مع القوات المسلحة أنت فى أمان، ومع المواطنين الشرفاء وأبناء الوطن المخلصين تهون الصعاب ، فمن يصدق أنه خلال فترة وجيزة لا تتعدى 25 يوما فقط، سيبدأ العمل فى المرحلة الثانية من حفر قناة السويس الجديدة، من خلال دخول الكراكات التابعة لهيئة قناة السويس إلى القطاع الشمالى والجنوبى من القناة حيث تقف الكراكات على أهبة الاستعداد للدخول إلى الفتحات التى يجرى العمل بها على قدم وساق، استعدادا لهذا الانجاز الضخم والذى يؤكد أن القوات المسلحة لا تعرف «الراحة» فى عملها ، وأنها قادرة وبامتياز وبمهنية وحرفية عالية على إنجاز المهام الموكلة إليها خلال فترات قياسية. هذه الكلمات ليست من فراغ ولكنها تؤكد مدى الجدية فى تنفيذ هذا المشروع، فالقناة تمتد بطول 35 كيلو مترا وبعمق 24 مترا، والمطلوب اعمال حفر بعرض 400 متر من بينها 340 مترا على سطح المياه والفترة الزمنية التى حددها الرئيس عبد الفتاح السيسى عام واحد فقط من اطلاق اشارة الحفر، وهى فترة صعبة بكل المقاييس خاصة اذا علمنا ان بيوت الخبرة العالمية قد قدرت ان العمل فى المشروع سيستغرق 5 سنوات كاملة. «الأهرام» كانت أمس شاهدة على وضع اللمسات النهائية استعدادا لبدء المرحلة الثانية، حيث رافقت اللواء أركان حرب كامل الوزيرى رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والمشرف العام على المشروع خلال جولته لتفقد قطاعات المشروع ، والتى بدأت فى تمام الساعة السابعة صباحا من معدية نمرة 6 ثم الى الطريق الاوسط، حيث كانت مئات السيارات والمعدات والدنابر والحفارات تروح وتجيء فى نشاط واحد لإنجاز المهمة المحددة. واستوقف كامل الوزيرى أحد الدنابر واستفسر من السائق عن ظروف العمل ثم أكمل مسيرته الى تفقد أحواض الترسيب، ثم انعطفت السيارة نحو اليمين فى احد الطرق العرضية بسيناء ومنها الى طريق طولى الى معدية سرابيوم ومنها يسارا إلى الكيلو 95 من ترقيم قناة السويس بقطاع الدفرسوار والذى يمثل بداية القطاع الجنوبى للقناة الجديدة، حيث تعمل المئات من السيارت والدنابر والحفارات على قدم وساق استعدادا لدخول المياه من القناة القديمة الى القناة الجديدة، حيث ترسو كراكات هيئة قناة السويس بالقرب من الموقع استعدادا لبدء المرحلة الثانية من الحفر. وحرص رئيس أركان الهندسية على التقاط الصور التذكارية مع العاملين كما قام بتفقد الاماكن التى أمتلأت بالمياه والتى ستتصل بالقناة الرئيسية والتى تتوقف بجوارها احدى الكراكات الضخمة كما تفقد قطاع القناة فى هذا المكان والذى على مقربة منه تقع مزارع للمانجو والبرتقال واليوسفى والزيتون. وصرح اللواء أركان حرب كامل الوزيرى بأن الرئيس عبد الفتاح السيسى يتابع سير العمل فى المشروع اولا بأول ، مشيرا الى ان الرئيس يجرى اتصالات تليفونية أكثر من مرة على مدى اليوم والليلة للاطمئنان على المشروع والتدخل لحل أى مشكلات تعترض سير العمل على الفور. وأضاف الوزيرى انه سيتم اعتبارا من غد دخول المياه من القناة القديمة الى القناة الجديدة، مشيرا إلى وقوف 5 كراكات على أهبة الاستعداد للدخول للعمل فى المرحلة الثانية من المشروع كما ان هناك كراكات فى الطريق وذلك بعد ان تعاقدت معها هيئة قناة السويس للعمل فى المشروع. وأوضح ان هذا العمل يسبق المعدلات المخططة بنحو شهر كامل، حيث اقتربت الكراكات من الشاطيء وقامت بفرد المواسير الخاصة بها، ويجرى الآن ازالة التدبيش والستائر المعدنية وشماعات الرباط والمواد المعدنية بالتعاون مع قناة السويس، للدخول بأمان فى موقع الحفر فى القطاع الشمالى والقطاع الجنوبى من القناة الجديدة للبدء فى اعمال التكريك. وأشار الى انه بدأ امس نقل الدبش بعد تكسيره فى المحاجر بمناطق الجفجافة والمليز والخاتمية ، تمهيدا للبدء فى مرحلة التدبيش الخاصة بضفتى القناة الجديدة، والتى من المنتظر ان تبدأ اعتبارا من الغد بعد أعداد الاجناب الخاصة بالقناة. وأكد أنه يجرى العمل فى إنشاء 15 حوضا للترسيب على مسار القناة الجديدة بطول 35 كيلو مترا، مشيرا إلى أن الكراكات ستقوم بإلقاء ناتج الحفر فى هذه الاحواض وهو عبارة عن مياه مختلطة بالرمال حيث تترسب الرمال وتعود المياه مرة أخرى عبر انابيب الكراكات الى قناة السويس. وشدد الوزيرى على ان الرمال الناتجة من الحفر تستخدم فى بناء أحواض الترسيب ، وفى رفع كفاءة وتطوير الطرق الطولية والعرضية مشيرا إلى أن الرمال ليست مالحة ولكن توجد بها نسبة من الملوحة مدللا على ذلك بوجود زراعات للمانجو والزيتون والبرتقال واليوسفى والكازورين القريبة من القناة الجديدة. وأشار رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة الى انه يجرى الآن نقل المرافق التى تعترض مسار القناة الجديدة مثل كابلات الكهرباء كما تم فك سكة حديد الفردان كما بدأت وزارة الاتصالات فى فك الكابلات وحفر سيفونات جديدة لنقل الكابلات من المسارات الجديدة، كما يجرى الان عمل السحارة الخاصة بترعة الشيخ زايد والتى تتكون من 4 مواسير ضخمة بقطر 3٫2 متر ، وذلك لنقل المياه من اتجاه الغرب من ترعة الاسماعيلية إلى سرابيوم فى الشرق، مشيرا إلى أن التفريعة الرئيسية لترعة الشيخ زايد والمعروفة باسم ترعة سيناء أو الترعة الام ستعبر من اسفل القناة الجديدة وتتجه شمالا إلى القنطرة ، بينما ستتجه التفريعة الاخرى إلى اتجاه الجنوب والمعروفة باسم ترعة التوسع. وحول المخطط الخاص بالمنطقة المتواجدة بين القناة القديمة والقناة الجديدة، أشار الوزيرى إلى أن المنطقة المواجهة لمدينة الاسماعيلية ستتم فيها اقامة مشروعات سياحية وسكانية ضخمة وذات تخطيط عالمى على أعلى مستوي، وأوضح ان الجزء بين القناتين فى منطقة الدفرسوار ليس كبيرا وسيخصص لعمل غرف لدخول وخروج المياه من الغرب إلى شرق القناة الجديدة. وأضاف أن الرئيس السيسى قد وجه بتطوير جميع الطرق فى محور قناة السويس ، مشيرا إلى أنه تم البدء فى المرحلة الاولى منها بطول 35 كيلو مترا فى المنطقة المواجهة للقناة الجديدة، وهى ثلاث طرق طولية تضم طريق معدية سرابيوم، والطريق الاوسط «طريق معدية نمرة 6» ، وطريق الفردان، وذلك لربط الشاطيء الشرقى للقناة سواء فى القناة الجديدة او القناة القديمة ، مع الطريق العرضى رقم واحد والذى سيمتد من شرق التفريعة ببورسعيد وحتى ميناء السخنة بالسويس . من جانبه، صرح الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، بأن حركة الملاحة قد شهدت امس عبور 66 سفينة بإجمالى حمولات 3.4 مليون طن ، مشيرا إلى أن ذلك احدى البشارات على ارتفاع معدلات العبور فى القناة حيث سجلت حركة الملاحة ايضا أمس الاول عبور 56 سفينة بحمولات 3.5 مليون طن. وأضاف ان القناة قد شهدت عبور أكبر سفينة حاويات فى العالم وهى سفينة الحاويات الدانماركية العملاقة MADISON MAERSK وحمولتها 200 ألف طن ويبلغ طولها 400 متر وعرضها 59 مترا وتستطيع أن تحمل على متنها حتى 18 ألفا و270 حاوية، وهى قادمة من المغرب ومتجهة إلى ماليزيا، وكانت أكبر سفينة من الجنوب سفينة الحاويات البريطانية STOLT STREAM وحمولتها 152 ألف طن قادمة من السعودية ومتجهة إلى فرنسا. وأضاف الفريق مميش أن بدء دخول كراكات الهيئة أمس الاول لمواقع حفر القناة الجديدة والذى تم بالتنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة سيزيد من وتيرة العمل ويؤكد قدرة مصر ورجالها الأبطال على الانتهاء من المهمة فى الوقت الذى حدده الرئيس عبدالفتاح السيسي. وأشار الى انه تم دخول الكراكة العملاقة «طارق بن زياد» والكراكة «العاشر من رمضان» من المدخل الجنوبى للقناة الجديدة بالكيلومتر 95 ترقيم القناة. كما تم وصول الكراكة العملاقة «الصديق» إلى موقع العمل بالمدخل الشمالى بالقناة الجديدة بالكيلومتر 58 ترقيم القناة وجار تجهيز الموقع لبدء أعمال التكريك به بعد إتمام التنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. وأضاف الفريق مميش أن هذا الإنجاز يضاف إلى رصيد إنجازات هيئة قناة السويس، حيث يعتبر دخول كراكات الهيئة لمواقع التكريك بالقناة الجديدة بعد 24 يوما فقط من تاريخ إعطاء السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى لاشارة البدء لحفر القناة الجديدة تحديا جديدا لرجال هيئة قناة السويس.وفى ختام تصريحه، أشاد الفريق مميش بجهود الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وكذلك جهود العاملين الشرفاء بالهيئة وشركاتها التابعة الذين يواصلون العمل ليل نهار للحفاظ على أعلى معدلات الأداء لتظل قناة السويس الشريان الرئيسى لحركة التجارة العالمية والركيزة الأساسية لاقتصادنا القومي.
