بين جدران التاريخ اختتمت فعليات مهرجان من فات قديمه تاه ببيت السنارى في الدورة الرابعة لمهرجان الحرف التقليدية والفنون الشعبية حيث كان ضيف الشرف لهذا العام دولة الصين التي قدمت العديد من فنونها وتراثها الشعبي المتميز وشارك في هذا المهرجان الهيئة العامة للثقافة من خلال الإدارة العامة للقصور المتخصصة برئاسة سالم الشربيني ومعروضات ومنتجات قصور (الشرفا للحرف الفنية, العمال بشبرا الخيمة, الإبداع الفني بالسادس من أكتوبر بالحي السابع) كما شارك في فعليات المهرجان (الإدارة العامة من شباب والعمال, شغل الخيامية, الصدف ) والإدارة العامة للقرية (الجريد, الاربيسك)الإدارة العامة للمرأة (ورشة الحلي, الثوب البدوي) حيث جاء ذلك ضمن توجهات وزارة الثقافة لتفعيل التعاون بين قطاعاتها المختلفة للقيام بأحياء المهن التقليدية والتراث وتعد فعاليات هذا المهرجان استكمالا لدور مكتبة الإسكندرية التى اتخذت من بيت السنارى (بيت الثقافة و العلوم والفنون) مسرحا ثقافيا لنشر كل أنواع الثقافة المحلية والعالمية وتوثيق للتراث والتاريخ حتى تكون النافذة لخروج التراث المصري والثقافة المصرية وفنونها الشعبية إلي العالم والتعرف علي الهوية المصرية وقد افتتح المهرجان في اليوم الأول بدورة اللغة القديمة وعروض فنية للصين وعرض للملابس الصينية وعرض للفنون القتالية واختتم بعرض للفنون الشعبية (رقص تنوره وإنشاد ديني) وقدم المهرجان ورش عمل متنوعة منها ورشة رسم بالباستيل للأطفال وورشة فن الخزف وورشة صناعة الحصير وورشة النحاس وورشة التدريب علي آلة الجيتار واختتم اليوم الثاني للمهرجان بحفل فريق زي زمان (تخت شرقي) أما اليوم الثالث فكان يضم ورشة اصنع لعبتك للأطفال وورشة خط صيني وورشة فنون قتال صيني للأطفال والكبار وورشة تشكيل بالورق للأطفال والكبار وورشة الرسم علي القماش للأطفال بالإضافة لورشة عمل الشاي الصيني واختتم اليوم الثالث بحفل توقيع ديوان عصير قصب وهو من احد الأنشطة التي يستدعي بها الشاعر تراث و عادات مص القصب لمقاومة أضرار المشروبات الغازية المضرة للصحة وتتوالي فعليات المهرجان بالختامات اليومية حفل توقيع ديوان البعيد عن العين (شاعر – غناء- فقرات أخرى) وحفل تكريم د. أشرف أبو اليازيد لحصوله علي جائزة في الأدب من دولة كورية الجنوبية واستمتع الحضور في الليلة بين أحضان التاريخ في بيت السنارى مع فرقة (تراث للموسيقي العربية) وفي اليوم السابع للمهرجان أقيمت ندوة بيرام المصري للشاعر (سمير قنديل) وفي اليوم التالي كان الحفل الفني لفرقة سنة أولي التي استمتع معها الجمهور العاشق للتاريخ أما اليوم الذي سبق يوم اختتام المهرجان أقيمت ندوة (فن الواو للشاعر الأستاذ عبد الستار سليم ) لقد لقي المهرجان إقبالا واسعا من الحرفيين والشباب والجمهور من مختلف الأعمار حيث اختتم المهرجان بحفل أغاني الشيخ إمام أمس احتفالا باليوم العالمي للسلام بالتعاون مع نادي الشيخ إمام الذي يمثل روح الشباب في النقد وقد لقي إقبالا شبابيا كبيرا أما عن اختيار الصين كضيف شرف لهذا العام يقول الدكتور خالد عزب رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة ألإسكندرية الذي افتتح المهرجان بمصاحبة المستشار الثقافي لجمهورية الصين تشين دونغ يون وهى إحدى دول العالم القليلة التي احتفظت بتراثها حي للحفاظ علي الهوية الصينية والعادات والموسيقي واللغة والأزياء وقاومت العولمة بشدة لذا فان هناك ثقافة صينية قوية وشخصية وطنية عاصية علي اختراق العولمة.. أما عن هدف المهرجان فتقول ايمان أحمد المشرف علي الورش التدريبية لبيت السنارى أن مهرجان من فات قديمه تاه يهدف إلي توعية الأجيال الجديدة لتاريخها وربطها بالماضي العريق وتعريفها بالأدوات التى استخدمها المصريون خلال الفترات التاريخية السابقة مشيرا إلي أن المعرض يقدم لأول مرة الفرصة للمبدعين والهواة لعرض الثروات التي يمتلكونها من الصور والآلات والأدوات القديمة التي تعبر عن الحياة المصرية القديمة. فكرة قيام المهرجان في بيت السنارى: فهو بيت اثري بناه إبراهيم كتخدا السنارى 1209ه - 1794م وكان من أثرياء القاهرة وهو في الأصل من أهالي دنقلة بالسودان حيث بدء حياته كبواب بالمنصورة ثم أقام بالصعيد وثار يتصل بالأمير مراد بك حتى أصبح من أعيان القاهرة سنة 1216ه - 1801م اما الحارة التي بني فيها بيت السنارى هي حارة منج نسبة إلي احد علماء الحملة الفرنسية الذي أقيم فيه عند احتلال مصر و قد تمت مصادرة بيت السناري من قبل الفرنسيين فهو البيت الذي شهد مولد موسوعة وصف مصر حيث كان بيت السناري هو سكن أعضاء لجنة العلوم والفنون التي جاءت لبعثة نابليون العسكرية لعمل دراسة منهجية للبلاد وخصصت الحملة الفرنسية لإقامة مصوريها وبعض علمائهم منهم (ريجو) الرسام المشهور وبهذا البيت تمت الأبحاث و الرسوم القيمة التي نشرت بكتاب وصف مصر و في المدة ما بين 1917م إلي 1926م حيث أقام به (جاردوب) متحف باسم بونابرت وأغلق بعد وفاته ثم اخلي في عام 1933م انه بيت السناري من فات قديمه تاه.