بدأت صباح الاثنين الماضي وقائع المؤتمر السنوي لمجمع اللغة العربية بالقاهرة في دورته السادسة والسبعين والتي تستمر حتي الخامس من ابريل المقبل. تحت عنوان اللغة العربية في الاعلام والمحاور الرئيسية التي تدور حولها المناقشات هي: تأثير وسائل الاعلام في اللغة العربية والاستجابة الآنية لاحتياجات اللغة, ولغة الاعلام بين الفصحي واللهجات العامية ودور الفصحي في التعبير عن الهوية العربية والاعلان بالعامية وبالألفاظ الأجنبية, ومظاهر الحداثة في الفصحي المعاصرة, كل ذلك من خلال وسائل الاعلام, ثم لغة الاعلام والتوسع المعجمي للفصحي المعاصرة وأهمية الاعداد اللغوي للاعلاميين علي مستوي الدراسة الأكاديمية وفي مجالات العمل. وحفلت الجلسة الافتتاحية بطائفة من الكلمات بدأت بكلمة د. محمود حافظ رئيس المجمع الذي أشاد بهذا الحشد الجاد لموضوع المؤتمر اللغة العربية في الإعلام بمحاوره الشاملة والمتكاملة التي تعكس الاهتمام الواجب نحوها والسعي الحثيث لانتشالها مما تعانيه تقديرا لخطورتها البالغة, وقد جاءت هذه المحاور امتدادا وتفعيلا لمحاور المؤتمر السابق الذي توج بالقانون المختص بالعربية, هذا القانون الذي أثمر اللجان الثلاث التي جسدته ممثلا في إثراء علاقة المجمع بالإعلام والتعليم ومنظمات المجتمع المدني. إن اللغة بالنسبة للشعب أهم من الأرض, كما أن بعض الشعوب تقديسا للغتها ترفض ان يحادثها غريب بغيرها, مشيرا إلي التقرير الأمريكي المشهور أمة في خطر وفيه تتحسر الولاياتالأمريكية علي تدني مستوي التعليم لديها. وأضاف قائلا, ليس من شك في أن قوة اللغة انعكاس لقوة أهلها, إننا نخوض حربا مقدسة شاملة لتتبوأ لغتنا وأمتنا مكانهما المرجو. تلك استغاثة يجب أن تلامس نخوة المعتصم فتحشد كل القوي تعليمية وتربوية وإعلامية وثقافية ونتصدي لهذا الخطر الداهم الذي كاد يودي بأمتنا ولغتنا إذا أدي الي استخدام لهجات هابطة تختلط فيها العامية الركيكة بمفردات أجنبية وسوقية مبتذلة أشاعت تقليدا أعمي لها في الحوارات والفنون وأسماء المؤسسات والمنتجعات حتي وصلنا الي قاع الانسحاق مجسدا في معظم الاعلانات. وقال: د. حافظ من حق الإعلام ان ننوه هنا بالجهود المحمودة له اذ عليه ان يبتكر صياغات جديدة لما يستجد تحت سماء العولمة من مبتكرات لتصبح غذاء لغويا يعتمده مجمعكم بعد ثم القي د. أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب محاضرة موضوعها اللغة العربية في الدستور مؤكدا أهميتها في حياة البشر فهي أداة التعبير والتجسيد الحضاري والثقافي للشعوب, والحفاظ عليها مسئولية الجميع مع أجهزة الاعلام والمنظمات الثقافية, وقد طوعت المحكمة الدستورية العليا اللغة العربية التي صنعت بها نصوص الدستور, وهكذا استطاعت اللغة العربية في الدستور أن تحافظ علي ثباته كوثيقة تقدمية تستوعب مناحي الحياة وتطور آفاقها, لقد عني الدستور المصري لسنة1971 بالتعبير عن مكانة اللغة في الدولة في قوله: إن اللغة العربية لغتها الرسمية. وقد أوضح الدستور بذلك مكانة اللغة العربية داخل مؤسسات نظام الحكم وكوسيلة اتصال رسمي بها. كما أوضح الدستور دعائم مكانة اللغة العربية داخل الدولة. وألقي د. مروان المحاسني رئيس المجمع اللغوي بدمشق وعضو المجمع بالقاهرة, كلمة الوفود واستعرض ملامح اللغة العربية في وسائل الاعلام المختلفة من حيث السلبيات والايجابيات مشيرا إلي ما ينبغي أن تكون عليه اللغة العربية في الصحافة والاعلام ودورها في الحفاظ عليها. ثم قدم فاروق شوشة الأمين العام كلمته تحت عنوان بين مؤتمرين منبها إلي الانحرافات والأخطاء التي يزيد منها خلل كبير في العملية التعليمية علي مستوي المدرسة والجامعة وندرة من يتقنون لغتهم بين الخريجين في الجامعات والمتقدمين للعمل في المجال الاعلامي. ثم استعرض الأمين العام أعمال المؤتمر السابق والمجلس ولجانه وأوجه أنشطته المختلفة وإنتاجه العلمي ومشاريعه الكبري. وقد تلقت أمانة المؤتمر العديد من الأبحاث والدراسات.