استكمالا للندوات الفنية، إستضافت «الأهرام» أسرة مسلسل «جبل الحلال» وهو العمل الذى كانت له بصمة مهمة بين مسلسلات رمضان حيث ظل شامخاً أمام رياح عاتية من مجموعة كبيرة من المسلسلات تجاوزت الأربعين عملا.. بتشكيلته الرائعة من نجوم أصحاب تاريخ فنى طويل على رأسهم الساحر الفنان القدير محمود عبد العزيز، بالإضافة إلى القصة الثرية بالتفاصيل التى أبدعها ناصر عبد الرحمن والإخراج المتميز للمخرج عادل أديب. بطل المسلسل محمود عبدالعزيز قال: منذ 18 عام وانا انوي تقديم «جبل الحلال»، وفي بدايات ناصر عبدالرحمن قام بعرضه علي كفيلم سينمائي ولم يكتمل العمل حتى النهاية لظروف انتاجية، لكن شخصية أبو هيبة ظلت عالقة في ذهنى، حتى ان ناصر نفسه كان قد نسي الشخصية لانه من النوع الذي يكتب وينسى ( اشار الى ناصر ضاحكا وسأله هل كنت تمتلك نسخة من سيناريو الفيلم؟ فأشار ناصر بالنفى)، لكنه كان متذكرا لحالة الشخصية وتركيبتها. وأضاف قائلا بحماس: شدتنى شخصية أبو هيبة لأنها مليئة بالتناقضات وتركيبة بها جوانب متعددة مابين الخير والشر وبها حالة انسانية فريده من نوعها ورؤيته للحلال والحرام واختلاف قناعات الناس حول الحلال والحرام. وعن تجهيزه للشخصية قال: أحب ان أجهز للشخصية التي اقدمها بضمير واهتمام كبير ، فاذكر انني في فيلم «جرى الوحوش» مثلا كنت اجسد شخصية منجد ، وذهبت الى قهوة المنجدين في الشرابية ورفضوا وقتها استقبالي لان احد الممثلين الزملاء الكوميديين تناول مهنتهم بسخرية واستخدم القوس كمكنسة وقلت لهم بأنني جئت اليهم حتى لا أقع في نفس الخطأ فاقتنعوا وجلست معهم من اجل معرفة المزيد حول مهنتهم وتركيبتهم وكذلك في «الكيت كات» جلست مع طبيب عيون كبير من اجل ان يجيبني على تساؤلات حول الشخصية فعرفت منه ان هناك فرقا بين من ولد كفيفا ومن فقد بصره وأن الكفيف مثلا ينتبه بتسليط اذنه نحو من يتكلم. وفي جبل الحلال، يقول الفنان الكبير، كانت شخصية أبو هيبة تحديا لى لتقديم شخصية الصعيدي بشكل مقبول في كلامه ،وكان الجميع حريصين على ذلك واكثرهم حرصا كان المخرج عادل اديب فلم يكن احد يمتلك حق ايقاف التصوير بعد المخرج سوى مصحح اللغة لحرص الاستاذ عادل على ان تكون اللهجة متقنة تماما، واحب التنوع والتحدي في تقديم الأدوار لذلك أتمنى أن يكون دوري القادم تاريخيا. وعن النقد الموجه للمسلسل يقول: لا يوجد شئ اكاديمي اسمه نقد تليفزيوني ، والعمل لا يمكن نقده الا بعد ان ينتهي ، فالفيلم لا يكتب عنه الا بعد ان يُشاهد حتى نهايته بعد ساعة ونصف، وكذلك المسلسلات يجب ان يُكتب عنها بعد ان تنتهي وهناك اشكالية هل يكتب عن المسلسل بشكل عام ام عن كل حلقة بتفاصيلها ، واستغرب ممن يكتبون نقدا حول مسلسلات بعد اربع او خمس حلقات. وعن الوضع السياسي في مصر قال محمود عبد العزيز: متفائل بالاوضاع في مصر بوجود الرئيس عبدالفتاح السيسي ويجب ان نعي ان القرارات التي يتخذها في صالحنا ويجب ان نصبر ونتحمل، وادعوا المتحذلقين في الاعلام لأن يراعوا الله فيما يقولون في هذه المرحلة حتى تمر بسلام. عن دورها في المسلسل قالت وفاء عامر: شخصية غنيمة ظلت ملتصقة بي ومرتبطة حتى بعد ان انتهي من التصوير ، ولاول مره كنت لا احب ان ينتهي التصوير واغادر الى المنزل لحبي للمكان والديكور والجو العام لفريق العمل وارتباطي بهم ، وغنيمة كانت شخصية صعبة وخصوصا في تقديسها لزوجها ، ولو عرض علي دور اقل او حتى «ربع» هذا الدور كنت ساوافق لمجرد وجود محمود عبدالعزيز وعادل اديب وناصر عبدالرحمن. وعن المسلسل قال المخرج عادل اديب:شرف لاي مخرج ان يعمل مع محمود عبدالعزيز وحلم لأى مخرج ان يرفع محمود عبدالعزيز سماعة الهاتف ليطلبه في عمل ، وانا استمتع بالعمل معه وظللت لمدة عامين اقنعه بالعودة للسينما حتى يشارك في فيلم «ليلة البيبي دول» و اقنعته وقتها بالرجوع. اما عن جبل الحلال فانا اعتبره عملا مهما وبه رسائل مطلوب توصيلها للمشاهد وخصوصا بعد ثورتين اصبح بعدها الكثير يحللون لانفسهم بعض الافعال والممارسات الخاطئة ، ووضحت رسالة المسلسل في الحلقة الاخيرة وخصوصا في جملة محمود عبد العزيز لابنة (خلقنا جبال من الحلال وهي خطأ ) ، وناقشنا ازمة القوانين التي تحمي الخطا وتحلل الحرام ، وكل شخصية في المسلسل لها هدفها ورسالتها وتمثل قطاعا في مصر، من خلال بيت ابو هيبة الذي كان مصر بشكل مصغر . ورغم ان المسلسل كان يحوي اكثر من 70% مشاهد خارجية وفي اماكن متعددة الا انني كنت مستمتعا بالعمل وسهل علي المهمة فريق العمل المحترف من مصورين وفنيين فنحن في مصر نمتلك امهر الفنيين في مجال الفن ويكفي ان شركات الانتاج في بولندا وسلوفاكيا وامريكا وغيرها كانوا يعرضون على الفنيين المصريين العمل معهم بعقود بعد ان شاهدوا مدى براعتهم في العمل. السيناريست ناصر عبدالرحمن قال : في البداية كنت متخوفا من فكرة تحويل الفيلم الى مسلسل ، واتاح لي فريق العمل حرية الابداع واطلاق مخيلتي لكتابة العمل كمسلسل وتحمس الاستاذ عادل اديب للعمل رغم تفاصيله الكثيرة ومشاهده الخارجية اعطاني ثقة واضاف : المجتمع لم يعد به اسرار ، كل شئ واضح ومكشوف وهو مابنيت عليه المسلسل كل الشخصيات واضحة منذ البداية وهو الاصعب في كتابة المسلسل لان الشخصيات واضحة ومكشوفه وكان الرهان على ابو هيبة وتحريكة للاحداث وظل المشاهد يتابع بشغف وبعض المشاهدين من خلال متابعتي لردود الافعال عبر مواقع التواصل الاجتماعي كانوا طوال المسلسل يحللون الشخصيات. وعن العرض الحصري قال ريمون مقار منتج المسلسل: العرض الحصري لايؤذي العمل بل يطيل من عمر العمل ، فعرض العمل في قناة واحده يعطي فرصة لمشاهدة العمل لمتابعي القناة التي يعرض عليها وفي العرض الثاني تجد المشاهد يبحث عنه فيُشاهد ، والبضاعة التي لا تتوفر بكثرة هي الاكثر اقبالاً، وانتاجيا العرض الحصري عائده اكبر في العرض الاول. محمد عبد العزيز الذي شارك في العمل منتجا وممثلا قال : فيما يخص الانتاج، اسم محمود عبد العزيز لا يضاره العرض الحصري او غير الحصري لان النجوم الكبار يبحث عنهم المشاهد اينما كانوا ، ولا تطلب القنوات المسلسلات الحصرية سوا للنجوم الكبار فقط وعن تجربتة في التمثيل قال : جاء الموضوع «بظروفه» ولم اسع للتمثيل لانني مشارك في انتاج المسلسل ولكن الدور استهواني ورشحني له المخرج والمؤلف ، وكنت اتفادى العمل في التمثيل مع والدي لوجود ازمة في تمثيل ابناء الفنانين ومايقال عنهم بعد كل عمل يقومون به وقررت تجاوز الاقاويل وان اعمل ما أرضى عنه وما يناسبني وحول الهجوم المتكرر ل كريم محمود عبدالعزيز واتهامه بانه يمثل كونه ابن محمود عبد العزيز قال: رغم ان بدايتي كممثل لم تكن مع والدي الا نه حتى الان يقال انني امثل لان والدي محمود عبد العزيز ،ولا يعلم من يهاجمونني بان اول عمل لي كان في مسلسل «رجل في زمن العولمة» بعيدا عن والدي، وعملت ونجحت بعيدا عن والدي في مسلسلات كثيره ، واول عمل مع والدي كان دورا قصير جدا ، ويكفيني ان افلامي السينمائية بعيدا عن والدي نجحت الحمد لله ، والمنتجون في السينما لا يجاملون اي شخص مهما كان اسمه ، وكذلك الجمهور لاينزل من بيته ويقطع تذكره الا لو كان العمل وابطاله يعجبونه وليس مجاملة لاحد، والمنتجون معيارهم الوحيد النجاح والايرادات ، واخر افلامي عش البلبل حقق ايرادات عالية حوالي 12 مليونا رغم عرضه وقت الحظر. (وهنا قاطعه محمود عبد العزيز قائلا: صدقا لم اساعده في بداياته رغم انني وجدت فيه ملكة التمثيل منذ ان كان عمره سبع سنوات ، لايمكن ان تفرض في الفن اي شخص بالقوه حتى لو كان ابنك). وقال كريم اول عمل قمت به كان اغلب هم النقاد هو عقد مقارنة بيني وبين والدي!! كيف يضعوني في مقارنة مع محمود عبد العزيز في اول عمل او حتى ثاني عمل ، ولكن لم اعد اهتم بمن ينقدوني لمجرد ان والدي فنان واصبح همي هو العمل فقط دون الالتفات لمثل هذا الكلام ، واركز في عملي وارصد ردود الافعال داخل صالات السينما وعندما اجد الجمهور يضحك اكون راضيا عن نفسي لانني اوصلت وفي جبل الحلال اقسم بالله رفضت ثلاثة اعمال من اجل مسلسل جبل الحلال لانه كان الافضل بينهم وقالت ياسمين عن دور صافي في مسلسل جبل الحلال: شخصية صافي كانت قريبة جدا مني ، واعتبر نفسي محظوظة لان يكون اول عمل درامي اقوم به مع العملاق محمود عبد العزيز وعادل أديب وناصر عبدالرحمن، فلم اكن احلم ان اصل لهذه المرتبة بعد اول عمل اشارك فيه ، وكنت مبهورة بفريق العمل والجو العام للمسلسل والجميع ساعدوني اثناء التصوير ولم يبخلوا علي بالنصائح ، وقال فرق العمل ان اختيارهم لياسمين للقيام بدور صافي كان بإجماع الجميع.