على مدى عقود ظلت المرأة العاملة حول العالم تبذل مجهودا إضافيا لتحصل على نفس فرص الرجل فى سوق العمل ، حيث بات على أى سيدة عاملة أن تتفوق على الرجل من حيث الشهادات والخبرات والتخصص والمظهر لتحصل على وظيفة أو منصب قد يحصل عليه غيرها لمجرد إنه رجل .. أما السنوات الأخيرة فقد شهدت تغيرا ملحوظا فى اتجاه تكافؤ الفرص مما أتاح للنساء فرصة المنافسة بقوة فى جميع المجالات . إيمان لاشين مديرة التوظيف بإحدى شركات التوظيف ترى أن الرجل والمرأة متساويان الآن فى فرص التوظيف بشكل عام، لكن طبيعة الوظيفة هى التى تحدد الجنس المطلوب، فبعض الوظائف تناسب الرجل أكثر بسبب مشقتها أو تطلبها لجولات خارجية مستمرة مثل المبيعات، والتعامل مع تجار التجزئة والجملة بالإضافة إلى الشركات والمحلات التى تقوم على نظام الدوريات الليلية مثل المصانع والمعامل وغيرها، وكذلك الحال فى المهن التى تتطلب قيادة لمسافات وساعات طويلة. على الجانب الآخرهناك بعض أصحاب الأعمال يطلبون توظيف النساء على وجه الخصوص خاصة فى وظائف مثل العلاقات العامة والتسويق نظرا لأنهن أكثر قبولا من حيث المظهر ومهارات الإتصال والعرض، كما تحظى المرأة بفرص عمل جيدة فى الشركات متعددة الجنسيات لأنها ملتزمة بتشغيل نسبة معينة من السيدات لتلافى مشكلة التفرقة على أساس النوع، أما بالنسبة للشركات المحلية ذات رأس المال المحدود فهى بالطبع ترجح تعيين رجل ! ويؤكد دكتور إيهاب عشماوى مستشار التنمية البشرية ما سبق موضحا أن كثيرا من العمال لايقبلون مديرة مثلا ،لذلك قد يضطر صاحب العمل إلى تعيين رجل فى مثل هذه الوظائف تجنبا للمشاكل حتى لو كانت مؤهلاته محدودة.. وهو يفضل عمل المرأة بشكل شخصى حيث يرى أنها أكثر استقرارا على عكس ما هو شائع، فهى تمر بمرحلة الخطوبة والزواج ثم الإنجاب والاستقرار، وأقصى إحتمال هو قيامها بأجازة الوضع ثلاثة شهور مع بعض الإضطراب فى الفترة الأولى نتيجة تغير ظروفها وسرعان ما تمر هذه الفترة ، لكن يكون لديها انتماء للوظيفة حيث ترتبط عاطفيا بالأشخاص والمكان مما يجعلها فى كثير من الأحيان مستعدة أن تضحى بفرصة أخرى قد تكون أفضل لمجرد عدم رغبتها فى دخول تجربة جديدة خاصة إذا كانت قريبة من منزلها، كما أن لها قدرة أكبر على التحمل. أما الرجل فهو أكثر ديناميكية بطبيعته وطموحاته أكبر وأكثر تعددا من مرتب كبير عند التعيين ، وسيارة فاخرة ، وشقة بالإضافة إلى استعداده القوى للسفر لدولة عربية أو أوروبية لتحقيق مزيد من الطموحات كما أن حياته الإجتماعية أوسع من المرأة مما يفتح له بابا للتغيير. يضيف دكتور عشماوى : من خبرتى أرى أن الفيصل فى التعيين هى المؤهلات وليس الجنس ثم شخصية المتقدم، لذلك على المرأة أن تزيد من خبراتها والتدريبات العملية فى مجال تخصصها حتى تصبح الأجدر بالوظيفة سواء بالدبلومات أو الشهادات المعتمدة أو الكورسات أو شهادات الدكتوراة كما أنصحها أن تكون صريحة من البداية مع صاحب العمل وتعد بشكل واضح أن حياتها الشخصية لن ثؤثر على عملها وأنها ملتزمة بقانون العمل الخاص بهم. المظهر بلا شك له دور فى عملية التوظيف، لذلك لابد أن تكون المرأة على دراية بأهم قواعد المظهر التى ترجح كفتها وتؤهلها للفوز بالوظيفة.. مصمم الأزياء وليد خيرى يؤكد دور المرأة المصرية على مر العصور فى نهضة مصر فى مختلف المجالات من فن وثقافة وموضة وعلوم وفكر وغيرها، وقد أدى الإيقاع السريع للحياة الآن والتطور التكنولوجى إلى انتشار وظهور المرأة بشكل سريع وقوى عن ذى قبل كما يتوقع لها مزيدا من النجاح والتطور فى الفترة القادمة خاصة بعد الثورات التى شهدها مجتمعنا. ويضيف أن لكل وظيفة المظهر المناسب لها، فالمحامية مثلا لابد أن تحرص على المظهر الكلاسيكى الرسمى مثل جاكيت وبنطلون أو جونلة، أما المهندسة فيناسبها اللبس العملى uni sex الذى يسمح لها بحرية الحركة والتنقل مثل جينز وتى شيرت على عكس مصممة الأزياء التى لها حرية المظهر الذى يظهر إبداعها وتميزها، وهذا لا يعنى أن كل المحاميات مثلا سيصبحن قالبا واحدا ولكن لكل سيدة شخصيتها التى تعبر عنها من خلال لبسها، فتسريحة الشعر والألوان والأكسسوارات كلها تميز كل أمراة حتى لو التزمن جميعا بنفس كود اللبس.