يبدو أن عقارب الساعة بدأت تدور عكس مصلحة سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا) مع اعلانه الترشح للرئاسة للمرة الخامسة فى تاريخه , ففى ليلة انعقاد مؤتمر عالمى للجنة القيم للاتحاد, ضاعت القيم والاخلاق من خلال الكشف عن فضيحة جديدة تهز اركانه, بحصول اعضاء اللجنة التنفيذية على هدايا قيمة على هيئة ساعات فاخرة من الاتحاد البرازيلى لكرة القدم اثناء اقامة النسخة الاخيرة من المونديال, بخلاف اخرى من الشركة الراعية للبطولة. وتشير الملامح الرئيسية لهذه الفضيحة من وجهة نظر الخبراء الى انها كشفت الارتباط الوثيق بين التلاعب والغش فى اختيار الدول المنظمة للبطولة ودور اعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا, ويؤكد غياب المصداقية فى هذا الامر خاصة بعد ان بات صوت المال الاعلى, وانه على ضوء ذلك اصبح من الممكن اختراق كافة اللعبات الاخرى واستغلالها من خلال الهدايا والرشاوي. ويضيف الخبراء فى تقريرهم لمحطة "بى بى سي" البريطانية أنه بات من الصعب على الكثير من الناس ادراك سبب اقامة مثل هذا الحدث الكبير وهو "المؤتمر العالمى للقيم" فى الفيفا بينما جدرانه تتشرب بالفساد والفضائح, وانه من سخرية الاقدار انه فى امسية هذه المناسبة الكبيرة يتم ازاحة الستار عن حصول مسئولين كبار فى الاتحاد الدولى وايضا رؤساء بعض الاتحادات المحلية مثل جريج دايك رئيس الاتحاد الانجليزى لكرة القدم على ساعات فاخرة تقدر قيمتها ب 16 الف جنيه استرلينى من جانب الاتحاد البرازيلى فى مخالفة واضحة للائحة القيم الخاصة بالفيفا. واضاف التقرير انه تردد ايضا ان جيروم فيلاك سكرتير عام الاتحاد الدولى كان فى نيته منح كل عضو فى اللجنة التنفيذية ساعتين أخريين من الشركة الراعية, ولكن اعضاء لجنة القيم اخبروه بان ذلك يمثل مخالفة، والسؤال الذى يطرح نفسه الم يكن يعرف هو بذلك؟ واشار التقرير الى انه من الغريب ان المسئولين فى غيبوبة تماما عن المستوى الذى وصلوا اليه فى هذه المنظمة التى ينتمون اليها, وان كان بعضهم تنبه الى ذلك مثل رئيس الاتحاد الانجليزى الذى اعلن نيته اعادة الساعة التى حصل عليها. واضاف تقرير "بى بى سي" أن بلاتر تجاهل فى كلمته الافتتاحية الحديث عن فضيحة "الساعة" او الساعة جيت بل ومنع رجاله الصحفيين من توجيه اى اسئلة له وغادر القاعة مسرعا ولكن اى شخص لديه رؤية صحيحة يدرك ان رجال الثعلب العجوز الذين يصل متوسط رواتبهم 220 الف دولار يرون ان هذه الهدايا امر عادي وهو ما كشفت عنه تصريحات الفرنسى ميشيل بلاتينى رئيس الاتحاد الاوروبى بتمسكه بالهدية وقوله "انا شخص متعلم ومربى جيدا ولا ارد الهدايا .. وقد تلقينا من قبل الكثير من الساعات". وقال التقرير ان هذا الامر يؤكد انه اذا كان الفيفا قدم سلسلة من الاصلاحات لتحسين المنظومة, الا ان هناك الكثير من العادات القديمة لن تموت بسهولة, وان ذلك يطرح تساؤلا هاما من جانب النقاد عما اذا الاتحاد الدولى سينشر نتائج تحقيقات الامريكى مايكل جارسيا فيما يتعلق بطريقة اختيار منظمى نهائيات كاس العالم 2018 و2022؟ وايضا ما اذا كان بلاتر سيتقدم لانتخابات الرئاسة للمرة الخامسة على الرغم من تعهده المرة السابقة بانها ستكون الاخيرة؟ بالاضافة الى رفضه وضع مدد محددة لاعضاء اللجنة التنفيذية وعدم تركها مفتوحة مثلما اوصت اللجنة المستقلة فى اطار اجراءات الاصلاحات داخل هذه الجدران؟ واشار التقرير الى ان المنظمة الدولية للشفافية قالت انه فى حالة انتخاب بلاتر للمرة الخامسة رئيسا للفيفا فانه من الصعب التطلع لاى اصلاحات داخل هذه المؤسسة لان الفضائح تلوث سمعته حتى تحت ساعته التى يرتديها, وان الارقام الرسمية التى كشفت عنها وكالة "الاسوشيتدبرس" تقول ان اجمالى سعر الساعات وعددها 750 ساعة يصل الى 90 الف جنيه استرليني, وهو ما برره رجال الاتحاد الدولى وقتها بانهم وافقوا عليها نظرا لان سعرها زهيد وتافه.