بهدوء شديد اقتربت طائرة "شبحية" دون طيار من منشآت "نطنز" النووية التى تقع على مسافة 150 ميلا إلى الجنوب من العاصمة الإيرانيةطهران. وماهى إلا ساعات قليلة حتى كانت وسائل الإعلام العالمية تتناقل ما أعلنته وسائل الإعلام الإيرانية حول نجاح قوات الدفاع الجوى الإيرانية فى إسقاط طائرة تجسس إسرائيلية “شبحية” دون طيار طراز “هرمس 450” أثناء تحليقها فى أجواء المنشأة النووية الإيرانية الشهيرة. ولم تمر سوى أيام قليلة على الواقعة إلا ووسائل الإعلام الإيرانية تعلن مجددا أنباء إسقاط طائرة "هرمس" جديدة دون طيار فوق الأراضى العراقية على مقربة من مطار بغداد بل وأضافت وكالات الأنباء الإيرانية أن فريق متخصص سارع بالتوجه إلى مكان سقوط الطائرة وجمع حطامها ونقله إلى قلب السفارة الأمريكية! وأعلن العميد مسعود جزائرى مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة لشئون الإعلام الدفاعى الإيرانى أن الطائرة إخترقت الأجواء الإيرانية قادمة من إحدى الدول الواقعة إلى الشمال من إيران ، وفى وقت لاحق أشارت وكالات الأنباء إلى أن الطائرة أقلعت من قاعدة جوية صغيرة فى نخجوان بأذربيجان لأن أقصى مدى لتحليق الطائرة يقدر ب 800 كيلومتر بينما المسافة بين إيران وإسرائيل تتجاوز 1100كيلومتر. وعلى الرغم من الإنكار الإسرائيلى ومحاولات تغيير المعلومات ببث معلومات مضادة تشير إلى أن الطائرة من طراز مختلف أو أن إسرائيل لم تبعث بطائرة دون طيار من الأصل لاعتمادها على الأقمار الصناعية، فإن إيران أكدت سقوط الطائرة فى يدها بل وأعلنت تفكيك الطائرة لدراستها والاطلاع على ما جمعته من معلومات. ونقلت وكالات الأنباء تصريحات العميد حسين سلامى نائب القائد العام لقوات الحرس الثورى التى قال فيها أن رد إيران على العدوان الإسرائيلى سيكون "فى الميدان" ، ولن يكون دبلوماسيا ، ولن يعلن عنه بالضرورة. حمل نجاح إيران فى كشف وإسقاط الطائرة “الشبحية” الإسرائيلية دون طيار طراز “هرمس 450” العديد من الرسائل الهامة لإسرائيل والشرق الأوسط والعالم. أ تمثلت الرسالة الأولى فى تأكيد إيران لمنافسيها وأعدائها المتربصين ، وفى مقدمتهم الولاياتالمتحدة وإسرائيل ، أن لديها تكنولجيا الدفاع الجوى القادرة على مواجهة الضربات الجوية وخاصة تلك التى يمكن أن تستخدم فيها طائرات الشبح المجهزة بتكنولوجيا تكفل لها تلافى الرصد بالرادار. وهو ما يعنى عدم جدوى التلويح بتنفيذ ضربات جوية ضد المنشآت النووية الإيرانية فى المدى القصير على الأقل. ب تأكيد إيران على أنها مستعدة لمواجهة تحالفات إقليمية موجهة إليها وإلى برنامجها النووى على وجه التحديد وهو الأمر الذى ظهر بوضوح بعد نجاح وسائل الدفاع الجوى الإيرانى فى تحديد الجهة التى إنطلقت منها الطائرة الإسرائليلية صوب إيران ومسار رحلة الطائرة حتى تم إسقاطها. ج تأكيد إيران على أن ردها على خصومها سيتم بإستخدام عدة وسائل سرية من بينها الحرب بالوكالة حيث يكون الرد الإيرانى بدعم حزب الله فى لبنان ، وحماس فى قطاع غزة. د أكدت إيران أنها تتابع عمليات الإلتفاف الإسرائيلية ليس فى إيران وحدها بل وفى العراق ووسط آسيا أيضا. ه استعرضت إيران إرتفاع مستوى تكنولوجيا التسليح لديها المحلى منه والمستوردة مما قد يؤثر على مبيعات إسرائيل من السلاح وتحديدا مبيعاتها من الطائرات الشبحية دون طيار. و تأكيد إيران على فحص الطائرة وما تحمله من أجهزة لنقل ما بها من تكنولوجيا مما يمثل دفعة للبرامج الإيرانية المتعلقة بتطوير القدرات الدفاعية والاستطلاعية. ز أظهرت إيران للمجتمع الدولى أنها دولة متربص بها ومعرضة لمخاطر الإعتداء وإنتهاك السيادة من قبل إسرائيل ودول متحالفة معها. وهكذا بدا من الواضح أن منطقة الشرق الأوسط بوجه عام والمنافسة الإيرانية الإسرائيلية على وجه الخصوص قد دخلت إلى مستوى جديد من مستويات سباقات التسلح الإقليمية التى تتطلب قدرا كبيرا من المال والجهد والتفوق العلمى والتكنولوجى العسكرى لتحقيق السبق وتحقيق الأهداف الدفاعية للبلاد.