فى محاولة لمد يد العون لأشقائها الأفارقة لاحتواء فيروس الإيبولا القاتل، أعلنت مصر خلال مشاركتها فى الاجتماع الطارئ للمجلس التنفيذى للاتحاد الإفريقى حول تفشى الإيبولا عن تقديم مساعدات بقيمة 550 ألف جنيه للدول المنكوبة عن طريق الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية للحيلولة دون تحول الفيروس إلى وباء عالمي. وتتضمن المساعدات مستلزمات طبية بقيمة 100 ألف جنيه لسيراليون و150 ألف جنيه لغينيا كوناكرى وكذلك 150 ألف جنيه لليبيريا، بالإضافة إلى معدات معملية بقيمة 150 ألف جنيه أخرى مقدمة إلى ليبيريا. ومن جانب آخر، أوضحت مصر خلال الاجتماع أن تفشى فيروس الإيبولا فى عدد من دول القارة الإفريقية سلط الضوء على مدى ضعف أنظمة الصحة العامة وحاجة الشعوب للنفاذ إلى المزيد من الرعاية والعناية الصحية العامة التى تضمن سلامتهم. كما أوضحت أهمية تبنى مقاربة شاملة للتعامل مع هذه الأزمة باعتبارها تحديا يواجه القارة بأسرها وليس فقط الدول الثلاث المتضررة. وركزت مصر على أهمية العمل الفورى بشكل يأخذ فى الاعتبار التداعيات الاقتصادية والاجتماعية وعدم إغفالها، وضرورة تشكيل لجان دائمة من الخبراء الوطنيين تتوافر لديهم القدرة على التعامل الفورى مع مثل هذه الأزمات. ويأتى ذلك فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن وباء إيبولا فى ليبيريا قد زاد «بشكل كبير» . وقالت المنظمة إن 14 من بين 15 مقاطعة فى البلاد أبلغت عن حالات مؤكدة مصابة بالفيروس. وأضافت المنظمة بعد أن قام فريق من الخبراء تابع لها بالتحقيق فى الأمر خلال الأسابيع الماضية أن متطلبات تفشى الإيبولا قد تجاوزت تماما قدرة الحكومة وشركائها على التعامل مع المرض. وذكرت المنظمة أنه بمجرد فتح مرفق جديد لعلاج المصابين فإنه »يزدحم على الفور بالمرضى ويصبح غير قادر على استيعابهم« وهو ما يعنى كثرة عدد الحالات التى لم يتم الإعلان عنها سابقا. ومن جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» أن الجيش الأمريكى سيرسل مستشفى ميدانيا يضم 25 سريرا إلى ليبيريا على وجه السرعة، للمساعدة فى تقديم الرعاية الطبية للعاملين فى القطاع الصحى الذين يحاولون احتواء الانتشار السريع لفيروس إيبولا الذى أودى بحياة 2100 شخص فى غرب إفريقيا حتى الآن. وأضاف «البنتاجون» أن إرسال المستشفى الذى تبلغ تكلفته 22 مليون دولار يأتى بناء على طلب من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التى تنسق استجابة الولاياتالمتحدة تجاه تفشى إيبولا الذى بدأ فى غينيا فى مارس. ويأتى هذا الإعلان بعد أن قال الرئيس باراك أوباما إنه يجب على الولاياتالمتحدة أن تبذل المزيد للمساعدة فى السيطرة على انتشار الفيروس حتى لا يتحول إلى أزمة عالمية قد تهدد الأمريكيين فى نهاية الأمر. وفى معرض حديثه عن انتشار إيبولا قال أوباما اذا لم نقم بذلك الجهد الآن وامتد هذا الفيروس ليس عبر إفريقيا فحسب بل إلى أجزاء أخرى من العالم فثمة احتمال أن يتحور ذلك الفيروس ويصبح انتقاله أكثر سهولة ، ومن ثم قد يكون خطرا جسيما على الولاياتالمتحدة. وقال أوباما فى المقابلة التى أجرتها معه محطة «إن. بي. سي» إنه من المهم إقامة وحدات عزل ونشر معدات هناك لتوفير الأمن لموظفى الصحة العامة الذين يتدفقون من أنحاء العالم. وقال متحدث باسم البنتاجون الكولونيل ستيف وارين إن دور الجيش سيتمثل فى إنشاء المستشفى ثم تسليمه إلى الحكومة الليبيرية لتشغيله. يأتى ذلك فيما أعلنت بريطانيا بناء مركز طبى فى سيراليون مزود ب62 سريرا قرب العاصمة فريتاون. وفى غضون ذلك، دعا الاتحاد الأفريقى خلال اجتماعه فى أديس أبابا الهادف لتحديد استراتيجية مشتركة على مستوى القارة لمواجهة إيبولا، الدول الأفريقية إلى رفع كل القيود على السفر التى فرضت من أجل مكافحة هذا الوباء.