نادراً ما نجد أحد أبنائنا لا يحمل «لاب توب» فى كل تحركاته.. وقد أصبح الانترنت على كل "موبايل" تقريباً، فمواقع التواصل الاجتماعى أصبحت هى الوسيلة الأسهل فى الاتصال خاصة بين الشباب.. فبأناملهم الشابة يتناقلون الرسائل والأخبار وأهم أنشطتهم اليومية ونحن الكبار نتساءل عن تأثير هذا التواصل عبر الانترنت أو "الشات" بلغة الشباب. فقد كشفت دراسة حديثه قام بها علماء من جامعة بريجهام يونج فى «ولاية يوتا» بالولايات المتحدة أن المراهقين الذين يتواصلون مع أبائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي يكونوا أكثر قربا منهم فى الحياة، وأظهرت أيضاً نتائج دراسة أخرى شملت 500 أسرة أن المراهقين الذين يتواصلون مع آبائهم وأمهاتهم من خلال «الفيسبوك» أو «تويتر» أكثر تعاوناُ مع الأشخاص المحيطين بهم. ويشير د.أحمد يحيى عبد الحميد أستاذ علم الاجتماع جامعه السويس إلى إنه يمكن للآباء والأمهات أن يفعلوا الكثير على المواقع الاجتماعية لتحقيق المزيد من التواصل مع أبنائهم فيكون ذلك مثلا ًمن خلال التعليقات اللطيفة التى يكتبونها لهم على الصورة التى يقومون بنشرها فى المناسبات المختلفة أو فى أثناء سفرهم وقيامهم وأصدقائهم بالرحلات، ويكون أيضا وسيلة للتعرف على التجارب التى يمر بها أبناؤهم لأنها بمثابة نافذة صغيرة على حياتهم. «الشات» وكرامة المرأة ويضيف.. كما أن لكل شئ فوائد فإن له أيضا مضار، والضرر الأكبر «للشات» يكمن فى العلاقات بين الفتيات والشبان لأنها تضع الفتيات على بداية طريق الخطأ ومن أقل الأضرار جعلها تعيش فى عالم من الأوهام خاصة بعد أن نشر الموقع الرسمى لدار الإفتاء المصرية مؤخراً فتوى بتحريم المحادثات الإلكترونية بين الجنسين عبر مواقع التواصل الاجتماعى إلا فى حدود الضرورة لما فيه من فتح أبواب العبث والشر، كما أنه يمثل مدخلا من مداخل الشيطان وذريعة للفتنة والفساد. وتابعت الفتوى أن حرمة «الشات» بين الرجل والمرأة جاء لما أثبتته التجارب المتكررة فى عصرنا من أن هذا النوع من المحادثات مضيعة واستهلاك للوقت دون فائدة، لذلك لا ينبغى أن تحادث من لا تعرفه صيانة لنفسها وحفاظا لكرامتها وعرضها خاصة وقد كثرت الاستعمالات الفاسدة لهذه الصور من قبل المنحرفين وهى ثقافة مختلفة عما يأمر به الدين. عصابات الشات ويضيف أن العلم شهد فى السنوات الأخيرة تقدما كبيرا فى المجالات التكنولوجية وانتشار أدوات التواصل الاجتماعى، وأصبح الشباب يجد فيها مجالا خصبا يتناسب مع معطيات هذا العصر خاصة الفتيات، حين يزداد لديهن الشعور بالكبت والقهر والحرمان وتزداد المشكلات مع إستخدام هذه التكنولوجيا فى بناء عالم خاص بهن يمارسن من خلال “الشات” كل أشكال الانفتاح واكتساب المهارات وما يصاحب ذلك من تأثيرات إيجابية فى بعض الأحيان ولكن أغلبها يكون سلبيا، وللأسف فإن هؤلاء الفتيات دائما ضحايا هذه العلاقات لأن هناك أشخاصا يستخدمون أسماء مستعارة وبلدانا غير بلادهم من أجل استخدام «النت» لأغراض سيئة فى التعرف عليهم واستدراجهن واستخدامهم فى أعمال غير مشروعة فى ظل عدم وجود قانون يحميهن من هذه العصابات. ويرى د.السيد حنفى أستاذ علم الاجتماع جامعه الزقازيق قائلا: أن تكنولوجيا التواصل الاجتماعى الحديثة يجب أن تكون تحت إشراف الأهل، فعملية التواصل الاجتماعى الإيجابى من خلال “الشات” هى نوع من أنواع الثقافة الراقية، أما السلبى منها فهو عالم محفوف بالمخاطر، وقد تفاجأ الأسرة بكارثة حين تقوم الفتاة بالافصاح عن أسرارها الشخصيه لإنسان لا تعرفه الأمر الذى يعرضها للابتزاز عن طريق استغلال هذه المعلومات أو الصور التى يقومون بتركيبها عبر برامج الفوتوشب ويقومون بعرضها بشكل يسىء لها عبر الانترنت.