كان خبر وفاة استاذى ومعلمى محمد السعدنى بمثابة الصاعقة التى اصابتنى خاصة اننى كنت خارج مصر و قرأت خبر وفاته عبر الفيس بوك بالصدفة البحته ، وذلك بعد الوفاة بعدة أيام لعدم وجود الانترنت وبهذا الخبر استطعت معرفة سبب عدم رده على الموبايل عندماً اتصلت به لكى اهنأه بعيد الفطر المبارك، ولكنه لسوء حظى لم يرد على التليفون واعتقدت انه بحالة سيئة بسبب عشقه لمؤسسة الاهرام بيته الذى كان يقضى به وقته اكثر من منزله بعد أن جاء وقت الراحة والإحالة للمعاش .. وهذا هو حال كل اهرامى للآسف .. ويبدو أن هناك سر لا نعرفه وراء الحب والإنجذاب بين الاهراميين وهذا المكان. ما هو السر وراء عشق هذا المكان إلى الحد الذى يودى بحياة كثير ممن يفارقونه بمجرد شعورهم بالابتعاد عن هذا المكان؟ لم استطيع أن اكتب الكلمة التى نعرفها جميعنا عن الذين يتوفون هنا ، لانى لم أصدق ما حدث حتى الآن، لكنى أتذكرالايام الاخيرة قبل توقفه عن ممارسة المهنة عندما دخلت مكتبه وكان معه عدد من الزملاء له وتحدثت عن كآبه المكان بعد رحيل عدد من الأساتذة الكبار الذين تعودنا عليهم ونحبهم ووجدته يقول بشجاعة وانا كمان هاطلع معاش الشهر القادم. وهذه كانت مفاجأة لى صادمة ولكنه قال ايه يعنى لما نطلع معاش ونرتاح وشككت فى هذه القوة التى يتحدث بها هل هو فعلا لا تفرق معه أن يبتعد عن معشوقته الاهرام ، ام انه يتماسك وهو مجرد كلام ولكن الزمن للآسف أتانا بالحقيقة المؤلمة ليؤكد لنا انه كان يتماسك ويظهر انه قوى. لدي الكثير لأكتبه عن الاستاذ محمد السعدنى ولا يكفيه مقال ولا اثنين ولكن ما أود قوله هنا هو أنه لم يمت بل هو عايش ليس بمقالاته لا هذا كلام معتاد يقال عن كل كاتب ، لكنى أرى انه عايش بأفعاله التى كانت تتصف بالشهامة والرجولة فى تصرفاته وابوته وصدقه واحترامه لكل واحد يعمل معه. لدى الكثير والكثير من مواقف انسانيه معه اظهرت معدن هذا الرجل الذى لم اجد مثله وحتى كتابة اخر كلمة لم اصدق وفاتك استاذ محمد السعدنى ، فانت عايش بافعالك التى أرجو أن تشفع لك عن وتكون نورا لك فى الأخرة .. رحمك الله يا أستاذي وأدخلك فسيح جناته .. ربنا يرحمك يارب أمين . [email protected] لمزيد من مقالات شادية يوسف