دوره في رفع التذوق الفني، وعمق الثقافة والتسامح لأقصي حد، ورقة الاحساس مازالت راسخة في وجدان الفنانين ومحبي وأهل السيناريست والناقد السينمائي الكبير الدكتور رفيق الصبان مع مرور عام علي رحيله. في البداية، يقول السفير زيد الصبان، نائب رئيس مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية ونجل الدكتور رفيق إنه يجري حاليا تصنيف محتويات مكتبة والده، وهو السوري الذي أقام في مصر، لاهدائها إلي مكتبات معهد السينما، والإسكندرية، وجامعة دمشق. وأشار إلي انه يدرك أن جماهيرية والده ترجع إلي تفانيه في جذب قطاع جماهيري واسع للتذوق الفني بشكل عام والتذوق السينمائي بشكل خاص، في بساطة ومحبة. وأكد أنه يعتقد أن دور والده في نشر جماليات الفنون ورفع التذوق الجماهيري يعيش في وجدان محبي الفنون. وقال الفنان محمود ياسين: كانت تربطني علاقة صداقة خاصة بالسيناريست الراحل الذي كان يتميز بالإنسانية الشديدة والعذوبة والرقة وكان عميق التأثير في المسائل الفنية والثقافية بدءا من المسرح القومي الذي نشأ فيه بالرغم من أنه لم يكن خريج المعهد القومي للفنون المسرحية أو معهد السينما ولكن كان أول الناجحين في اختبارات المسرح القومي. وأضاف ياسين أن الصبان كان من العقول الواعية جدا، وكان صاحب ثقافة نادرة وبالرغم من أنه كان عضوا بلجنة إختيار المواهب بالمسرح القومي إلا أنه كان يرتبط معنا بصداقة قوية وعندما كنا نقترب منه نشعر بأننا نسير في الطريق الصحيح خاصة المسرحيين الذين كانوا يجدون فيه الناصح الأمين .والإنسان الخير الذي لا يبخل بعلمه وثقافته علي الجميع. وأشار ياسين إلي أنه لم يشارك في أعمال فنية مع الصبان لكنه كان يعتبره واحدا من الأسرة وكان حريصا علي التواصل الدائم معه لأنه كلما اقتربت منه زادت ثقافتك ووعيك بعالم المسرح . من جانبها، أكدت الناقدة الفنية خيرية البشلاوي أن الصبان كانت لديه ميزة نادرة جدا حيث إنه كان لا يحمل ضغائن لأحد وقادرا علي التسامح لأقصي درجة، مشيرة إلي أن الصبان كان صاحب خصال جميلة ورائعة، وكان قادرا علي التعامل مع الأعمار كافة وجميع الفئات . وأضافت البشلاوي: سعدت بالعمل مع الصبان في مهرجان القاهرة السينمائي ، كما اشتركنا في مهرجانات أخري مثل مهرجان التليفزيون الذي توقف ، وكنا نعمل في لجان واحدة ويجمع بيننا أعمال كثيرة مع الدول العربية من أفلام تليفزيونية وتسجيلية. وأشارت إلي أن الصبان كان إنسانا موسوعيا يقدس الثقافة والمعرفة ويتابع كل شيء خاص بالفن بدءا من المسرح والأوبرا والموسيقي والإذاعة والتليفزيون وكان يمتلك مكتبة فيلمية تحتوي علي أبرز الأفلام الأجنبية قبل نزولها إلي مصر، حيث كان متابعا جيدا لآخر منتجات العالم الفنية والثقافية ، وكان دينامو متحركا، وهو ما جعله عضوا في جميع اللجان وفي أيامه الأخيرة وبرغم المرض الشديد لم يتوقف عن العمل حتي بعد دخوله المستشفي. كان حريصا علي المتابعة وقراءة الصحف من خلال زوجته السيدة ليلي الحسيني حتي وافته المنية رحمه الله. وأوضح المخرج الكبير محمد كامل القليوبي أن الدكتور رفيق الصبان رحمه الله كان شاعرا في سلوكة الشخصي يمتلك إحساسا عاليا قلما يوجد في البشر حيث كنا زملاء في معهد السينما وهو من الأشخاص الذين برغم فراقهم مازالوا يعيشون بيننا بما قدموه من أعمال خالدة . وأشار القليوبي إلي أن السيناريست الراحل ربي أجيالا كاملة في معهد السينما وأسهم في تعليمهم أصول العمل الفني والسينمائي بالشكل الصحيح ولم يبخل يوما علي أحد بمعلومة ولم يعرفه أحد إلا واستفاد منه علي المستوي العملي والإنساني . يذكر أن الناقد السينمائي الكبير رفيق الصبان، توفي العام الماضي بعد رحلة عطاء كبيرة في مجال النقد الفني المصري، عن عمر يناهز 82 عاما. والصبان كاتب، وناقد، وسيناريست سوري مقيم في مصر منذ أوائل السبعينات، اسمه الحقيقي محمد رفيق الصبان، وكان يعمل أستاذًا لمادة السيناريو في معهد السينما المصري، كتب أكثر من 25 فيلمًا سينمائيًا، ونحو 16 مسلسلا، إضافة إلي أنه حاصل علي وسام الفنون والآداب الفرنسي من درجة فارس.