عبارة قصيرة في فيلم مفزع تكشف بجلاء عوار مجرمى "حركة داعش التكفيرية"، فيلم قصير لعملية إعدام "داعش" لرجل بتهمة "نقل أغراض للنظام".. هكذا قال المجرم منفذ العملية الذى وقف ممسكاً بسكين وأمامه رجل مكبل اليدين يجثو على ركبتيه ويقسم بأغلظ الأيمان أنه برئ من هذه التهمة، ولما وجد الضحية أنه هالك لا محاله، ظل يردد الشهادتين بينما هجم عليه الداعشى ليذبحه كما تُذبح النعاج، غير عابئ بترديده للشهادتين، وفجأة وبينما ينفذ الجلاد جريمته ينطلق صوت يقول بحدة: هذا جزاء كل مرتد!. لم أكن أحتاج لأكثر من هذه العبارة لأقولها خالصة لوجه الله، إن هؤلاء القوم الذين ينفذون كل جرائمهم باسم الدين هم خوارج العصر، يتبعون خطى أسلافهم ممن كفَّروا الصحابة رضوان الله عليهم، وقتلوا عليا كرَّم الله وجهه. فهؤلاء الذين أعلنوا ما أسموه بالخلافة الإسلامية - وهى أصلا الخلافة التكفيرية - لم يكلفوا أنفسهم عناء تعلم الشريعة الإسلامية التى يزعمون تطبيقها.. ألم يقرأ هؤلاء التكفيريون حديث النبى صلى الله عليه وسلم الذى رواه البخاري ومسلم عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى سَرِيَّةٍ فَصَبَّحْنَا الْحُرَقَاتِ مِنْ جُهَيْنَةَ فَأَدْرَكْتُ رَجُلاً فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ. فَطَعَنْتُهُ فَوَقَعَ فِى نَفْسِى مِنْ ذَلِكَ فَذَكَرْتُهُ لِلنَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَقَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَقَتَلْتَهُ"، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا قَالَهَا خَوْفًا مِنَ السِّلاَحِ. قَالَ: "أَفَلاَ شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالَهَا أَمْ لاَ". فَمَازَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَىَّ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّى أَسْلَمْتُ يَوْمَئِذٍ". (اللفظ لمسلم).. فالنبى الكريم يلوم الصحابى الجليل أسامه بن زيد على قتله رجلا قال لا إله إلا الله، بينما لا يتورع المجرم الداعشى عن قتل رجل ينطق بالشهادتين زاعما تطبيق الشريعة الإسلامية.. فأى عقل يمكن أن يخدعه هذا الكذب؟!. إن أمر داعش ومثيلاتها من حركات الخوارج واضح جلى، فقد وصفهم النبى صلى الله عليه وسلم فى حديث رواه البخارى فقال: "..قَوْمٌ يَقْرَأونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ"، وما تخرج فتوى أحد رؤوس خوارج العصر بأنه لا توجد ضرورة للجهاد في فلسطين ودعواه فى المقابل للجهاد في سوريا والعراق عن وصف النبى لهم بأنهم "يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ".. فعند الخوارج أن اليهود أهل كتاب، بينما يستحق المسلمون القتل لأنهم مرتدين.. وقد صدق الإمام الحافظ بن كثير عندما قال عنهم فى البداية والنهاية: "إذ لو قَووا هؤلاء لأفسدوا الأرض كلها عراقاً وشاماً, ولم يتركوا طفلاً ولا طفلة, ولا رجلاً ولا امرأة, لأن الناس عندهم قد فسدوا فساداً لا يصلحهم إلا القتل جملة". وحتى لا يظن البعض أننا نتبع معهم نهج التكفير الذى يتَّبعونه معنا، أسوق قول علىِّ - رضى الله عنه - عندما سُئل عنهم: أكفار هم؟ قال: من الكفر فروا قيل: فمنافقون؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا، قيل فما هم؟ قال: هم قوم أصابتهم فتنة، فعموا وصموا، وبغوا علينا، وقاتلوا فقاتلناهم. لمزيد من مقالات عماد عبد الراضى