حبيبى..دائما ما تسألنى نفس السؤال مع كل اتصال..هل يكفيك معاشك؟هل تحتاجين لأى شئ أبعثه لك؟وأجيب نفس الاجابة..نعم يكفينى معاشى الحمد لله..ولا ينقصنا شئ ولكنى هذه المرة لاأخفى عليك أننى فى حاجة اليك..اريد منك فى هذه المرة أن تشاركنى فى حب مصر..أعلم علم اليقين ان مصر فى قلبك ووجدانك حتى وان تأمركت طباعك وعاداتك.. وأعلم أن حبك لمصر أضاع النوم من عينيك حينما وقعت بلدنا أسيرة لمن فتكوا بها..أريدك الآن أن تعبر عن هذا الحب بشكل ايجابى ..شارك فى بناء قناة السويس الجديدة بأى وسيلة متاحة..تبرع لتحيا مصر..طالب كل أفراد العائلة بأمريكا وكندا (ربنا يزيد ويبارك) بالمشاركة فى المشروعين..وكلكم,بما فيكم الأطفال,بارعون فى ثقافة التبرع والتطوع.اذهب الى دار عبادتك وادعو من فيها للمشاركة.اشرح لهم المعنى النبيل لهذا العطاء..ولن تجد فى دعوتك ما يثير الخجل. بالقطع, كل منكم سيستعيد ذكرياته فى مصر:الحلوة والمرة,وأحلى مافيها الأهل والأصدقاء..وربما يدفعكم الحنين لزيارتها خاصة وأن أطفالكم يعشقون قضاء الإجازات فيها..وسيسعدهم أنهم يشاركون فى بنائها..ولكل منكم بيت عاش فيه أياما لاتنسى..ولا يفوتكم أبدا زيارة هذا البيت ولو بطلة من الشارع. أعلم أنك وكثيرين من المصريين فى أمريكا أساءهم بشدة مالحق بمصر خلال السنوات الثلاث الماضية..شعرتم باليأس,بأن مصر لن تعود الى سابق عهدها,وأنها ضاعت للأبد..فتخليتم عن فكرة شراء بيت بأحد المنتجعات المصرية وذهبتم بأموالكم الى فلوريدا لشراء بيت تقضون فيه سنوات المعاش ..يا خسارة..يحزننى ما فاتكم فى منتجعات مصر من شمس بديعة وجو دافئ رائع يرم عظامكم..بيعوا بيوت فلوريدا(هى ليست بيوت زوجية)وتعالوا لتستفيدوا وتفيدوا ولن تندموا. شقيقى,هل تذكر حين تخرجت طبيبا للأسنان, وعملت بعيادة فى الصف؟كنت تعود للوالدة يوميا باطيب اللحوم والطيور والخضراوات وكان دخلك مريحا بالنسبة لخريج جامعى فى السبعينيات ..مع ذلك قررت الهجرة..ولكن تبين لك هناك أن شهادتك غير المعترف بها تضطرك للعمل فى أسوأ الظروف الى أن تحصل على شهادتهم المعترف بها..حينها تمنيت أن تعود للعمل كطبيب أسنان له احترامه ومعترف به وله,أصدقاء وزملاء على نفس المستوى..ولم يمنعك من العودة سوى أنك بعت كل مالديك هنا.ولم تكن وحدك فى هذه الأزمة..آلاف الخريجين المحترمين من أطباء ومهندسين ومحاسبين وغيرهم يتخرجون سنويا فى جامعاتنا التى تنفق عليهم المليارات ,ثم يتبرمون ويهاجرون للعمل كجرسونات, وعمال فى محطات بنزين وغيرها من اعمال لاتليق بشهاداتهم الى أن يحصلوا على الشهادة المعترف بها..ولكل هؤلاء تظل مصر هى الأم والحاضنة والملجأ الأخير,ولا تطالب بأي ثمن..فتذكروا لها هذا مهما استقرت بكم الأوضاع فى أمريكا,ومهما توافرت لكم سبل الحياة المريحة, يا كل المصريين فى أمريكا مصر فى حاجة اليكم الآن..تحركوا وعبروا عن مشاعركم تجاهها..ابعثوا بمشاركاتكم الى البنوك المصرية.. مصر لا ينقصها سوى اعادة البناء،البناء على قاعدة من الشموخ. لمزيد من مقالات سلوي حبيب