لم يخالجنى أى شك خلال عملى مديرا لمكتب «الأهرام» فى المملكة المتحدة (1995- 2000) وتغطياتى الواسعة للشأن البريطانى، ان اسكتلندا ستنفصل عن الاتحاد الذى تأسس منذ عام 1707 وضم ايرلنداوانجلترا وويلز واسكتلندا.. ان لم يك اليوم.. فغدا على اقصى تقدير. ولقد تشاركت عام 1997 مكالمة هاتفية مع أليكس سالموند زعيم الحزب القومى الاسكتلندى (58 عاما) والذى تولى زعامة الحزب عام 1991، وطرحت عليه فكرة اجراء حوار معه، وتواعدنا على اللقاء امام مقر البرلمان البريطانى.. ولما كان يوم اجراء الحوار فى شهر يونيو، والجو دافئ ولذيذ، فقد اقترح سالموند ان نجرى الحوار (مشيا)، وتحمست للفكرة.. ورحنا نذهب ونجئ امام تمثالى كرومويل وريتشارد قلب الاسد، ونتحدث عن اسكتلندا، ومما اعطى اجواء خاصة لذلك الحوار انه كان مظللا بتأثيرات فيلم عرض وقتها اسمه: (قلب جسور/Brave- heart) بطولة ميل جيبسون الذى يحكى قصة سير وليام والس ومحاولته الاستقلال. اليوم.. هناك احتمال لاستقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة فى الاستفتاء الذى سيجرى يوم 18 سبتمبر وهو ما يعنى بدء تفكك الاتحاد، واحتمال الانفصال بالمقدرات الاقتصادية والنووية لاسكتلندا عن سلطة لندن. كنت والكس سالموند- وقتها- نناقش ما اعلنه تونى بلير من استفتاء حول نقل السلطات Devolution من برلمان وستمنستر(المركزى) الى برلمان ادنبره فى اسكتلندا.. ولاحظت ان سالموند كان يتطلع الى ما هو اكثر وبمرارة حقيقية.. قال لى سالموند: “حين نبلغ غاية انشاء برلمان مستقل فى اسكتلندا سنبدأ فى التفاوض من اجل دولة اسكتلندية مستقلة فى اطار اوروبا”.. وقال لى سالموند: “ان فيلم قلب شجاع اعاد ربط الاسكتلنديين بتاريخهم واظهر للآخرين ان تاريخ اسكتلندا كأمة مستقلة اطول من تاريخها كدولة جزء من اتحاد المملكة المتحدة”.. وقال: “الارقام تقول ان اسكتلندا تستطيع تحقيق الازدهار لنفسها دون الاعتماد على حكومة المملكة المتحدة”. كنت متأكدا- عبر ذلك الحوار- ان اسكتلندا فى الطريق الى الاستقلال، وزاد تأكدى حين حصل سالموند على الاغلبية فى برلمان ادنبره وقرر الاستفتاء حول استقلال اسكتلندا يوم 18 سبتمبر.. وضع ملكة انجلترا سيظل محفوظا على رأس اسكتلندا المستقلة، ولكن وضع ديفيد كاميرون رئيس الوزراء المحافظ صار على المحك.. والانفصال اذا لم يحدث هذه المرة فهو قادم فى مرات قادمة من شعب أذله الانجليز طويلا. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع