طالب رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون أمس بلاده بالتعاون مع دول مثل مصر والسعودية وتركيا، وحتى إيران، لمواجهة الخطر الذى يشكله تنظيم ما يسمى ب «دولة الإسلام فى العراق وسوريا»، قبل أن يصل هذا التنظيم إلى شوارع بريطانيا، بحسب تعبيره. وقال كاميرون فى مقاله الافتتاحى بصحيفة «صنداى تلجراف» البريطانية إن خطر الإرهاب لا يحاصر بريطانيا وحدها، بل يمتد ليشمل كافة أرجاء القارة العجوز. ودعا كاميرون بريطانيا إلى استخدام كل «قدراتها العسكرية» للتصدى لهذا التنظيم ، ولكنه أوضح أنه لا يستهدف بذلك تعزيز القوات البريطانية لمواجهة الإرهاب فى العراق، مبررا ذلك بأن الحرب المباشرة ليست السبيل الأوحد لدحر الإرهاب. وقال كاميرون: يتعين علينا وضع خطة أمنية محكمة طويلة الأمد، بالإضافة إلى خطة اقتصادية لوأد هذا السم المنتشر»، وأشار إلى أن بريطانيا وحدها لن تستطيع حل هذه المشكلة، بل إنه لابد من أن تتعاون مع دول الشرق مثل مصر والسعودية وقطر وتركيا، وحتى إيران، للقضاء على التهديد الإرهابي. كما حذر كاميرون من أن الغرب يواجه حاليا «صراع أجيال»، موضحا إنه اذا لم تتحرك بريطانيا لوقف هجوم هذه الجماعة الإرهابية البالغة الخطورة فستستمر فى بناء قوتها إلى أن تتمكن من «استهدافنا فى شوارع المملكة المتحدة». وأكد رئيس الوزراء البريطانى أن تلك الأفكار المسمومة التى ينشرها هذا التنظيم لا يمت للإسلام بصلة، لأنه لا توجد ديانة على وجه الأرض تدعو لمثل هذه الأعمال غير الإنسانية، وأضاف أن ما يحدث حاليا فى العراق وسوريا من قبل تنظيم الدولة الإسلامى ما هو إلا حرب بين المسلمين وعناصر متطرفة منبوذة من كافة أطياف وأديان العالم. ورسم كاميرون فى مقاله ملامح خطة لوضع حد لهذا الإرهاب المستشرى، بحيث تكون الخطوة الأولى توجيه رد عسكرى بإرسال تسليح مباشر للجيش الكردى ليواجه هذا التنظيم، وفى الوقت نفسه القضاء على كافة العناصر المجندة فى هذا التنظيم داخل بريطانيا، حيث تم إصدار أوامر بسحب الجنسية البريطانية من أى شخص متورط فى أعمال إرهابية أو يروج لأفكار متطرفة داخل الأراضى البريطانية وإلقاء القبض على أى شخص يجند عناصر جديدة للانضمام للتنظيم.