الأمر بدأ بمزاح سريع مع زميلين صحفيين شابين فى «الأهرام» هما إسماعيل جمعة وحازم أبو دومة حول أسباب اختفائهما خلال الأيام الماضية، ثم تطور لحوار جدى طويل حول دورة المراسلين العسكريين التى يحضرانها حاليا فى أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية. كانا قد عادا لتوهما من زيارة لمركز تدريب الصاعقة منبهرين مما شاهداه، وظلا يحدثانى عن مدى الجدية والروعة والانضباط فى هذا المركز، وأنهيا الحديث عن هذه الزيارة بجملة ما زالت ترن فى أذنى (أصبحنا والله - نشعر بالأمن لوجود مثل هؤلاء الرجال المؤهلين لمواجهة أصعب التحديات ضمن صفوف القوات المسلحة). وحدثانى عن صعوبة التدريبات التى يمر بها رجال الصاعقة لتهيئتهم، ومن بينها تدريب يستمر لأيام لا يذوقون فيه النوم مطلقا لإعدادهم لمعارك قد تستمر طويلا دون وجود فرصة للراحة أو النوم أو حتى التقاط الأنفاس. وامتد النقاش ليشمل أمورا أخرى من بينها جهاز الخدمات العامة للقوات المسلحة الذى يسهم فى توفير احتياجات الجيش ويقدم الفائض لأفراد الشعب بأسعار مقبولة، دون أن يؤثر ذلك على الكفاءة القتالية للقوات المسلحة، وانتهى الحوار بجملة كانت السبب وراء كتابة هذا العمود وهى (الجيش المصرى عظيم ولكن رجاله يفضلون العمل فى صمت.) والسؤال هو (لماذا فى صمت؟) من حق جميع الصحفيين المصريين وليس فقط المراسلون العسكريون أن يقتربوا من الجيش المصرى ليدركوا مدى عظمته، ولا أبالغ إذا قلت إن من حق جميع أفراد الشعب المصرى أن يعرفوا جيشهم مباشرة ليفخروا بإخوانهم رجال القوات المسلحة. أدعو القائمين على الإعلام العسكرى لتنظيم زيارات للصحفيين وطلاب المدارس والجامعات ومؤسسات الدولة المختلفة لمركز تدريب الصاعقة وغيره من وحدات القوات المسلحة ولو ليوم واحد فى السنة، لنتعرف عن قرب على درع الوطن فنرسخ العلاقة ويزداد الفخر. [email protected] لمزيد من مقالات سامح عبد الله