هل يجوز الجمع بين طوافي الإفاضة والوداع في طواف واحد بنيتين؟ الجمهور علي أن طواف الوداع واجبٌ، وقال المالكية وداود وابن المنذر، وهو قولٌ للشافعي وقول للإمام أحمد -رضي الله عنهما-: إنه سنة؛ لأنه خُفِّفَ عن الحائض. وقد أجاز المالكية والحنابلة الجمعَ بين طوافي الإفاضة والوداع في طواف واحد؛ بناءً علي أن المقصود هو أن يكون آخر عهدِ الحاج هو الطواف بالبيت الحرام، وهذا حاصل بطواف الإفاضة. وبناء علي ذلك: فإن تأخير طواف الإفاضة إلي آخر مكث الحاج بمكة لِيُغنِيَ عن طواف الوداع جائز شرعًا، ولا يضر ذلك أداءُ السعي بعده. تريد ابنتي البكر التي تبلغ من العمر ثلاثين عامًا أن تسافر مع والدتها لأداء فريضة الحج، علمًا بأن السفر آمن والصحبة آمنة؟ يجوز للمرأة أن تسافر بدون مَحرَم بشرط اطمئنانها علي الأمان في سفرها وإقامتها وعودتها، وعدم تعرضها لمضايقات في شخصها أو دِينها؛ فقد ورد عنه rفيما رواه البخاري وغيره- عن عَدِيِّ بن حاتم -رضي الله عنه- أنه قال له: »فإن طالَت بكَ حَياةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينةَ-أي المسافرة- تَرتَحِلُ مِنَ الحِيرةِ حتي تَطُوفَ بالكَعبةِ لا تَخافُ أَحَدًا إلَّا اللهَ«. فمِن هذا الحديث برواياته أخذ جماعة من المجتهدين جوازَ سفر المرأة وحدها إذا كانت آمنة، وخصصوا بهذا الحديث الأحاديثَ الأخري التي تُحَرِّم سفر المرأة وحدها بغير مَحرَم؛ فهي محمولة علي حالة انعدام الأمن التي كانت من لوازم سفر المرأة وحدها في العصور المتقدمة. وقد أجاز جمهور الفقهاء للمرأة في حج الفريضة أن تسافر بدون محرم إذا كانت مع نساء ثقات أو رفقة مأمونة، واستدلوا علي ذلك بخروج أمهات المؤمنين للحج في عهد عمر رضي الله عنه، وقد أرسل معهن عثمان بن عفان، ليحافظ عليهن. وبناءً علي ذلك: فيجوز لابنتك السفر لأداء الحج مع والدتها، ولا حرج في ذلك شرعًا.