للمحافظة على البيئة، وإعادة تأهيلها، وترشيد استثمار الموارد الطبيعية، ينفذ المركز القومى للبحوث - برئاسة الدكتور أشرف شعلان - حزمة من المشروعات البحثية الواعدة بسيناء، ويبلغ عددها 15 مشروعا بحثيا، وتم التحضير لها منذ عام، بالتعاون مع اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء. يقول الدكتور أحمد شعبان - نائب رئيس المركز القومى للبحوث للشئون الفنية تأتى هذه الحزمة من المشروعات، وعددها 15 مشروعا بحثيا، تنفذه 9 شعب مختلفة بالمركز من خلال الخطة البحثية العاشرة للمركز (2013 - 2016)، ومنها الشعب: الزراعية والبيولوجية والطبية والهندسية والبيئية والكيميائية غير العضوية والثروات المعدنية والهندسة الوراثية والبيوتكنولوجى والبحوث البيطرية، والأقسام المختلفة بتلك الشعب كالأراضى واستغلال المياه والمحاصيل الحقلية وتكنولوجيا الحاصلات البستانية وتلوث المياه والزيوت والدهون والألياف البروتينية والصناعية والزجاج والتكنولوجيا الحيوية النباتية. وحول كيفية توظيف البحث العلمى من خلال تلك الحزمة فى التغلب على معوقات التنمية بسيناء، وعلى رأسها ملوحة المياه والتربة يقول الدكتور أحمد شعبان: من الطبيعى أن تكون الزراعة قاطرة التنمية فى سيناء لكى تتحول إلى جنة خضراء، ونظراً لطبيعة أراضى سيناء، وكذلك ندرة المياه وملوحتها فإن أى زراعات لابد أن تلائم تلك الظروف، وفى الوقت نفسه لابد أن يستثمر البحث العلمى الاستثمار الأمثل فى ترويض تلك الظروف لتصبح أكثر ملاءمة لكل مشروعات التنمية المستقبلية. التحلية والطاقة الشمسية ويضيف أنه كمثال نجد أن المشروعات الخاصة بتحليه المياه والتنمية المستدامة تتبنى التطبيقات الخاصة بتحلية مياه الآبار العميقة فى جنوبسيناء من خلال تصميم وتنفيذ وحدة تحلية آبار تعتمد على أحدث التقنيات العالمية، وبواسطة التناضح العكسى بطاقة 5 أمتار مكعبة فى الساعة. واستكمالاً لمنظومة البيئة النظيفة تعمل تلك الوحدة بالطاقة الشمسية، وحتى خلية التعقيم الخاصة بالوحدة هى خلية تعقيم كهروكيميائى كبديل لمحلول هيبوكلوريت الصوديوم المستخدم فى تعقيم المياه الداخلة فى وحدة التحلية، وتعقيم المياه المحلاة، مع إنتاج مياه شرب ومياه رى مختلفة الملوحة، وحسب احتياجات الزراعات المختلفة. ويتابع أن استخدامات الطاقة النظيفة لم تنحصر عند تلك الوحدة فقط، بل أيضا استخدام تطبيقات الطاقة الشمسية فى المناطق البدوية من خلال الطباخ الشمسى والمجفف الشمسى والمقطر الشمسى والسخان الشمسى، بالإضافة إلى إنارة بعض التجمعات البدوية بوحدات تعمل بألواح توليد الطاقة الشمسية، وكذلك تصميم جديد لنظام طاقة متجددة للمناطق النائية من خلال إقامة نظام طاقة متكامل يشمل تركيب توربينة رياح أفقية وأخرى رأسية. مشروع المزارع المتكاملة ويتابع أن مشروعات التنمية المستدامة لا تتوقف عند حد استخدامات الطاقة الشمسية فقط، بل هناك تطبيق وإنشاء لمشروع المزارع المتكاملة فى جنوبسيناء، حيث ستتم معالجة المياه الجوفية باستخدام نظام متكامل يجمع بين الفلاتر الرملية متبوعة بالخلية الكهربائية لمعالجة وتحلية المياه مع استخدام المياه الناتجة عن المعالجة فى تربية الأسماك ثم استخدام المياه الناتجة من تربية الأسماك فى الزراعة المائية والسطحية. وعن نوعية النباتات التى تلائم تلك الطبيعة يقول: إن مجموعة المشروعات البحثية تهدف إلى إدخال أصناف جديدة من الرمان والتين، وتطبيق حزم تكنولوجية لرعاية الزراعات القائمة، وعلى رأسها أشجار الزيتون تحت ظروف التركيزات المرتفعة من الأملاح فى مياه الرى، وتطبيق مفهوم الزراعة الملحية للاستخدام المستدام فى البيئات المالحة من خلال زراعة بعض النباتات المحبة للملوحة، وهذه النباتات تستخدم كعلف لحيوانات المزرعة، وكذلك زراعة نباتات الجتروفا والجوجوبا ذات التطبيقات الواعدة تحت ظروف شبه جزيرة سيناء حيث تعتبر تلك النباتات مصدرا للطاقة، وتتحمل الجفاف، وتحتاج لكميات قليلة من المياه، كما تتحمل ملوحة المياه المرتفعة بالإضافة إلى إمكان زراعتها بالأراضى الصحراوية، وريها بمياه الصرف الصحى المعالج، وكذلك زراعة بعض أشجار النقل من خلال التوسع فى زراعة أشجار اللوز، وبعض أنواع النقل الأخرى المناسبة فى المناطق المناسبة لنموها وإثمارها مع وضع برامج متكاملة للرعاية البستانية لهذه الأشجار، وعمل ندوات إرشادية ودورات تدريبية على عمليات الخدمة البستانية بالطريقة الصحيحة فى المواعيد المناسبة، وتوعية المزارعين بكيفية إنشاء مشاتل لإنتاج شتلات النقل محلياً. ويضيف الدكتور شعبان: قام هذا المشروع أيضا بتقديم المساعدة فى مجال استخلاص زيت الزيتون فى المعاصر التابعة لمديرية الزراعة للوصول إلى استخلاص زيت ذى مواصفات جودة عالية مما يساعد فى رفع قيمته التسويقية مع إنتاج الكومبوست كسماد عضوى من مخلفات الزيتون والجوجوبا والجتروفا، واستخدامه فى التطبيقات الزراعية. ويختتم: «المشروع يعتمد أيضا على تدريب المرأة على مثل هذه الأنظمة، ونشر التكنولوجيا الخاصة بها، لأنها تؤدى دوراً محورياً فى توفير الطعام للأسرة».