بدأت أمس المحادثات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى فى مقر جهاز المخابرات المصرية برئاسة الوزير محمد فريد التهامى من أجل العمل للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار شامل ودائم فى قطاع غزة لتهيئة الأجواء أمام تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية اللازمة وإصلاح البنية التحتية فى القطاع. وكان وفد إسرائيلى رفيع المستوى قد وصل الى القاهرة أمس قادما على متن طائرة خاصة من تل أبيب فى زيارة قصيرة لمصر تستغرق عدة ساعات يلتقى خلالها مع كبار المسئولين الأمنيين المصريين لاستكمال مباحثات التوصل إلى اتفاق دائم للتهدئة فى غزة . وقالت مصادر مطلعة إن الوفد برئاسة يورام كوهين رئيس المخابرات الإسرائيلية وعضوية فولى موردخاى رئيس هيئة التنسيق والتعاون السابق فى الإدارة المدنية الإسرائيلية والجنرال عاموس جلعاد رئيس الهيئة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع الإسرائيلية والجنرال نمرود شيفر رئيس قسم التخطيط فى الجيش. وأضافت المصادر أن الوفد الإسرائيلى سيلتقى كبار المسئولين الأمنيين المصريين الذين يتولون إدارة المباحثات غير المباشرة بين وفد الفصائل الفلسطينية والوفد الاسرائيلى واستكمال المباحثات للتوصل إلى اتفاق دائم للتهدئة بين الفلسطينيين وإسرائيل. وطالب عزام الأحمد رئيس الوفد الفلسطينى - فى تصريح له قبيل الاجتماع - الوفد الإسرائيلى بعدم المماطلة واستغلال كل دقيقة، خاصة أنه لا يوجد مطالب جديدة للفلسطينيين، وقال إن كل ورقتنا التى قدمناها ليس أكثر من استعادة آليات العمل لإعادة شريان الحياة الى قطاع غزة وفق ما كان معمولا به قبل الانقسام. وفى القاهرة، أجرى الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية مباحثات أمس بمقر الامانة العامة للجامعة العربية مع روبرت سيرى المنسق الدولى الخاص لعملية السلام بالشرق الاوسط فى إطار الجهود الرامية لتثبيت وقف دائم لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلى فى غزة، وبحث الجانبان نتائج اجتماعات الفصائل الفلسطينية والجانب الاسرائيلى مع المسئولين المصريين لتثبيت وقف إطلاق النار فى غزة. كما بحث العربى خلال جلسة مباحثات أمس بمقر الجامعة مع الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية آخر تطورات مفاوضات التهدئة بين الوفدين الفلسطينى والإسرائيلي. ودعا عريقات الجامعة العربية لإجراء اتصالات مكثفة مع الدول الكبرى والأمم المتحدة لفتح جسور برية وبحرية وجوية لإيصال المساعدات العاجلة للشعب الفلسطينى فى غزة من مواد غذائية وأدوية ومساكن سابقة التجهيز خلال فترة زمنية محددة بسبعة أيام يلتزم خلالها الجانبان بالتهدئة مع استمرار المفاوضات بالقاهرة للتوصل لاتفاق نهائى، وذلك ردا على السلوك التفاوضى الابتزازى لإسرائيل خلال الأيام الأخيرة. يأتى ذلك فى الوقت الذى يسود فيه هدوء حذر بقطاع غزة مع دخول التهدئة المؤقتة لمدة ثلاثة أيام برعاية مصرية حيز التنفيذ منذ منتصف الليلة قبل الماضية, وسط تحليق لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية فى أجواء القطاع. وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها مع ساعات الصباح الأولى، حيث فتحت المحال التجارية أبوابها, فى حين توجه نازحون من سكان المناطق الحدودية إلى تفقد منازلهم بعد أن تركوها قسرا ولجأوا لمدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «أونروا». ومن جهتها، تواصل طواقم الدفاع المدنى والإسعاف البحث عن جثامين شهداء تحت ركام المنازل التى هدمها الاحتلال الإسرائيلى على رؤوس ساكنيها. وأصدرت سلطة النقد الفلسطينية (البنك المركزي) تعليماتها لجميع فروع المصارف العاملة فى قطاع غزة بأن تبدأ تقديم خدماتها المصرفية للجمهور اعتبارا من الساعة العاشرة وحتى الثانية ظهرا. وفى رام الله، استشهد شاب فلسطينى وأصيب 8 آخرون خلال اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلى صباح أمس بلدة قبلان بنابلس شمال الضفة الغربيةالمحتلة.