«العمل» تكشف تفاصيل توفير وظائف زراعية للمصريين باليونان وقبرص دون وسطاء    تحديث بيانات منتسبي جامعة الإسكندرية (صور)    الحكومة تبحث التوسع في برامج الحماية التأمينية والصحية للعمالة غير المنتظمة    لمدة 4 ساعات.. قطع المياه عن هضبة الأهرام بالجيزة اليوم    سكرتير عام البحر الأحمر يتفقد حلقة السمك بالميناء ومجمع خدمات الدهار    العدل الدولية: برنامج الأغذية أصبح عاجزا عن إيصال المساعدات إلى رفح الفلسطينية    مجلس النواب الأمريكي يعتزم فرض عقوبات على أعضاء المحكمة الجنائية الدولية بسبب الموقف من إسرائيل    الأمم المتحدة تحذر من انتشار اليأس والجوع بشكل كبير فى غزة    عمليات حزب الله دفعت 100 ألف مستوطن إسرائيلي للنزوح    إستونيا تستدعي القائم بأعمال السفير الروسي على خلفية حادث حدودي    الدفاع الروسية: 67 جنديا أوكرانيا استسلموا خلال أسبوع    نهائي دوري أبطال إفريقيا.. الأهلي يرتدي زيه التقليدي والترجي بالأزرق    عاجل.. برشلونة يلبي أولى طلبات فليك    القناة المجانية الناقلة لمباراة الأهلي والزمالك في نهائي دوري كرة اليد    عاجل:جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 للشعبتين علمي وأدبي.. كل ما تريد معرفته    الترقب لعيد الأضحى المبارك: البحث عن الأيام المتبقية    في ثاني أيام عرضه.. فيلم "تاني تاني" يحقق 81 ألف جنيه    بعد جائزة «كان».. طارق الشناوي يوجه رسالة لأسرة فيلم «رفعت عيني للسما»    بعد تلقيه الكيماوي.. محمد عبده يوجه رسالة لجمهوره    أعضاء القافلة الدعوية بالفيوم يؤكدون: أعمال الحج مبنية على حسن الاتباع والتسليم لله    «الرعاية الصحية» تشارك بمحاضرات علمية بالتعاون مع دول عربية ودول حوض البحر المتوسط (تفاصيل)    قوافل جامعة المنوفية تفحص 1153 مريضا بقريتي شرانيس ومنيل جويدة    «العدل الدولية» تحذر: الأوضاع الميدانية تدهورت في قطاع غزة    ضبط قضايا اتجار بالعملات الأجنبية بقيمة 11 مليون جنيه في 24 ساعة    بعد ظهورها بالشال الفلسطيني.. من هي بيلا حديد المتصدرة التريند؟    فيلم "شقو" يواصل الحفاظ على تصدره المركز الثاني في شباك التذاكر    متي يحل علينا وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024؟    مبابي يختتم مسيرته مع باريس سان جيرمان في نهائي كأس فرنسا    المفتي يرد على مزاعم عدم وجود شواهد أثرية تؤكد وجود الرسل    أوقاف القليوبية تنظم قافلة دعوية كبرى وأخرى للواعظات بالخانكة    عائشة بن أحمد تكشف سبب هروبها من الزواج    محافظ أسيوط يتابع مستجدات ملف التصالح في مخالفات البناء    التنمية الصناعية تبحث مطالب مستثمري العاشر من رمضان    التعليم العالي: جهود مكثفة لتقديم تدريبات عملية لطلاب الجامعات بالمراكز البحثية    الأزهر للفتوى يوضح أسماء الكعبة المُشرَّفة وأصل التسمية    الأهلى يكشف حقيقة حضور إنفانتينو نهائى أفريقيا أمام الترجى بالقاهرة    أبرزها قانون المنشآت الصحية.. تعرف على ما ناقشه «النواب» خلال أسبوع    مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: لا توجد مستشفيات تعمل فى شمال القطاع    اكتشاف فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 في الأبقار.. تحذيرات وتحديات    وزارة الداخلية تواصل فعاليات مبادرة "كلنا واحد.. معك في كل مكان" وتوجه قافلة إنسانية وطبية بجنوب سيناء    أول جمعة بعد الإعدادية.. الحياة تدب في شواطئ عروس البحر المتوسط- صور    بالأسماء.. إصابة 10 عمال في حريق مطعم بالشرقية    الإفتاء: الترجي والحلف بالنبي وآل البيت والكعبة جائز شرعًا في هذه الحالة    "العد التنازلي".. تاريخ عيد الاضحي 2024 في السعودية وموعد يوم عرفة 1445    الشرطة الإسبانية تعلن جنسيات ضحايا حادث انهيار مبنى في مايوركا    وزير الري: إفريقيا قدمت رؤية مشتركة لتحقيق مستقبل آمن للمياه    تعشق البطيخ؟- احذر تناوله في هذا الوقت    الإسكان تتابع جهود قطاع المرافق لتعظيم الاستفادة من الحماة المنتجة من محطات معالجة الصرف الصحي    أبرزها التشكيك في الأديان.. «الأزهر العالمي للفلك» و«الثقافي القبطي» يناقشان مجموعة من القضايا    الأكاديمية العسكرية المصرية تنظم زيارة لطلبة الكلية البحرية لمستشفى أهل مصر لعلاج الحروق    مران صباحي ل«سلة الأهلي» قبل مواجهة الفتح المغربي في بطولة ال«BAL»    الإسكان: تشغيل 50 كم من مشروع ازدواج طريق «سيوة / مطروح» بطول 300 كم    رئيس الأركان يتفقد أحد الأنشطة التدريبية بالقوات البحرية    "التروسيكل وقع في المخر".. 9 مصابين إثر حادث بالصف    "تائه وكأنه ناشئ".. إبراهيم سعيد ينتقد أداء عبدالله السعيد في لقاء فيوتشر    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على محاور القاهرة والجيزة    حظك اليوم برج العقرب 24_5_2024 مهنيا وعاطفيا..تصل لمناصب عليا    خالد جلال: جوميز ركز على الكونفدرالية فقط.. وهذه نصيحتي لفتوح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقاليع.. نافورات.. ميادين.. كنائس.. فنانين.. إذن أنت فى «روما»
حكاية مدينة بطعم البيتزا والإسباجتى
نشر في الأهرام اليومي يوم 14 - 09 - 2014

المدن أنواع.. مدن كسول تنام نهاراً وأخرى نهارها لا ينتهى.. مدن نعيش فيها ولا نتذكر ملامحها.. ومدن نحفظ أزقتها وشوارعها وحكاياتها وجدران مبانيها رغم مئات الأميال التى تفصلنا عنها!..
مدن تتثاءب مع أول خطوة لك فيها.. ومدن تتسع حدقة عينيك من الإثارة وأنت فى الطريق اليها ! ومدينة واحدة على متن الكرة الأرضية تحمل هذه الخصائص الرائعة.. مدينة تقع فى قلب حذاء طويل الرقبة (بوت) يحفظ تضاريسه الطلبة من كل الجنسيات فى كل أنحاء العالم عن ظهر قلب - ربما لأنه أول مزحة فى كتاب الجغرافيا-!

مدينة يطلقون عليها « مدينة المسلات المصرية « رغم بعدها الاف الأميال عن مصر الإ أن بلاد الفراعنة حاضرة بكل قوة فى كل مكان ، فقد منحت هذه المدينة الإقامة ل 8 مسلات مصرية أصبحت تحمل الجنسية وأوراق الإقامة القانونية منذ عشرات بل مئات السنين فى أهم وأجمل الميادين بالإضافة الى 5 مسلات بناها الرومان القدماء وبعض المسلات المبنية في العصر الحديث.. وفى كل حارة وعطفة وزقاق وشارع محلات للبيتزا وحكايات كثيرة عن المافيا وآل كابونى والحب بطعم الإسباجتى ، وفى نهاية كل شارع ميدان وفى وسط كل ميدان مسلة وتحت كل مسلة نافورة أو تمثال وحول كل التماثيل والنوافير حكايات وأساطير. باختصار هذه المدينة هى عجينة وخليط من النافورات وفنانى عصر النهضة (مايكل أنجلو ، برنينى ورفايللو) وتماثيل وميادين ومسلات وأعمدة وأقواس نصر رومانية ومبان نادرة الطراز وحكايات وأساطير لا يمل الناس سماعها رغم التكرار ومرور مئات السنين عن مارك أنطونيو ويوليوس قيصر و كليوباترا الملكة المصرية الجميلة التى أشعلت الحب فى قلبيهما وعن نيرون الذى يؤكد المؤرخون أنه هو الذى أحرق المدينة فى نوبة من نوبات غضبه .. والكثير والكثير من هذه الحكايات ...
والآن هل عرفت عزيزى القارئ ما هى هذه المدينة ؟
إنها روما مدينة التلال السبعة.. المدينة التى تنام على حافة نهر «التيبر» وفى فمها مفتاح السحر.. مدينة الليالى والنهارات الصاخبة وأطباق الحب بالكاتشاب على الطريقة الإيطالية!.. وفى روما يمكنك أن تفتح نوافذ القلب وأن تعيش كما كنت تحلم وتتمنى، واؤكد لك أنه بمجرد أن تلمس قدماك أرض روما سوف تنسى من أنت ولن يتبقى لك من شخصيتك القديمة سوى أنك إنسان .
وروما العاصمة الإيطالية أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها عاصمة الجنون والمجانين، وهى المدينة الوحيدة التى لا تخجل من جنونها بل تتباهى به وتحكى عنه فى كل الأماكن وعلى كل المقاهى والمصاطب وتدعو لنشره بكل الفخر، ففيها يمكنك أن تصرخ بأعلى صوتك فى الشارع وإذا إعترضك أحد أو أبدى إستيائه فلا تفعل سوى أن تنعته بالجهل وأنه لا يُقدر الفنون وخاصة الأوبرا وأتركه وإمضى فى طريقك مستأنفاً صراخك الأوبرالى ولا تهتم فأنت فى روما.. وبما أنك فى روما فإفعل كما يفعل الرومان كما يقول المثل الشهير والرومان يمكنهم فعل أى شئ فلا حدود للخيال.. فقط أترك لخيالك ولجموحك العنان وإستمتع .
ولا تنسى أن تتسكع فى الطرقات التى تسكع فيها أجدادك وملوكك السابقين ..فمن ينسى أن الخديو إسماعيل عندما خُلع من عرش مصر عام 1879 لم يجد سوى إيطاليا ترحب به فقد أرسل الملك « أمبرتو « يدعوه للإقامة فى إيطاليا وخصص له قصراً فى نابولى ، وبعدها بسنوات بعد قيام الثورة المصرية فى عام 1952 خرج الملك فاروق ملك مصر على ظهر نفس اليخت « المحروسة « متجهاً نفس الوجهة ولكنه لم يبك على اللبن المسكوب بل إستمتع بحياته هناك وكانت له فى كل مكان ذكرى حتى أن الإيطاليين يعتزون ببعض الأماكن والمطاعم التى إعتاد الملك فاروق الجلوس فيها ، وما أن يعلم الإيطاليون أنك مصرى حتى تتوالى الحكايات عن فاروق الملك المخلوع ونزواته ومغامراته وعشيقاته .. ثم يتطور الحديث الى ملكة مصر « كليوباترا السابعة » التى ذهبت الى روما قبل الاف السنين ولكنها لم تكن تتسكع ولم تكن مطرودة بل كانت مدعوة للقاء « يوليوس قيصر » وأستُقبلت إستقبالاً كان حديث العالم فى ذلك الوقت ...

روما ... عاصمة الأساطير

وحتى تكتمل صورة هذه المدينة كان لابد أن يكون تاريخها مليئاً بالأساطير والتى بدأت بنشأة المدينة ذاتها كما تقول الأسطورة التى قرنت إسم «روما» بإسم أحد الشقيقين الذين أسساها (روميلوس وريموس ) إبنا ( رياسيلفيا ) التى إغتصبها أحد الألهة الإغريق ( مارس ) اله الحرب فرزقت منه بهذين الولدين اللذين كان من المفترض التضحية بهما ولكنها تركتهما فى كهف مهجور فعثرت عليهما ذئبة وقامت بإرضاعهما حتى شبا وقاما بإنشاء المدينة ولكنهما اختلفا على من يحكم فتشاجرا وانتهى الأمر بأن قتل ( روميلوس ) أخاه ( ريموس ) ليصبح بذلك أول حاكم للمدينة التى سميت باسمه والتى تتخذ الذئبة التى ترضع طفلين شعاراً لها ، وظلت روما تكبر يوماً بعد يوم حتى أصبح المسرح الرومانى ( الكولوسيوم )والفورم الرومانى ( المدينة القديمة ) فى وسطها بعد أن كانا فى أحد أركانها الأربعة .
والحقيقة أنك لن تشعر وأنت بين الشعب الإيطالى بالغربة فهو لا يختلف كثيراً عن الشعب المصرى، نفس خفة الدم والفهلوة والصوت الجهورى – الشرشحة بالبلدى - وفى كثير من الأحيان الكسل أو التكاسل ومن المناظر المألوفة منظر المتسكعين والجالسين على المقاهى بدون هدف ، وإذا حاولت التفاهم مع أى إيطالى ستجد أنه يستخدم يديه كثيراً فى الحديث سواء بالتلويح أو التشويح أو الإشارة ( عادات شعوب البحر المتوسط ) ..

القسوة والرحمة

والحكايات فى روما كثيرة تبدأ ولا تنتهى ، فروما هى مدينة المتناقضات .. الحياة والموت ، القسوة التى تصل الى الدموية متمثلة فى مباريات المصارعة بين الوحوش والمصارعين التى كانت تقام فى المسرح الرومانى وتنتهى بمصرع الرجال وافتراس الأسود لهم فى مشهد دموى شنيع على مرأى ومسمع من الإمبراطور الرومانى وحاشيته الذين يهللون ويضحكون ويقرعون كؤؤس الخمر والنبيذ تهللاً لهذه الوحشية ، والمسرح الرومانى أو ( الكولسيوم ) لمن لا يعرفه هو أهم معلم سياحى فى روما وهو مدرج عملاق يقع في وسط المدينة ويرجع تاريخ بناءه إلى عهد الإمبراطورية الرومانية في القرن الأول فيما بين عامي 70 و72 بعد الميلاد تحت حكم الإمبراطور فلافيو فسبازيان ، وتم الانتهاء منه عام 80 في عهد تيتوس، ويعتبر واحدًا من أعظم الأعمال المعمارية والهندسية الرومانية.
أما الرحمة التى تربت على قلبك بمنتهى الحنان فتتجسد فى تمثال « الرحمة - la pieta» الذى يعتبر واحداً من أهم الأعمال للفنان مايكل أنجلو فى كاتدرائية القديس بطرس فى الفاتيكان والذى يجسد السيد المسيح وهو فى حضن أمه السيدة العذراء بعد إنزاله عن الصليب وهى تنظر له نظرة شديدة الحزن وقد بدأ العمل في التمثال عام 1498 بناء على طلب من السفير الفرنسى لدى الكرسى الرسولى . ولذا يمكن القول أنروما التى تقف كل يوم بزوارها ومواطنيها تبجيلاً وإحتراما لتمثال الرحمة للسيدة العذراء وتنحنى بكل قدسية للصور واللوحات والتماثيل الدينية وتُلزم سائحيها بإرتداء ملابس محتشمة داخل الكنائس المنتشرة فى كل الحوارى والشوارع والميادين هى نفسها روما التى شهدت مصرع الآلاف من المصارعين ( الجلاديتورز ) وسط تصفيق وتهليل الشعب الرومانى ... الم أقل أنها مدينة المتناقضات وشعبها يعشق الحياه ويحترم الموت ولكنه لا ينتظره .. يشعرون أنهم سوف يعيشون أبد الدهر ويتصرفون على هذا الأساس.
وروما تعتبر مدينة سياحية من الدرجة الأولى إذ تحتل إحدى المراتب الأولى على قائمة المقاصد السياحية الأكثر شهرة فى العالم ويزورها الملايين سنوياً وهى كمدينة تمتد على مساحة 300 كم مربع ويسكنها حوالى 3 ملايين مواطن.

مدينة المسلات

وسوف يلحظ الزائر انتشار المسلات المصرية وعددهما فى أهم وأكبر الميادين بالمدينة مثل المنصوبة فى ساحة سان جيوفاني بالقرب من قصر لاتيران وتعتبر أطول مسلة في روما ولديها أكبر قاعدة وتزن230طنا،أخذت من معبد آمون في الكرنك أحضرها إلى روما قنسطانطيوس الثاني،والثانية هى الموجودة فىالفاتيكان خاصة بالفرعون أمنحوتب الثاني ويبلغ طولها 25٫5 متر مدعومة بأسود برونزية وصليب في أعلاها تقف منتصبة بشموخ فى ساحة القديس بطرس وقدكانت قائمة في مدينة هليوبليس ونقلت إلى روما بواسطة الامبراطور كاليجولا ، وقد أمر البابا سيكستوس الخامس بوضعها في ساحة الفاتيكان ، وهي المسلة الوحيدة التي لم تسقط في الحقبة الرومانية وماتلاها ويُعتقد أنه كان بها كرة ذهبية علي القمة تحوي رماد يوليوس قيصر فيما يبدو كتقديس له، وقد أزالها المعماري الإيطالي دومينجو فانتانا بعد إعادة وضع المسلة في مكانها الحالي والكرة موضوعة حاليا في متحف روما.
أما الثالثة فتقف فى ميدان الشعب ( Piazza del popolo) ويبلغ طولها 24 متر و أحُضرت من هليوبليس بواسطة أغسطس قيصر في قطعتين وأعيد تركيبها بواسطة البابا سيكستوس الخامس وأضيف إليها نحت الأسود في القاعدة والرابعة تقف فى ساحة مونتيتشيتوريو أحضرت من مكانها الأصلي في هليوبليس بواسطةأغسطس سنة 10 قبل الميلاد وأصُلحت بواسطة البابا بيوس السادس ووضعت بباحة قصر «بلاتزيو مونتيتشيتوريو» والخامسة والسادسة مسلتين متشابهتين من معبد الاله رع في هليوبليس أحضرتا إلى روما إحداهما تقف فى ساحة روتوندا والأخرى الأقصر طولا نقلت إلى معبد ايزيس بالقرب «سانتا مارياسوبرا مينرفا» وأعيد نصبها بواسطة البابا ألكسندر علي قاعدة بشكل فيل خلف معبد پانثيون والسابعة هى في الأصل واحدة من مسلتين متشابهتين في هليوبليس نقلت إلى معبد ايزيس في روما وهي الآن موضوعة كنصب تكريمي لمعركة دوجالي في الحبشة أما الثامنة فهى لرمسيس الثاني فى فيلا كليمونتانا وهى قادمة من معبد الاله رع في هليوبليس، بالإضافة الى نسخ صنعت على هيئة مسلات مصرية في الحقبة الرومانية من قبل الأثرياء الرومان.

الفاتيكان .. الدولة التى تسكن فى قلب «روما»

ومن حكايات روما التى لا تنتهى .. حكاية « الفاتيكان أو الدولة التى تسكن قلب مدينة روما بدون حرج وتشاركها مرافقها وخدماتها وليس لها حرس حدود أو تفتيش بل هى كالقلب المفتوح على العالم .. وهى حالة فريدة من نوعها لم تتكرر فى العالم الا فى حالات نادرة أشهرها الفاتيكان فى ايطاليا وموناكو داخل فرنسا ، والفاتيكان هى أصغر دولة فى العالم من حيث المساحة ويبلغ عدد سكانها 800 نسمة وتستقى أهميتها من كونها مركز القيادة الروحية للكنيسة الكاثوليكية فى العالم ، ورغم الوجود التاريخى للفاتيكان الا أن هذا الوجود لم يصبح بالشكل المستقل المتعارف عليه اليوم قبل 7 يونيو 1929 حين تم توقيع ثلاث معاهدات بين الحكومة الإيطالية بقيادة « موسولينى « وممثل البابا « بيوس الحادى عشر « عرفت بإسم إتفاقية لاتران نظمت العلاقة بين الفاتيكان والدولة الإيطالية ونصت على أن الفاتيكان جزء مستقل عن الدولة الإيطالية يتم إدارته من قبل البابا على أن تدير الفاتيكان كافة الكنائس والأديرة فى روما ، وقد أدرجت الفاتيكان على لائحة اليونسكو كإحدى مواقع التراث العالمى وهى الدولة الوحيدة المدرجة بكاملها على اللائحة لما تضمة من كنوز ومتاحف وكنيسة القديس بطرس التى تضم روائع من فنون عصر النهضة وكنيسة سيستينا أكبر كنيسة بالقصر الباباوى الذى يعتبر المقر الرسمى للبابا ويعتبر سقف هذه الكنيسة من أروع ما أنجزه الفنان مايكل أنجلو وقد قام بها وهو مستلقى على ظهره 4 أعوام من 1508 وحتى 1512 والتى يحكى فيها قصة خلق أدم وحكايات بعض الأنبياء منتهياً بقصة نوح بالإضافة لأيقونة الحساب الأخير التى تعتبر أشهر أيقونات العالم وتزين المذبح الرئيسى للكنيسة .. وقبل أن نغادر الفاتيكان بقى أن تعرف عزيزى القارئ أن من يحمى البابا هى فرقة من الحرس السويسرى يبلغ عددها 100 رجل وهو تقليد بدأ منذ منذ أكثر من خمسة قرون وقد صمم لهم ملابسهم الفنان مايكل انجلو .

حواديت إيطالية تاريخية وعصرية

وفى روما لن تستطيع أن تغلق عينيك وتذهب للنوم بكل بساطة فالدقيقة لها ثمن ، ففى كل شارع وحارة حكاية عن المبانى الأنيقة التى تبدو وكأنها خارجة لتوها من تحت يد البنائين الإيطاليون الذين زينوها بالتماثيل الرائعة التى تحمل الجدران على أكتافها ، وفى كل مكان نافورة حتى قيل أن روما هى بلد النافورات فالإيطاليين يعشقون المياه وعلى كل جدار صنابير لمياه الشرب المثلجة للبشر والحيوانات الأليفة على حد سواء ، ومن أشهر النافورات « دى تريفى » أو نافورة الأحلام حيث يمكنك أن تلقى عملة معدنية وتتمنى أمنية ونافورة « برنينى » للأنهار الأربعة فى ميدان « نافونا » ومن بينها نهر النيل ونافورة القارب القديم فى ميدان أسبانيا الذى يؤمه الشباب من كل أنحاء العالم للجلوس على السلالم وسماع الموسيقى وغيرها الكثير ، وفى روما توجد أكثر من 900 كنيسة أشهرها على الإطلاق « سانتا ماريا مادجورى « وكنيسة سان بياترو التى تضم تمثال « موسى » الذى نحته أنجلو عام 1515 وما أن انتهى منه حتى لكزه بقدمه قائلاً « هيا تحرك وانطق » .. أما أشهر مبانى المدينة وأكثرهم جذباً للسياح « البانثيون » وهو معبد كل الألهة وهو يُعد أفضل مبنى رومانى أثرى محفوظ فى العالم كله وقد أستخدم ككنيسة ويطلق عليه مبنى العظماء ويضم رفات العديد من الأباطرة وفنانى عصر النهضة ويكثر حوله السواح الذين يغنون ويرقصون ويشاهدون العاب الحواه والسحر وفى المساء يمكنك أن تجد عازفى الكمان والموسيقيين فى كامل ملابسهم الرسمية الأنيقة يعزفون وسط الميدان المواجه للمبنى العتيق الذىشيد عام 27 ق.م ثم أعاد بنائه الإمبراطور « هادريان « فى القرن الثانى الميلادى .
أما عن البشر فحدث ولا حرج فالسعادة والشقاوة والمرح والتقاليع الغريبة والموضة كلها فى روما .. ففى شارع كوندوتى توجد أحدث وأغلى بيوت الموضة العالمية وأشهر دكاكين التفصيل والترزية الذين لهم زبائنهم من مشاهير العالم والإيطالى سواء أكان رجلا أو امرأة مغرما بالموضة ففى الصباح هو بسيط ورياضى أما فى المساء ومنتصف النهار فهو يحافظ على هندامه وأناقته وفى غالبية النهار يهيم عشقاً فى حبيبته ولا مانع لديه من الرقص معها فى الميادين حتى بدون موسيقى وهو مشهد ليس بغريب أن تجد من يعلم حبيبته الرقص على قارعة الطريق أو على أرضية الشارع البازلتية كما ليس من المستغرب أن يذهب الشاب مع عروسه لالتقاط الصور أمام المسرح الرومانى أو أطلال المدينة الرومانية القديمة المنتشرة فى كل الشوارع وبين المبانى تماماً كما يفعل المصريون .
وفى النهاية وقبل أن تغادر روما أنصحك أن تتناول البيتزا الإيطالية الرقيقة بمحار البحروالإسباجتى بالتوابل الإيطالية فى أحد المطاعم الإيطالية المنتشرة فى الأزقة والحارات حول الميادين الرئيسية والكنائس ثم لا تنس بعدها أن تلتهم الأيس كريم الأيطالى ( الجيلاتو) بنكهاته المتعدده التى تصل الى عشرات النكهات والذى يعتبر إختراعا إيطاليا صرف .. وقبل أن تغادر المدينة إستسلم ليد رسام إيطالى ليرسم لك لوحة كأحد الفرسان الإيطاليين الذين ينتشرون فى الميادين ليلتقطوا صوراً مع السياح وكله بثمنه ( 5 يورو ) أو حتى كأحد فنانى عصر النهضة بشعره الطويل وبوهيميته الملحوظة ...وإبتسم وإستمتع وأرقص فهكذا يفعل الرومان .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.