القوامة هي القيام على الشيء رعاية وحماية وإصلاحاً. قال تعالى "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم". }النساء- 34{ وقد ذكر المولى عز وجل لهذه القوامة سببين أولهما ما أشار إليه في قوله تعالى: ( بما فضل الله بعضهم على بعض) أي بتفضيل الله الرجال على النساء، من كونه جعل منهم الأنبياء والخلفاء والسلاطين والحكام والغزاة، وغير ذلك مما فضل الله به جنس الرجال على جنس النساء. والسبب الثاني في جعل القوامة للرجل على المرأة هو: ما أنفقه عليها، وما دفعه إليها من مهر، وما يتكلفه من نفقة في الجهاد، وغير ذلك مما لم تكن المرأة ملزمة به، وقد أشار إليه في الآية بقوله تعالى (وبما أنفقوا من أموالهم). وإذا تخلى الرجل عن ميزته التي ميزه الله تعالى بها فلم ينفق على امرأته، ولم يكسها، فإن ذلك يسلبه حق القوامة عليها. ففي زمننا هذا أصبحت طاعة الله و الامتثال لأوامره شيء صعب و لم يلتفت لها كثيرٌ من الناس فغير أن المرأة المصرية و الأم في المنزل تقوم بالعمل داخل و خارج المنزل؛ أصبحت أيضا هي التي تقوم بالإنفاق على المنزل و هي التي تدبر طلبات و احتياجات البيت و مع زيادة أعباء الحياة يتنصل الأزواج من المسؤولية فلم يستطيع أن يفعل أو يقول شيء سوى (أتصرفي و أنا أعملك إيه) ومع ذلك تجد الزوجة عكس ذلك تماماً عندما يحب أن ينساق وراء طلباته الشخصية أو عندما تقوده مصلحة ما أو التقليد الأعمى لأحد المعارف. الحقيقة أن الأزواج دائماً يتحدثون عن حقوق الزوج على زوجاتهم، هذا من قبيل أن الأحاديث في مصلحتهم، ولكن لكل حق واجب، ومن الأحاديث الأخرى التي تتحدث عن حق الزوجة على زوجها؛ عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ حَيْدَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : سَأَلَهُ رَجُلٌ : مَا حَقُّ الْمَرْأَةِ عَلَى الزَّوْجِ؟ قَالَ : تُطْعِمُهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، وَلَا تَضْرِبْ الْوَجْهَ، وَلَا تُقَبِّحْ، وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ. فالإنفاق لابد و أن يكون في الكسوة وفي الطعام ويجب أن يكون في الحدود المعتدلة، فالله عز وجل أمر الزوج أن ينفق على زوجته بقدر ما أعطاه الله لقوله تعالى (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ). و أفضل الإنفاق هو الإنفاق على الأهل، كما قال رسول الله( لك أجر حتى في شربة الماء) وأيضاً(وأن يضع الرجل اللقمة في فم زوجته هي له صدقة) للأسف الآن معظم الناس غارقون في المعصية، هناك توجيهات قرآنية، هناك توجيهات نبوية لا أحد يُقيم لها وزناً هل هذا ما أمرنا الله سبحانه و تعالى به؟ هل أصبح علينا من السهل ترك ما أمرنا الله به؟ لدينا المرأة المصرية حريصة على طاعة أمر الله ورسوله ولكن ماذا عن الأزواج؟ [email protected] لمزيد من مقالات سمر عبدالفتاح