انتابت حالة من الصدمة والذعر الأوساط السياسية الغربية إثر انتشار مقطع فيديو يصور ذبح إرهابيي تنظيم «الدولة الإسلامية» للصحفي الأمريكي جيمس فولي. فقد حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أن هذا التنظيم الإرهابي، الذي كان يعرف من قبل باسم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام «داعش» ما هو إلا «سرطان لا مكان له في القرن العشرين» ولابد من القضاء عليه ، وشدد علي أنه «عندما يتم استهداف أمريكيين في أي مكان ما .. نقوم بكل ما في وسعنا لإحقاق العدالة». كما أكد أوباما أن التنظيم لا يتحدث باسم أي دين، قائلا: «لا توجد ديانة تدعو لذبح الأبرياء.. إن عقيدتهم فارغة» ، ودعا «الحكومات والشعوب في الشرق الأوسط» إلي العمل معا لاستئصال هذا السرطان لكي لا يتفشي ، وتعهد بأن تواصل قواته، التي تشن ضربات جوية في العراق منذ 10 أيام، محاربة هؤلاء الإسلاميين المتطرفين. ويأتي هذا الإعلان قبل ساعات من إعلان واشنطن أن القوات الأمريكية فشلت في عملية نفذتها قبل أسابيع لإنقاذ رهائن أمريكيين يحتجزهم التنظيم الإرهابي في سوريا، إلا أن البيت الأبيض لم يكشف عن هوية الرهائن . وفي الوقت ذاته، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن أن «الدولة الإسلامية» ضغطت علي واشنطن للحصول علي فدية ضخمة قبل قتل فولي البالغ من العمر 40 عاما ، وفقا لتأكيدات ستيفن سوتلوف ممثل عائلة فولي ، والذي كان محتجزا كرهينة إلي جانبه. واتهم سوتلوف الصحفي بمجلة »التايم« الأمريكيةواشنطن برفض دفع الفدية علي عكس العديد من الدول الأوروبية التي ضخت الملايين للمجموعات المتطرفة لإنقاذ حياة مواطنيها. وأكدت »نيويورك تايمز« أن »الدولة الاسلامية« تهدد الآن بقتل رهينة ثان هو سوتلوف نفسه. ومن ناحيتها، كشفت صحيفة »ديلي ميل« البريطانية عن هوية الملثم الذي نفذ عملية ذبح الصحفي الأمريكي، مشيرة إلي أنه بريطاني يدعي »جون« تابع لجماعة من التكفيريين البريطانيين تعرف باسم »البيتلز«. كما حذرت الصحيفة في تقريرها من أن البريطانيين هم الأكثر شراسة بين إرهابيي »الدولة الاسلامية«، وأن الدافع لاختيار بريطاني لتنفيذ القتل يعود للتأثير العالمي الذي سينجم عن مثل هذه المفارقة. وتزامن تقرير »ديلي ميل« مع تقرير لصحيفة »الإندبندنت« البريطانية أكدت فيه أن البريطانيين يمثلون ربع التكفيريين الأجانب في صفوف داعش، مقدرة عددهم بخمسمائة تكفيري بريطاني من بين نحو 2000 تكفيري غربي في صفوف التنظيم الإرهابي. وفي إطار القلق الغربي من هذه التطورات المأساوية، قطع ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني عطلته ليرأس سلسلة من الاجتماعات الطارئة بعد فيديو ذبح فولي. وكتب كاميرون علي حسابه علي موقع تويتر »إذا كان هذا صحيحا، فإن قتل جيمس فولي عمل فظيع ومنحرف. سأترأس اليوم اجتماعات حول الوضع في العراقوسوريا«. وفي باريس، اقترح الرئيس فرانسوا أولاند استضافة بلاده مؤتمرا دوليا بشأن الأمن في العراق، معتبرا أن التهديد الذي يفرضه تنظيم »الدولة الإسلامية« أكبر مما كان يشكله تنظيم القاعدة في 2001. وقال الرئيس الفرنسي في تصريح لصحيفة »لوموند«: »لم يعد بوسعنا التقيد بالنقاش التقليدي حول التدخل أم عدم التدخل«. وفي فيينا، اعتقلت الشرطة النمساوية عشرة مواطنين كانوا في طريقهم إلي العراقوسوريا للقتال في صفوف التنظيمات الإرهابية هناك. وتؤكد التقارير الأولية أن المتهمين العشرة تتراوح أعمارهم بين 17 و32 عاما وأغلبهم من اللاجئين الشيشان. وفي جاكرتا، وصف الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو الممارسات الوحشية لإرهابيي«الدولة الاسلامية »بأنها »إهانة« للإسلام والمسلمين. وشدد في تصريحات للصحافة علي أن ممارسات هذا التنظيم »تسبب صدمة ولا يمكن ضبطها«.