لعل مصيبة العرب الكبري أن البعض منهم مازال يتصور أنه يمكن أن يكون بمنأي عن حزمة التحديات والمخاطر التي أدت إلي ضرب وتفكيك الجيوش العربية في سوريا والعراق وليبيا واليمن ثم بلغت ذروتها في أزمة العدوان الإسرائيلي الوحشي الأخير ضد قطاع غزة وانكشاف هشاشة النظام العربي ! ولأن هذا هو حال الأمة العربية منذ جريمة الغزو العراقي للكويت في 12 أغسطس عام 1990 فقد بقي حلم التكامل الاقتصادي مجرد حبر علي ورق رغم مرور أكثر من نصف قرن علي تبني مصر والرئيس الراحل جمال عبد الناصر لهذا الحلم في حين أن الأمم والشعوب الأخري التي لا تجمعها وحدة اللغة ووحدة التراث ووحدة المصير ووحدة العقيدة استطاعت خلال فترة زمنية مماثلة أن تقيم أسواقها المشتركة وأن تنطلق نحو بناء وحدتها السياسية الكاملة. ولست أتجاوز الحقيقة إذا قلت إن خطر أزمة غياب الأمن والاستقرار واحتدام الصراعات الداخلية في العديد من الدول العربية خصوصا في سوريا والعراق وليبيبا يكاد يتجاوز مخاطر العجز عن إقامة سلام عادل وشامل مع إسرائيل وذلك التحدي لا يمكن فصله عن ثلاثة تحديات راهنة هي التحدي المتعلق بكيفية قراءة معطيات المواقف الدولية البازغة خصوصا روسيا والصين والمعارضة لانفراد الولاياتالمتحدة بتوجيه دفة السياسة الدولية، والتحدي الخاص باستمرار غياب العدالة في السياسات الدولية تجاه القضايا العربية تحديدا وذلك بسبب انحياز «أمريكا» لإسرائيل وما يترتب علي هذا الانحياز من ازدواجية المعايير... ثم التحدي الأشمل المتمثل في توحش التكتلات الاقتصادية الضخمة علي المستوي الدولي... فضلا عن المجاهرة بحق التدخل المباشر والقول بحق تسليح المعارضة في أي بلد عربي يراد الانقضاض عليه في ظل عجز وصمت عربي مريب! و سؤال فوق سؤال... و الكرة في ملعب الجميع من حكومات وتنظيمات وهيئات ومؤسسات ومثقفين ومفكرين وأكاديميات وجامعات لأن السؤال موجه في الأساس للعقل والضمير العربي... ولكن المهم هو السعي بجد للإجابة عن كل الأسئلة المطروحة علي الجميع منذ 24 عاما مضت بالتمام والكمال! خير الكلام: يزداد الغرور مع ازدياد الجهل ! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله