على مدى 24 ساعة خلال الأيام الماضية جرى العمل لإنجاز خط مياه الشرب الجديد المغذى لمدينة القاهرة الجديدة التى تعانى عجزا شديدا فى مياه الشرب وصل إلى 150 ألف متر يوميا, وصرخ الناس خلال هذا الصيف من عدم وصول المياه لهم معظم ساعات اليوم بل هناك مناطق لاتكاد تصل لها المياه، واليوم الاثنين سوف يتم القضاء على هذه المشكلة وانتهاء معاناة المواطنين بالقاهرة الجديدة، حيث سيجرى ضخ 100 متر إضافى جديدة من الخط الجديد الذى يعد انجازا لأن قطره متر وبطول 10 كيلومترات، تم انشاؤه من بعد عيد الفطر الماضي، وتم انجازه بالكامل وجرى تجريبه بعد ربطه بالمدينة وتنظيف الخط الذى قابله العديد من العقبات والصعاب نتيجة كثرة كابلات الكهرباء والالياف الضوئية الخاصة بالاتصالات وطريق السويس الصحراوى, حيث تم انشاء نفق دون قطع الطريق إلى جانب وجود خطوط الغاز والبترول وبالعمل المتواصل تم انشاء هذا الخط وملحقاته بتكلفة نحو 100 مليون جنيه بمجهود خارق وفى وقت محدود جدا للتغلب على مشكلة المياه فى القاهرة الجديدة.. وتم انشاء عدد من الروافع الخاصة بمضخات الرفع وبعض الخطوط الجانبية بمعرفة مهندسين وخبرات من شركة مياه الشرب بالقاهرة الكبرى وشركات تنفيذ الخطوط المصرية، فى الوقت نفسه يجرى تجهيز محطة تحلية المياه بالقاهرة الجديدة لتشغيل مرحلتها الأولى بطاقة 500 ألف متر مكعب لتستوعب التوسعات العمرانية الجديدة. وفى زيارة لموقع العمل والانشاءات المختلفة لهذا المشروع بعد عصر أمس الأول على جانبى الطريق الدائرى وطريق السويس وسط الحرارة والرطوبة العالية حيث بذل العمال قصارى جهدهم لاتمام هذا المشروع الحيوى وسط ظروف صعبة وكان العمل يجرى فى الأجزاء الأخيرة من الخط وملحقاته ودخل الليل وكان العمل مستمرا تحت كشافات الاضاءة ومولدات الكهرباء لإتمام العمل وتجمعت الشركات الانشائية المشتركة فى المشروع ومهندسو مرفق مياه القاهرة وعلى رأسهم رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى ليحقق العاملون وعدهم بانتهاء المشروع وضخ المياه للمدينة بعد تعقيم الخط اليوم 15 سبتمبر .. ويقول أحد العمال «أنا أعمل فى المشروع بشكل مستمر أنا وزملائى والمهندسين ولم نغادر المواقع أو نذهب لبيوتنا حتى أتممنا هذا العمل رغم حرارة الجو نهارا والضوء الخافت ليلا وجرى الانشاء بكفاءة عالية»، ويقول أحد الفنيين بموقع انشاء النفق أسفل طريق السويس ان القطع الصلبة الخاصة من وصلات وأكواع ومحابس وغيرها تم تصنيعها وتجميعها بالموقع ودهانها بالمواد اللازمة لمنع الصدأ والتفاعل لأنها مياه شرب ولدينا خبرة كبيرة فى هذا المجال ويشرف علينا مهندسو لايتركوننا لحظة، وانتقلنا إلى رافع المياه حيث جرى التجهيز لربط مضختين عملاقتين بالخط الجديد وهى عملية معقدة وصعبة وتم انجازها وإتمامها أمس ،وتم استغلال المضختين الاحتياطيتين للحد من التكاليف مع انشاء خزانات الهواء العملاقة لضمان عدم ارتداد الهواء بالخطوط والذى يشكل خطرا عليها ويدمرها.. إنجاز كبير و يقول الدكتور أحمد معوض نائب رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى أنه عمل عملاق وانجاز كبير وغير مسبوق وأثنى على العمال والفنيين والمهندسين الذين أنهوا التشغيل فى موعده رغم ضغط الوقت وقصر المدة ، وأعلن مسئول بإحدى شركات الانشاء نحن نتعرض للسرقة كثيرا من الأعراب فى الصحراء وتم سرقة بعض المعدات والأشياء الأخرى فى أثناء غداء العاملين فى الموقع مما يعيق العمل فى الموقع وهذه الحالة منتشرة فى مصر مع الأسف ويجب الضرب على أيدى هؤلاء اللصوص بشدة. "أكروبات" تحت الأرض وفى موقع تركيب المواسير دخل أحد الفنيين الماسورة بعد تجهيز الحفار لتركيبها فى شفة الماسورة السابقة لها بعد تجهيزها وحمل الحفار الماسورة الضخمة وتم التركيب الذى استغرق نحو 5 دقائق بالضبط رغم الصعوبات واتساع قطر الماسورة ووزنها الثقيل، وبعدها خرج الفنى من فوهة الماسورة ليستعد لتركيب الماسورة التى تليها دون كلل، وفوق الأرض يقوم الحفار بتنزيل المواسير العملاقة من على سيارات النقل فى طابور طويل وبشكل منظم حتى لا يحدث عجز فيها. سباق مع الزمن وبسؤال المهندس محمد عبد الرحمن رئيس شركة مياه الشرب بالقاهرة لماذا تم انشاء هذا الخط بهذه السرعة رغم وجود محطة كبيرة خاصة بالقاهرة الجديدة؟.. أجاب أن محطة القاهرة الجديدة بدأ انشاؤها عام 2006 لانتاج حوالى مليونى متر مكعب يوميا وعلى مراحل المرحلة الأولى لإنتاج 500 ألف متر مكعب يوميا، وكان المفروض انتهاء العمل فيها وتشغيلها سنة 2010 لكن لأسباب فنية لم يتم ضخ المياه حتى الآن، وخطوط المياه العكرة بها بعض المشكلات، ويوجد لجنة مشكلة لمراجعة قضية مياه الشرب فى القاهرة الجديدة لأنه يوجد توسعات عمرانية مستقبلية تستوعب الملايين كما يوجد مشكلة عجز شديد فى المياه بالقاهرة الجديدة بكل تجمعاتها وبلغ العجز نحو 150 ألف متر مكعب يوميا وهناك مزيد من التوسع وما يتم ضخه فى شبكة القاهرة الجديدة 400 ألف متر يوميا، لكن فى شهر رمضان الماضى ومع قدوم الصيف ظهرت حدة المشكلة ومعاناة شديدة لسكان القاهرة الجديدة للنقص الحاد وانقطاع المياه عنها ومع زيادة الطلب على المياه، طالبت الحكومة بإنهاء المشكلة بسرعة بعد دراسة وافية من قبل شركة مياه الشرب بالقاهرة لزيادة ضخ المياه للمدينة وتعاونت جميع الجهات من وزارة التعمير وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وغيرهما وتمت الدراسة من خلال الاستشارى بقطاع المشروعات وتم احياء حل سابق تم عرضه من عامين ولم يتم تنفيذه وهو انشاء خط بطول نحو 10 كيلومترات يربط بين محطة العبور التابعة للمدن الجديدة يبدأ من رافع 3 بمنطقة الها يكستب إلى رافع 4 بالقاهرة الجديدة، ويبلغ قطر الخط متراو واحدا، ونتيجة لوجود عقد مماثل بذات المواصفات من خلال مناقصتين عامتين من احدى شركات قطاع الأعمال تم اتخاذ الاجراءات اللازمة لاسناد الأعمال لتلك الشركة واستمر العمل عقب أجازة عيد الفطر الماضى أى منذ اكثر من شهر بقليل بدأ تنفيذ الخط بعد استيفاء الدراسات والاجراءات المختلفة وخلال هذه الفترة الوجيزة وفى عمل غير مسبوق تم الانتهاء من الخط والربط مع شبكة القاهرة الجديدة وكان هذا العمل يحتاج عدة إلى أشهر ، وبدءا من اليوم سيتم ضخ المياه من هذا الخط بمعدل 100 ألف متر مكعب يوميا للحد من مشكلة نقص المياه والتغلب على العجز الشديد بالمنطقة قبل العام الدراسي، ونظرا لقصر المدة وكبر المسئولية استمر العمل على مدى 24 ساعة يوميا رغم العديد من العقبات التى قابلت الفنيين والمهندسين والشركات المتعاونة وكان يتم العمل فى أجزاء كثيرة من الخط يدويا لتفادى تدمير أى من المرافق الأخري. دون أعطال من ناحيته يقول المهندس اسماعيل عبدربه رئيس قطاع المشروعات الذى كان يقيم بشكل مستمر فى المشروع: من العقبات عبور طريق السويسالقاهرة الصحراوى دون تعطيله وتوقفه فتم انشاء نفق بقطر مترين أسفل الطريق بطريقة هندسية دون قطع السير به وذلك بالتنسيق مع هيئة الطرق والكبارى والقوات المسلحة ومركز معلومات شبكات القاهرة والغاز والبترول على طول المسار. وفى الموقع التقيت طارق عبدالمنعم أحد مقاولى المشروع فى مجال تركيب المواسير فأكد أن أكبر مشكلة قابلتنا خطوط الغاز والاتصالات والعديد من القواعد الخرسانية للاعلانات ولا نستطيع التكسير بمعدات ثقيلة لصعوبة الموقف فى وجود كابلات الكهرباء وخطوط الغاز وهذا العمل يحتاج لحرفية وصبر وإصرارنا للنزول اسفلها بسبعة أمتار، وقابلتنا محطات بنزين ومدخل فندق ميراج ، وكان يتم تبادل الحفر يدويا وبالمعدات حسب الموقف لتفادى تدمير الشبكات الأخري، وكان معنا بشكل مستمر طوال النهار والليل مهندسو شبكات مياه الشرب بالشركة. وبالانتقال لموقع النفق اسفل طريق السويس كان يتولى التنفيذ المهندس عبدالعزيز أحمد ويقوم بالانشاء فريق ويؤكدون أنه تم انجاز النفق فى وقت قصير ومدة لاتتعدى 15 يوما بطول 80 متر وهى أقل من نصف الوقت المطلوب لهذا العمل. إنجاز وتوفير وكان لابد من الاستماع للمهندس مصطفى الشيمى نائب رئيس شركة مياه الشرب بالقاهرة للشئون الفنية الذى يحفظ شبكات المنطقة ومشكلاتها فيقول :تم تقليل النفقات فى هذا المشروع بشكل اقتصادى دون انشاء روافع جديدة حيث تم استغلال وتشغيل مضختين عملاقتين كانتا احتياطيتين برافع 3 مما وفر الوقت والمال حيث تفادينا طرحهما وتوريدهما وتركيبهما وهذا يستغرق عاما كاملا، وللشركة خبرة كبير حيث تنتج 6 ملايين متر مكعب يوميا وتضخها فى شبكة عملاقة، والخط الجديد تغذية محطة العبور التى تنتج مليون متر مكعب يوميا، وشركة المياه تغذية بنحو 4 آلاف متر مكعب اضافى يوميا، والدور الرئيسى للشركة الاشراف على انشاء الخط وتجريبه وتعقيمه وتشغيله وصيانته مع الروافع. ويشير المهندس الشيمى إلى إن عملية انشاء خط العبور القاهرة الجديدة بقطر 1000 ملليمتر سبقها أعمال كبيرة أولها إنشاء رافعين لتغذية المناطق المرتفعة بالتجمعات قبل العيد الماضى فالرافع الأول بجوار جهاز مدينة القاهرة الجديدة والرافع الثانى بالتجمع الثانى مما يضمن توزيع المياه ووصولها لسكان المناطق المرتفعة حيث انقطعت المياه تماما عن مثلث الدبلوماسيين لمدة شهر، وتكلف الرافعان 10 ملايين جنيه، ومعهما خطان للمياه. مكونات الخط الجديد ويضيف أن الخط الجديد عبارة عن 3 أجزاء الجزء الأول بقطر متر وطول 10 كيلومترات وتكلف 55 مليون جنيه، والجزء الثانى انشاء وتركيب مضختين برافع 3 عوضا عن الطلمبات الاحتياطى بمبنى منشأ جديد وتكلف نحو 25 مليون جنيه، والجزء الثالث انشاء مضختين برافع أبوعويقل وتكلفت 20 مليون جنيه، كل ذلك لخدمة هذا الخط ما عدا أبو عويقل لخدمة التجمع الثالث أيضا. وبسؤال رئيس شركة مياه الشرب هل كل هذا المجهود الضخم وهذا الخط العملاق لأجل عام سيتم بعده تشغيل محطة القاهرة الجديدة؟.. أكد ان هذا الخط استراتيجى ومهم للربط والمناورة لضمان عدم انقطاع المياه عن القاهرة الجديدة التى تعد من أهم التجمعات العمرانية الجديدة، ويؤكد المهندس اسماعيل ان طريقة الربط ولحام الخطوط التى تطلبت قطع المياه 12 ساعة فنية وصعبة وتحتاج لمهارة فنية وخبرة خاصة فى تصنيع القطع الخاصة بالموقع وتركيبها وعمل الدعامات اللازمة فى أقل وقت ممكن، والصعوبة فى ضخامة القطع والمحابس ووزنها ويتم تصنيعها وفقا لطبيعة التربة. ويقول المهندس علاء عبد العزيز رئيس جهاز القاهرة الجديدة إن انشاء الخط الجديدوتشغيله اليوم يعتبر خطوة ايجابية لتوفير مياه الشرب وسد الفجوة بعد عدة سنوات وبعد الربط والضخ ستستقر الأمور كما أن الروافع الجديدة ستعمل على وصول المياه للمناطق المرتفعة فى التجمعات والتى كانت تعانى ضعف وانقطاع المياه وتسببت فى كثرة الشكاوى من المواطنين، ويشير إلى التوسعات وزيادة السكان الكبيرة بالقاهرة الجديدة فهى تتطلب كميات كبيرة من المياه وكان لابد من انجاز الخط الجديد لإنقاذ الموقف وتم التنفيذ بسرعة وكفاءة عالية.