اعلن عدد من الدول الأوروبية حالة التأهب القصوى فى مواجهة تهديدات تنظيم الدولة الإسلامية «داعش».. جاء ذلك فى الوقت الذى دعت فيه الولاياتالمتحدة إلى تأسيس تحالف دولى لمواجهة خطر التكفيريين. وفى لندن، نشرت السلطات البريطانية دوريات شرطية لتمشيط مختلف الشوارع فى البلاد بحثا عن عناصر متطرفة عائدة من القتال فى سورياوالعراق من ناحية ولمواجهة مخاطر محتملة على أيديهم من ناحية أخرى، وهو ما دفع بريطانيا فى وقت سابق إلى رفع حالة التأهب الأمنى فى البلاد إلى مستوى الخطر. من جانبه، حذر رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون من عودة مئات التكفيريين القتلة من سورياوالعراق إلى المملكة المتحدة مشيرا الى انه يمثل تهديدا لأمنها القومى أكبر من تهديد القاعدة أو «طالبان» أو اى تنظيم إرهابى آخر، مشيرا الى ان تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام يسعى لإعلان دولته الإرهابية . ودعا كاميرون البريطانيين إلى توقع رؤية دوريات شرطية مكثفة فى مختلف ربوع البلاد خلال الفترة المقبلة بما فى ذلك الانتشار والتواجد الأمنى الكبير، خاصة فى المطارات ومحطات سكك الحديد الرئيسية، داعيا أبناء شعبه إلى توخى أعلى درجات الحذر والحيطة ولكن من دون الشعور بالذعر. ومن المقرر أن يعرض كاميرون على مجلس العموم «البرلمان» غدا تشريعا جديدا يمنح السلطات صلاحيات جديدة لمنع الإرهابيين المحتملين من السفر إلى القتال فى الخارج خاصة العراقوسوريا. ومن المتوقع أن يتضمن التشريع المرتقب تمكين السلطات البريطانية من سحب جوازات السفر من الأشخاص التى تعتقد أنهم يعتزمون السفر إلى سورياوالعراق للقتال فى صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية». يذكر أن حزب الديمقراطيين الليبراليين يرفض اتخاذ تدابير مبالغ فيها دون التحقق بالأدلة القاطعة حتى لا يؤدى إلى التضحية بالحريات المدنية فى بريطانيا. ووفقا القوانين الحالية، فإنه يحق لوزارة الداخلية البريطانية احتجاز جواز سفر أى شخص لو اعتقدت أن منعه من السفر يخدم المصلحة العام، إلا أن هذا الحق مقيد بما يسمى الامتياز الملكى الذى يطبق فى أضيق نطاق. وفى أمستردام، أعلنت الحكومة الهولندية اعتزامها سحب الجنسية من المقاتلين الإسلاميين المتطرفين حتى فى حالة عدم إدانتهم المسبقة أمام القضاء، مؤكدة فى رسالة لإيفو أوبستلين وزير العدل أنه «سيتم تشديد القانون بهدف إسقاط الجنسية الهولندية من الجهاديين الملتحقين بمجموعة إرهابية مسلحة حتى من دون إدانة جنائية». وفى واشنطن، أكد جوش إرنست المتحدث باسم البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة ترغب فى التنسيق مع الدول السنية فى المنطقة لاسيما السعودية لبناء تحالف دولى ضد تنظيم «داعش»، موضحا أن الرئيس باراك أوباما يسعى لإقامة تحالف سنى مع دول المنطقة ومع القبائل السنية فى العراق على غرار «الصحوة» وبمساعدة الأممالمتحدة، كما شدد على أن واشنطن تثمن العلاقة التى تربطها مع الرياض فى مجال مكافحة الإرهاب. وأشار المتحدث باسم البيت الابيض إلى أن هناك مجالا للعمل مع دول المنطقة ولاسيما السعودية، مشيرا إلى أنه ليس من مصلحة المنطقة بأسرها أن توجد منظمة تنتهج العنف ك «داعش» تعمل على خلق حالة من عدم الاستقرار. على الصعيد ذاته، كتب جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى فى صحيفة «نيويورك تايمز» أن الرئيس أوباما سيطرح خلال اجتماع قمة فى مجلس الأمن الدولى خطة بهذا الشأن، وذلك خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة التى ستنعقد فى الفترة بين الرابع والعشرين حتى الثلاثين من سبتمبر المقبل. وتابع كيرى أن خطر ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية تمدد فى العراقوسوريا، مطالبا بالعمل على عدم انتشار «هذا السرطان والهجمات الجوية وحدها لن تهزم هذا العدو». من جانبه، قال جيه جونسون وزير الأمن الداخلى الأمريكى إن بلاده لا تعلم بأى تهديد محدد على الأراضى الأمريكية من مقاتلى تنظيم الدولة الإسلامية، لكنه أضاف فى بيان أن مقاتلى الدولة الإسلامية ومؤيديهم «أظهروا عزما وقدرة على استهداف مواطنين أمريكيين فى الخارج». وأشار إلى أن وزارته اتخذت خطوات خلال هذا الصيف لتعزيز الأمن فى المطارات بالخارج فيما يتعلق بالرحلات المباشرة للولايات المتحدة.