أثلج صدور فنانى الحركة التشكيلية المصرية فوز اثنين من نجومها بجوائز الدولة فى الفنون، تتويجا لتاريخهما الحافل ولمسيرة عطائهما الزاخرة فى هذا المجال ولدورهما فى إثراء الحركة بأعمالهما ونشاطهما المتعدد والذى تعدى حدود العمل الفني. فاز فنان الكاريكاتير أحمد طوغان بجائزة النيل والفنان الناقد عز الدين نجيب بالجائزة التقديرية فى الفنون. طوغان: قررت التبرع بجزء من الجائزة للشعب ماهر بدر يعد أحمد طوغان من جيل رواد فن الكاريكاتير حيث تجاوز الثمانين عاما مواليد القاهرة شارك فى الحياة السياسة فى شبابه إيمانا منه بالثورة وحق الشعوب فى الحرية والحقوق الانسانية شارك فى ثورة الجزائر واليمن وسافر الى بلدان اخرى لمآزرتها والوقوف بجانب شعوبها مثل يوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا وإيطاليا وفرنسا وله العديد من المعارض الخاصة ، عمل مستشارا فنيا بدار التحرير للطبع والنشر ورساما للكاريكاتير فى الصحف المصرية منذ عام 1946 وحتى الأن يعمل رساما بجريدة الجمهورية حيث شارك فى تأسيسها ويشغل منصب رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير ومن مؤلفاته كتاب «قضايا الشعوب» أصدرته دار التحرير عام 1975 والذى كتب مقدمته الرئيس الراحل محمد أنور السادات فاز بجائزة وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى وجائزة على ومصطفى أمين وأيضا على المستوى الدولى فاز بالجائزة الثانية فى مسابقة الكاريكاتير لحقوق الانسان من الأممالمتحدة. وحصل مؤخرا على جائزة النيل فى الفنون والتى كانت بمثابة تتويج لتاريخة الفنى ونضاله السياسى وعن فوزه بالجائزة قال طوغان: فرحتى وسعادتى لا تقدر بثمن واعتبرها تقدير لفن الكاريكاتير ورساميه بشكل عام وهو الفن الجميل الراقى الذى نجح فى التلاحم مع قضايا وهموم الشعوب حتى أصبح من أهم قرنائه خاصة الشعب المصرى لأنه شعب يميل للفكاهة بطبعه ومنه نقتبس أفكارانا ونوادرنا لذلك قررت التبرع بجزء كبير من الجائزة للشعب المصرى لأنه السبب والدافع بل والشريك الأول لأى وسام أو جائزة تمنح لأى فنان. وفى نهاية حديثنا معه طالب الفنان تواصل رعاية الدولة للرسامين وأعطائهم مناخا للحرية فى التعبير لأنهم دائما أبدا لسان حال الناس وعن وأهمية إقامة متحف للكاريكاتير مثله مثل باقى الدول المتقدمة والراعية للفن قال لابد من ان يكون فى القاهرة متحف لهذا الفن لان القاهرة هى عاصمة الفنون بالعالم العربى ولترويجه ومعرفة الناس بتاريخه وتاثيرة فى تاريخ مصر فالفن التشكيلى الوحيد الذى لايحتاج الى وسيط للوصول لقلب متلقية وحتى يتطور ويتقدم ويساير الثورة التكنولوجية القائمة والقادمة .
عزالدين نجيب:الجائزة ارتبطت بحراك وطنى سياسي حنان النادي سنوات من العطاء، لأكثر من خمسين عاما، قضاها الفنان عزالدين نجيب فى نضال فنى وثقافى وسياسي، هو فنان بدرجة مبدع، ومثقف ساهم فى إنشاء وتأسيس جمعيات وقصور ثقافية، وله العديد من المؤلفات، اعتقل سياسيا عدة مرات، زادته قوة وصلابة، توجت مسيرته أخيراً بفوزه بجائزة الدولة التقديرية فى مجال الفنون. ولد نجيب بمحافظة الشرقية عام 1940 وتخرج فى كلية الفنون الجميلة قسم تصوير عام 1962، لعب دورا مهما فى تأسيس نقابة الفنانين التشكيليين، اتحاد الكتاب المصريين، جمعية نقاد الفن التشكيلي، لجنة الدفاع عن الثقافة القومية، قصور ثقافة الأنفوشى وبورسعيد وكفر الشيخ، والجمعية المصرية لأصدقاء المتاحف، ومجمع الفنون بمدينة 15 مايو، ومؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية أصالة لرعاية الفنون التراثية المعاصرة، وأسس مركز الجرافيك بوكالة الغوري. أقام عددا كبيرا من المعارض الخاصة والجماعية داخل وخارج مصر، أثرى المكتبة الفنية بالعديد من المؤلفات منها موسوعة الفنون التشكيلية، التوجه الاجتماعى للفنان المصرى المعاصر، أنشودة الحجر، فنانون وشهداء، الإبداع والثورة، مواسم السجن والأزهار ورسوم الزنزانة. يقول الفنان: لم احصل أو أترشح من قبل لأى من جوائز الدولة، وحصولى على جائزة الدولة التقديرية بمثابة قفزة للأمام، والتى رشحنى لها أتيليه القاهرة، وكان من الصعب أن أنال اى جائزة فى زمن سابق لوجودى دائما بمركز المعارضة للنظام، ومن دواعى سعادتى ارتباط الجائزة بحراك وطنى وسياسى وديمقراطى يؤمن بمبدأ تكافؤ الفرص وتحقيق العدالة لمن حرم منها. وهناك عدة محاور كانت سببا فى الحصول على الجائزة أولها تاريخه كفنان تشكيلى ثم دورى كناقد فنى وكذلك العمل الثقافى العام الذى قضيت فيه سنوات طويلة، ورعاية الحرف التقليدية، والنضال من أجل حرية التعبير وحرية المثقفين والذى كان سببا فى اعتقالى عدة مرات.