قبل أسابيع قليلة أو ربما أيام كان اسم فواز العطية بعيدا عن دائرة الضوء الاعلامي بل هو نفسه كان مختفيا وراء صفته السياسية القديمة كسفير سابق. وكذلك المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية بعد احالته للتقاعد. لكن فجأة عاد اسم فواز العطية يتردد بقوة بعد ان اشعلت قضيته كل المنتديات, فالرجل له قصة طويلة انتهت بوجوده في زنزانة فردية في موطنه الاصلي قطر ليكون في معزل عن العالم الخارجي محروما من ابسط حقوقه ولايعرف سبب اعتقاله لكن المؤكد انه اغضب السلطات العليا في دولة قطر. الغريب ان كل المنتديات علي شبكة المعلومات الدولية ليس لها حديث سوي قضية الرجل وأسباب اعتقاله إلا قناة الجزيرة التي تجاهلت القضية برمتها, ولم تذكر اسم المسئول القطري السابق من بعيد أو قريب رغم انها القناة التي تتشدق بالحرية طوال الوقت وتدعي انها قناة الرأي والرأي الآخر. وعودة إلي فواز العطية البالغ من العمر40 عاما المتحدث الرسمي السابق باسم وزارة الخارجية القطرية فهو مالك ومؤسس قناة الواحة الفضائية سابقا ومقرها دولة الإمارات وكانت اول قناة تراثية تهتم بكل النشاطات الشعرية وتاريخ المنطقة وحتي مسابقات مزاين الابل وكان الرجل علي صلة وطيدة بالعائلة الحاكمة في قطر حتي انقبلت الأمور رأسا علي عقب في عام2008, فقد اصدر فواز العطية كتابا عن مخطوطات لجده رواها احد الأشخاص بأمر من جده عن اصولهم ومن هم اقرب الناس لهم في قطر ومن هنا تبدأ الحكاية قام المسئول القطري بإهداء كتابه المثير للجدل لكثيرين وقام بنقل وتوزيع الكتاب داخل قطر وفي دول الخليج وقد لاقي الكتاب اعتراضات من العائلة الحاكمة في قطر لما اورده في كتابه عن الشيخ جبر بن محمد آل ثان وصلة القرابة بين عائلة العطية وعائلة آل ثان, ومما ذكره فواز العطية في كتابه بعد وفاة الشيخ عبد الله بن علي العطية تولي الشيخ جبر بن محمد آل ثان رعاية أبناء اخته وحماية اموالهم ولكنه استولي علي كل اموالهم ومن ذكره أيضا ان شيخ عائلة العطية عبد الله بن علي هو سبب دخول حركة محمد بن عبد الوهاب لقطر وقد ادت هذه الفقرات في الكتاب إلي إثارة غضب أمير قطر وطلب من قبيلة العطية اثناء فواز عما قاله وإلا تعرض للاذي مما دفع المتحدث الرسمي السابق باسم الخارجية القطرية وهو فواز العطية إلي مغادرة البلاد متوجها إلي بريطانيا رافضا تقديم أي اعتذار او طلب الصفح من حمد بن جاسم بن جبر رئيس وزراء قطر لأن الكتاب يعد رؤية تاريخية لاحداث وقعت لعائلة العطية وسرد لأحداث ذكرها جده في عدة مخطوطات وليس من المعقول ان يعتذر عن احداث التاريخ. بعد ذلك توجه فواز العطية إلي احدي الدول لما سمعه وماقيل له بأنه لايمكن ان يصاب باذي في هذه الدولة واستقر بالفعل فيها وفي هذه الاثناء كانت زوجته وأولاده في قطر بمنطقة الريان وكانت إدارة نزع الملكية قد طلبت من سكان منطقة الزعيم بيع بيوتهم لمؤسسة الشيخة موزة حرم امير قطر وإخلاء بيوتهم في غضون عام إلا ان العشرات من السكان رفضوا بيع منازلهم وقد صدر امر لوزارة الكهرباء والمياه بقطعها عن المعترضين علي بيع منازلهم لمؤسسة الشيخة موزة حتي جاء امر مباشر لوزارة الداخلية القطرية ولوزارة البلدية باخراج سكانها بالقوة وازالة منازلهم وتم اخلاء النساء والرجال ومعهم العجائز والأطفال من منازلهم بعدما قطعت الكهرباء والماء قبل إخلائهم باسبوعين وتركهم في درجة حرارة بلغت أكثر من45 درجة مئوية وهي الواقعة التي ذكرت باحد أكبر المآسي الإنسانية التي تعرض لها سكان مدينة الريان في قطر قبل عامين تقريبا علي يد قوات المارينز ولم تذكر قناة الجزيرة القطرية المأساة وتعمدت تجاهلها تماما, وبالطبع لو أن هذه المآسي وقعت في مصر وليس في قطر لكانت الجزيرة قد غيرت خريطة برامجها الاخبارية لتنقل هذه الاحداث المصرية. وقد استقر فواز العطية في الخارج وكان يمارس حياته بشكل طبيعي لأكثر من عام إلي شهر رمضان من عام2009 حتي وقع مالم يحمد عقباه عندما قامت مخابرات قطر باعتقال احد أبناء عم فواز ويدعي نايف العطية وكان يسكن في مدينة الخريطيات وقد تعرض نايف لابشع اساليب التعذيب للاشتباه بانه احد الذين يوزعون كتاب فواز العطية وقال احد من زاره بالسجن ان نايف قد تم تعذيبه وضربه إلي ان تقيأ الدم ولايزال نايف العطية يعذب بشكل يومي, اما فواز فلم يسلم هو الآخر فقد تم اقتياده لمطار الدولة التي يقيم فيها وكانت تنتظره طائرة قطرية خاصة وعلي متنها احد كبار مسئولي المخابرات القطرية واخذ إلي الدوحة وتم ترحيله إلي قطر وعند وصوله هناك القي به في سجن المخابرات ولايعلم احد مصيره حتي اليوم وهناك مخاوف من اقاربه واسرته بأنه قد يواجه الاعدام لاقترابه من اسرار الدولة. لكن قبل ايام توصلت منظمة الكرامة إلي اخبار تم بثها علي شبكة المعلومات الدولية الانترنت تفيد وجود فواز العطية رهن الاعتقال في زنزانة انفرادية وفي معزل عن العالم الخارجي, فهو ممنوع من الاتصال أو الزيارات ومن رؤية النور منذ مايزيد علي خمسة أشهر. وقد ناشدت منظمة الكرامة السلطات القطرية اطلاق سراح فواز العطية خاصة انه حرم من حريته لأكثر من5 أشهر دون أي إجراءات قانونية مؤكدة ان هذا الاعتقال تعسفي وانه جاء بسبب ممارسة فواز العطية حقه في التعبير بحرية والذي تضمنه له تشريعات دولة قطر وتعهداتها الدولية. وفي النهاية.. هناك عدة اسئلة تطرح نفسها ولعل اولها: هل التعذيب والسجن بسبب تجرؤ فواز العطية علي مقاضاة رئيس وزراء قطر للمطالبة بميراث والده والمطالبة بصدور قرار بعزل القاضي الذي يحكم في القضية أم ان فواز العطية قام برفع قضايا علي حكومة قطر في المحاكم الدولية وحقوق الإنسان لمصادرتها منازله بالقوة ودون وجود اتفاق للبيع, ام لتأليف كتاب يروي فيه تاريخ عائلته؟! والسؤال الثاني: أين قناة الجزيرة القطرية من كل مايحدث داخل دولة قطر ام ان قضايا الدولة ليست ضمن خريطتها الاعلامية؟! والمؤكد ان قناة الجزيرة تكشف كل يوم انها بالفعل تستهدف دولا بعينها ولايمكنها الاقتراب من قضاياها الداخلية, فكان بإمكانهم إذاعة مثل هذا الخبر ولو مرة واحدة أو عمل حلقة نقاشية في برنامج الاتجاه المعاكس أو برنامج وراء الخبر, باعتبار ان هذا خبر مهم والاخبار الأقل منه في مصر وغيرها تكون علي رأس عناوين النشرات والبرامج الحوارية, وربما التساؤل الذي يجب الاجابة عليه وهو ان مصر الدولة الوحيدة التي يوجد بها مكتب ضخم للجزيرة ولم تتخذ ضده أي إجراءات في حين نجد سوريا مثلا لاتسمح بعمل الجزيرة إلا في اطار المسموح به دون الاقتراب من المواقف السياسية لها, ولاتوجد مكاتب للقناة القطرية في تونس ولا الجزائر.. واغلقت العراق مكاتب الجزيرة, ونفس الحال في الأردن اما في البحرين والإمارات وعمان فلا توجد مكاتب للجزيرة وفي السعودية فهي تعمل خلال موسم الحج, فقط حيث يتم توجيه الدعوة لها ويكلف احد مراسليها بنقل مناسك الحج كل يوم تثبت القناة القطرية كراهيتها لمصر والتي تحتل اخبارها النصيب الأكبر ونجد عينة يومية منها: الاعتقالات لجماعة الاخوان المحظورة, أو حادث بين مسلمين وأقباط, أو مظاهرة لحركة كفاية او اعتصام لعمال هنا أو هناك, وجميع اخبار الدكتور البرادعي ومايسمي جبهة التغيير وكل مايتعلق بالمعارضة.. ولكن مايحدث داخل قطر ليس من اهتمامات الجزيرة صاحبة شعار الرأي والرأي الآخر.