراسى الذى يترجم من وجهة نظر الآباء إلى تفوق فى الحياة العملية والإجتماعية مستقبلا وهو الهدف الذى يداعب أحلام كل أب "صالح" وأم "صالحة" مع إنطلاقة كل عام دراسى جديد. وقد خضع التفوق الدراسى وأسبابه وطرق تحقيقه للكثير من الدراسات والأبحاث. وأشار أحدثها إلى أن أفضل طريقة لزرع عادات ومهارات الدراسة الجيدة لدى الطفل تكون بتدريبه بشكل مباشر على تلك العادات والمهارات منذ سنوات عمره الأولى ، لأن عقل الطفل يكون فى تلك المرحلة مثل "الإسفنج" فهو يمتص أى نوع من المعرفة للتعلم ويحاول إكتشاف أى نشاط يقابله. وأكد العلماء وجود الكثير من الأشياء التى تساعد على بناء عادات الدراسة الجيدة لدى الطفل أيا كان سنه. وقدم العلماء خمسة نصائح موجهة لأولياء الأمور لتمكنهم من زرع عادات الدراسة الجيدة لدى الأبناء ومن ثم حصد الدرجات والتفوق الدراسى المنشود. 1-إجعلوا الأولوية لتفوق الأبناء. فعلى الرغم من إزدحام جداول أعمال الأسرة يوميا بالمواعيد والإلتزامات فإن الأب والأم عليهم أن يضعا تفوق الأبناء فى المقدمة كأولوية رئيسية. وعليهم متابعة أداء الأبناء لواجباتهم المدرسية ومساندتهم والتعرف على كل جديد فيما يتعلق بالواجبات المدرسية والإمتحانات ومايدور فى فصول الدرس بالمدرسة. 2-بداية متابعة الطفل منذ الصغر. فهناك العديد من الأنشطة التى يمكن تدريب الطفل الصغير عليها ليكتسب قدرات الدراسة والإستذكار الجيد فى المراحل التالية من العمر. فممارسة العد والرسم والإستعانة بالألعاب التعليمية فى مرحلة مبكرة تؤهل الطفل وعقله وتكسبه عادات الدراسة الجيدة فى المستقبل. 3-بناء عادات أداء الواجب المدرسى. فالطفل غالبا ما تكلفه المدرسة بواجبات دراسية يكون عليه الإنتهاء منها فى وقت محدد. ويكون على أولياء الأمور أن يعدوا البيت والطفل منذ وقت مبكر لأداء الواجب الدراسى المطلوب منه. فأداء الواجبات يعد أسلوب حياة لدى الكثير من الطلبة الناجحين بحيث لايمثل لهم أداء الواجب نوع من الإحباط والتعذيب. فيجب تخصيص ركن هادئ جيد الإضاءة ومجهز بكافة الأدوات المطلوبة (أوراق ،أدوات مكتبية، مكتب)داخل البيت لأداء الواجب الدراسى. وعلى ولى الأمر أن يحرص على مكافأة الأبناء فور الإنتهاء من الواجب مما يدخل البهجة والسعادة عليهم. 4-منح الإستقلال للأبناء. فكلما زاد عمر الأبناء كلما زادت رغبتهم فى الإستقلال. وبالتالى فمن الحكمة أن يسعى الآباء إلى منح إستقلال "تدريجى" للأبناء فيما يتعلق بالمسئوليات الدراسية (الإستذكار وأداء الواجبات). ولكن هذا الإستقلال لايمنع أن يكون هناك إشراف من الآباء على إتمام الأبناء لواجباتهم بشكل صحيح والتأكد من تصويب الأخطاء. 5-مساعدة الأبناء على إدراك الموارد المتاحة أمامهم. فعندما يتعثر الأبناء فى إتمام الواجب يضفى أولياء الأمور قدرا من الإطمئنان بإبراز الموارد المتاحة أمام الأبناء بما يمكنهم من إنهاء الواجب الدراسى المطلوب. وبإختصار على الآباء القيام بدور الصديق الذى يلجأ له الأبناء وقت الضيق لإنهاء الواجبات الدراسية. إن الدراسة بما فيها من إستذكار وواجبات تعد العتبات الأولى التى يبدأ عندها الأبناء حياتهم العملية فلا داعى للتأخر والإنتظار لإعداد الأبناء لمواجهة الحياة العملية فى مراحل متأخرة. فالنجاح فى المدرسة غالبا ما يكون البوابة الرئيسية لتحقيق النجاحات الأكاديمية والنجاحات فى الحياة العملية. دارت تلك الأفكار فى ذهنى فنحيت تليفونى المحمول جانبا ونظرت إلى الأفق فى صمت.