هل شعرت يوما أن علاقتكما قد وصلت لطريق مسدود، وأن كل محاولاتكما على مدى السنين قد باءت بالفشل؟ هل يشعر كل منكما أنه قد بذل كل ما فى وسعه لإنقاذ هذا الزواج لكن كلمة النهاية فى طريقها للنزول؟ هل جربت الاستعانة بشخص مقرب سواء من الأهل أو الأصدقاء للتوسط أو للاستشارة فى المشاكل التى تمران بها ولكن دائما ما « ترجع ريما لعادتها القديمة « بعد فترة الهدنة والمصالحة؟ إذن ما الحل ؟ إلى متى ستظلين تدورين فى هذه الحلقة المفرغة؟ هل يظل كل طرف فى عالم خاص منعزل عن الآخر أم أن الطلاق هو الملاذ الوحيد المتبقى للطرفين ؟ تقول مريم عثمان مستشار أسرى وتربوى معتمد أن الباب مازال مفتوحا ، فمجرد حرصهما على إنجاح العلاقة يعطى أملا ،فهذا شئ جيد ولكن إذا أصر طرفا العلاقة على الطرق التقليدية لحل المشكلات القائمة فسوف يتم الطلاق مما يتسبب فى تفاقم هذه الظاهرة فى المجتمع، كما أن خطوة الطلاق ليست بالحل الأسهل ولكن هناك خطوات أخرى كثيرة يجب استنفاذها قبل اللجوء لهذا الحل الأخير، ومع ذلك هناك حالات يكون الطلاق هو الأفضل بلا شك ، وأغلبها تنتج عن مشاكل غير تلك اليومية أو التقليدية التى يواجهها الشريكان . الاختيار السليم تؤكد مريم عثمان أن فشل العلاقة يتوقف على عوامل كثيرة مثل الاختيار الخاطىء منذ البداية ومحاولة كل طرف التغاضى عن العيوب أملا فى تغييرها أو التأقلم معها، لكن للأسف هذا لا يحدث فلا يمكن لشخص أن يغير الآخر إلا إذا أراد هو نفسه التغيير وهو ما نطلق عليه مفهوم التقبل ، فعلى كل طرف أن يتقبل الآخر بمميزاته وعيوبه، بالإضافة إلى الاختيار الحالم كرغبة المرأة خاصة فى البحث عن زوج بمواصفات خاصة كما يطالب أحيانا بعض الرجال بمقاييس غير مألوفة فى شريكة الحياة ويعتبرها من المقومات الأساسية لأنهم ينجذبون أولا للشكل الخارجى للمرأة ولاشك أنه عامل مهم ولكنه ليس الأساس. اختلاف القيم أيضا يؤدى إلى ترسيخ الخلاف بينهما، فلكل منهما منظومة قيم أخلاقية، ومادية، واجتماعية، وصحية وغيرها من القيم التى لابد أن تكون متسقة إلى حد كبير حتى لا يحدث الصدام ،فقد تقدس الزوجة مثلا القيمة الاجتماعية والزوج على العكس، وبالتالى يمكن أن نتوقع الخلاف،وغيرذلك من الأمثلة الحية التى نراها فى كل بيت مما يؤدى إلى خلل فى مبدأ التكافؤ بين الزوجين الذى أقرته الأديان السماوية. تحديد الأدوار أما عن مفهوم تبديل الأدوار فله تأثير كبير على طبيعة العلاقة بين الزوجين، فكثيرا ما نرى الزوجة تقوم بدور الرجل ومسئولياته حتى تصل فى بعض الحالات إلى أن تكون صاحبة القرار فى البيت، لذلك لابد أن يكون هناك إطار يحكم العلاقة كما يجب أن يؤدى كل طرف ما عليه من واجبات قبل أن يطالب بحقوقه، فيجب على الزوج الإنتباه إلى عدم مطالبة الزوجة بحقوقه الكاملة دون النظر إلى أنها تقوم بأدوار كثيرة لا يقوى هو على أدائها جميعها كما يجب، على الزوجة مثلا الالتفات إلى راحة زوجها وتهيئة المنزل والطعام وتركه بعدها لمدة ربع ساعة أمام التليفزيون لإفراغ مشاعره طوال اليوم ثم تناقشه أو تطلب منه ما تريد . أما عن العلاقة الخاصة فيحدث بسببها كثير من المشاكل بسبب عدم وجود ثقافة جنسية عند الزوجة والخجل والرهبة. أسباب أخرى للمشاكل الزوجية الفتور والخرس الزوجى وسوء الاتصال من أهم أسباب الطلاق كما توضح مريم عثمان قائلة : التقييم المرحلى للعلاقة مهم جدا للتعرف على مدى تحقيقها لأهدافها لأن عدم تحقيقها يؤدى إلى انهيار الصرح العائلى، لذا على الزوجين ضرورة توضيح أهدافهما من الزواج فى البداية لضمان الاستمرارية الصحية للعلاقة، فقد يتفق زوجان على السفر للخارج ويعملان على تحقيق هذا الهدف من بحث عن فرص عمل خارجية وإدخار وغيرها من سبل، أما إذا لم يتفقا من البداية فقد تظهر الفجوة فيما بعد حيث يريد الزوج السفر على عكس الزوجة وتبدأ المشاكل لذلك تنصح كل طرف بضرورة كتابة أهدافه الخاصة أولا ثم محاولة توحيد أهدافهما. وفى النهاية تحذر عثمان من الاستخفاف بكلمة الطلاق لأن تكرارها يؤدى للتعود عليها وتفتح بابا من المشاكل لا يسد.