شدد وزراء الخارجية العرب فى اجتماعهم أمس على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة فى إطار مواجهة عربية شاملة لخطر الإرهاب، وتفعيل الاتفاقيات العربية لمكافحة الإرهاب والالتزام بكل ماورد بها. وكشف مصدر دبلوماسى عربي، أن وزراء الخارجية تبنوا مشروع قرار، يتضمن التنسيق مع القوى الدولية لمواجهة التنظيمات الإرهابية بما فيها تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، موضحا أن الاتصال الهاتفى بين وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، تركز على هذا الشأن. وقد نبه العربى فى كلمته أمس، أمام اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، إلى ضرورة تبنى موقف عربى موحد، ومساندة الدول العربية التى يتعرض فيها المواطن لتهديد سلامته، مشيرا إلى أن ذلك من صميم مسئولية الجامعة العربية، مطالبا بضرورة اتخاذ قرار واضح لمواجهة شاملة ضد الإرهاب بكل الوسائل عسكريا وسياسيا وفكريا وثقافيا وأخيرا اقتصاديا، وضرورة تدخل الجامعة وفقا لاتفاقية الدفاع المشترك لحل مثل هذه الأزمات، حتى لو عسكريا، داعيا إلى التوصل لاتفاق لاحتواء خلافات الدول العربية ودعم حماية أمن وسلامة الدول العربية. وقال إن العالم العربى يواجه تحديات غير مسبوقة، والرأى العام العربى يتساءل باستمرار، أين هى الجامعة؟ مشيرا إلى وجود ضغوط خارجية وتدخلات أجنبية، بالإضافة إلى التنظيمات المسلحة «الإرهابية» التى تتطلب تعاونا عربيا فعالا للقضاء عليها. وأضاف أن هذه التحديات تفوق جهود الجامعة، فهناك مشكلة سوريا «أكبر كارثة إنسانية فى العالم»، والعراق الذى يواجه تنظيما إرهابيا يهدد وجود الدولة، وفلسطين القضية المركزية والمحورية. وأشاد بالجهود المصرية للتوصل لوقف إطلاق النار فى غزة، داعيا إلى ضرورة إنهاء الاحتلال من خلال وقفة جادة مع دول الجوار والمجتمع الدولي، وحل باقى الأزمات فى بعض الدول العربية مثل ليبيا والصومال. وعلم «الأهرام»، أن وزراء الخارجية العرب تبنوا مشروع قرار حول الإرهاب الدولى وسبل مكافحته، كان المندوبون الدائمون للجامعة العربية قد رفعوه فى اجتماعهم الأخير التحضيرى للوزاري، ويجدد مشروع القرار تأكيده الإدانة القوية لتواصل أعمال الإرهاب، التى تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة العربية، وتقويض كيانات بعض الدول العربية، وتهديد أمنها وسلامة أراضيها، مع تأكيد دعمه لجهود الدول العربية فيما يتخذ من تدابير لمواجهة الهجمات الإرهابية والتصدى لكل من يقف وراءها أو يدعمها أو يحرض عليها. وكان العراق قد تقدم بمذكرة تطالب مجلس الجامعة بإصدار قرار يدعم موقفه فى مواجهة التنظيمات الإرهابية. وسوف يلقى أوباما خطابا بعد غد لإعلان إستراتيجيته لمواجهة «داعش» وخطته للتحرك فى المرحلة المقبلة.