يمر قطار دمياط بعشرات القرى حتى يصل إلى حدود محافظة الدقهلية، ولا يكاد ينقضى شهر تقريبا إلا بخبر مأساة وحادثة دهس أجساد بشر أو صدام سيارات على مزلقانات القطارات التى يبلغ عددها 19،وتزداد المعاناة وخوف الأسر مع قدوم موسم المدارس ومرور التلاميذ مترجلين أو عبر باصات على تقاطعات القطار مع الطرق . فى عام 2012 أعلنت محافظة دمياط عن إنشاء 21 مطبًا على مزلقانات السكة الحديد داخل نطاق المحافظة فى مناطق كفر سليمان وطريق كحيل وكفر البطيخ واللضامين ، وأيضا تم إنشاء مطبات فى محطة السوالم ومقطع كفر سعد البلد وميت أبو غالب وعزبة البساطى وطريق الهاويس والمطحن بالسنانية . وتعانى معظم مزلقانات السكك الحديدية بمحافظة دمياط، من مشاكل كثيرة مع تهالك أغلبها ،خاصة أنها تعمل بشكل يدوى وبدائى يعتمد على الشادوف والسلاسل الميكانيكية، ويقوم أحد العمال بإغلاق المزلقان قبل موعد وصول القطار بخمس دقائق، بعد أن تقوم أقرب محطة بإبلاغه تليفونيًا بدخول القطار على المزلقان. وكثير من مزلقانات دمياط لا يوجد بها إشارات مرورية، وبعضها لا يعمل بها الأجراس التى تحذر من اقتراب القطار ، بجانب عدم وجود إضاءة قوية لتنير الطريق أمام السيارات وهى تعبر المزلقان ليلاً. وتحفل مسيرة قطارات دمياط بالعديد من الحوادث والضحايا ، فقد تظاهر العشرات من الأهالى فى فبراير الماضى أمام محطة السكة الحديد، احتجاجًا على سقوط ثلاث عربات من قطار بضائع فى ميناء دمياط مما تسبب فى تعطيل الحركة المرورية فى مدخله . كما لقى الطفل أحمد أحمد السيد من قرية السنانية مركز دمياط، مصرعه تحت عجلات القطار القادم من القاهرة إلى دمياط، عند مزلقان هويس دمياط. ولقى حسن عبد العاطى محمد عبد الحافظ , 27 سنة، عامل بمجال البناء والتشييد مصرعه بمنطقة الشعرواه بقرية السنانية بمركز دمياط أثر صدمة من القطار القادم من المنصورة. يُذكر أن أهالى السنانية سبق أن تقدموا بعدة شكاوى من أجل إقامه سور يفصل بين شريط السكة الحديد وبين المنازل ، بعدما تعددت حالات الوفاة تحت عجلات القطار ، وأنقذت العناية الإلهية ركاب القطار القادم من الإسكندرية إلى دمياط بعد انفصال عربة القطار بسبب اصطدامها بجسم معدنى بمحطة رأس الخليج بدمياط وقائمة الحوادث والضحايا كثيرة . ويؤكد المهندس محسن الخياط رئيس منطقة سكك حديد دمياط أن جميع المزلقانات الواقعة ضمن نطاق محافظة دمياط دخلت ضمن خطة التطوير فى المرحلة الثالثة ، لكن آخر إجتماع بالقاهرة قرر وقف عملية التطوير مؤقتا لحين تنفيذ خطة إزداج خط دمياط -المنصورة الذى تم طرحه فنيا وسيحل كثيرا من مشاكل القطارات وينشط حركة النقل ويلبى إحتياجات المسافرين المتزايدة إلى دمياط . ويضيف الخياط أن تكلفة تطوير المزلقان الواحد تقترب من مليونى جنيه وبالتالى فليس من المعقول أن يتم إنفاق هذه المبالغ الكبيرة فى تطوير المزلقانات ثم هدمها مرة أخرى ، مشيرا إلى أن إنشاء الخط المزدوج سيأخذ بعض الوقت وربما سنوات ، لكنه دافع عن حالة المزلقانات الحالية معتبرا أنها تعمل وعليها حراسة وهى بحاجة فقط إلى رفع كفاءة الأداء . وبخصوص الموسم الدراسى الجديد قال رئيس منطقة دمياط ان الشركة إتخذت كافة التدابير اللازمة للحد من حوادث التصادم مع القطارات ومنها مراجعة عناصر الأمان البشرية ووضع الإحتياطات الكفيلة بجعل حركة القطارات سلسة وآمنة . وقال انه تم تطوير مزلقانى الهويس دمياط ، ودمياط الخارجى من ناحية الطريق الدولى وأنجزت الأعمال المدنية ولم يتبق سوى تركيب الأبواب الإلكترونية .