تناقض غريب فى نتائج التصفيات الافريقية ، بعد أن لحقت الخسارة الثانية بالمنتخب الوطنى أمام تونس فى تصفيات كأس الأمم الإفريقية وتجمد رصيد مصر عند صفر من النقاط بينما ابتعد السنغالوتونس بصدارة المجموعة السابعة ولكل منهما 6 نقاط فيما حققت الرأس الاخضر المنتخب الافريقى المجهول التاريخ العلامة الكاملة وتصدر مجموعته على حساب منتخبات عريقة. وبحسابات الورقة والقلم ، فرص الفراعنة فى تحقيق معجزة والتأهل إلى أمم 2015، قد تكون واردة ولكنها صعبة للغاية من خلال معطيات واضحة تتلخص فى أداء بلا لون وتشكيل بلا ملامح وخطط عشوائية وأخطاء ساذجة وجهاز فنى مفعم بالمشاكل، فان هذه الحسابات ضرب من الخيال، وأصبح الأمل غير موجود من الأساس وحتى فرصة اللعب على أفضل ثوالث لا تنطبق على الفراعنة فهناك فرق حظوظها أفضل، فمالاوى ومالى فى المجموعة الثانية لدى كل منهما ثلاث نقاط، وفى المجموعة الثالثة الكونغو الديمقراطية وكوت ديفوار وكلاهما أيضا لديه ثلاث نقاط، بالإضافة إلى غينيا فى المجموعة الخامسة. ومن مفاجآت التصفيات أن ينجح منتخب الرأس الأخضر فى تصدر المجموعة السادسة بالعلامة الكاملة متخطياً منتخبات عتيقة ولها تاريخ، وأن يفشل منتخب مصر حتى فى تسجيل هدف واحد حتى الآن، كما لو كانت الكرة تهوى هدم وإلغاء التاريخ! وكشفت الجولة الثانية بشكل كبير ملامح المنتخبات التى وضعت قدمها على بداية الطريق الصحيح، وفى المجموعة الأولى والتى لا تقل صعوبة عن مجموعة الفراعنة وضع منتخب الكونغو نفسه على القمة بفوزين متتاليين وحقق مفاجأة بعد أن تفوق على جنوب أفريقيا ونيجيريا والسودان الذى يتشابه موقفه مع مصر وخسر المباراتين، أما المجموعة الثانية فنجحت الجزائر فى الحفاظ على هيبة الكرة العربية بعد أن تخطت أثيوبيا ثم مالاوى وتصدرت المجموعة بالعلامة الكاملة، وتركت مالى ومالاوى يتصارعان على الوصافة بثلاث نقاط، وإثيوبيا بلا رصيد فى قاع جدول الترتيب. ولم يختلف موقف الصدارة فى المجموعة الثالثة الذى احتلته بوركينا فاسو بالعلامة الكاملة أيضاً، بينما جاء فى الوصافة الجابون بأربع نقاط وثالثاً ليسوتو بنقطة واحدة ثم أنجولا بلا رصيد فى القاع, وخطفت الكاميرون صدارة المجموعة الرابعة بفوز كبير على كوت ديفوار برباعية وحصدت ست نقاط وتقاسم الكونغو وكوت ديفوار الوصافة بثلاث نقاط بينما سيراليون رابعاً بلا رصيد، وقد تكون المجموعة الخامسة هى الأفضل من حيث المنافسة حيث تصدر أوغندا وغانا برصيد أربع نقط وجاءت غينيا ثالثة بثلاث نقاط وأخيراً توجو بلا رصيد، وهو ما يعنى أن كل الاحتمالات قائمة للفرق كلها بما فيها توجو. وفى المجموعة السادسة كانت المفاجأة الأكبر بتصدر الرأس الاخضر برصيد 6 نقاط من فوزين ثم موزمبيق بنقطتين ونقطة واحدة لكل من زامبيا والنيجر، وفى اخر المجموعات السبع تصدرت السنغالوتونس المجموعة بست نقاط بينما غاصت مصر فى قاع جدول الترتيب هى وبوتسوانا بلا رصيد، وبلا شفاعة لدى جماهيرهما، الوضع غريب فى بعض المجموعات ومنطقى فى الأخرى ومتساو أحياناً كما هو واضح من ترتيب الفرق، ويبقى أن نؤكد أن المنتخبات العربية لم تعد لها السيطرة الكافية على الكرة الإفريقية فكيف يسقط منتخبا مصر والسودان بهذا الشكل المهين رغم تاريخيهما وأنهم أقدم المنتخبات فى الاتحاد الإفريقي، ولم يعد أمام الكرة العربية سوى الجزائروتونس للدفاع عن سمعتها سواء فى التصفيات أو النهائيات والتى تنضم خلالها المغرب صاحبة الأرض والجمهور والإستضافة، ورغم السيطرة من دول وسط وغرب إفريقيا فاننا مازلنا نحلم بتمثيل عربى مشرف فى مشوار التصفيات وظهور قوى فى النهائيات لعل وعسى يكون اللقب القارى عربيا بعد أن فشل العرب فى الحصول عليه بعد آخر ثلاثة ألقاب متتالية للكرة المصرية فى 2006 2008 2010.