أكدت الدكتورة مارتين بيكار رئيسة الجمعية الأوروبية للأورام أن هناك مشكلات عديدة للعلاجات الموجهة, فرغم ما تمثله من بادرة أمل لعلاج مرضي الأورام إلا أنها مكلفة جدا خاصة للدول النامية, وتمثل عبئا اقتصاديا ضخما علي المريض وميزانيات الصحة, وتنصح بتطوير تقنيات دلالات الأورام ومدي استجابتها للعلاجات الموجهة, بحيث يمكن للأطباء تحديد العلاج الأمثل لكل مريض علي حدة, ولا يتم منح الدواء إلا لمن سيستجيب له, كما توصي ببدء العلاجات الموجهة مبكرا مع العلاج الكيميائي وعدم الانتظار حتي تتأخر الحالة وينتشر الورم خارج منطقة الثدي والغدد المحيطة, وتؤكد أن الوقت مازال مبكرا للحديث عن علاجات جينية للأورام. وبيكار التي ترأس قسم الأورام بمركز جول بوردي ببلجيكا, واحدة من أهم أطباء علاج الأورام في العالم, حيث نشرت خلال الثلاثين عام الماضية العديد من الأبحاث حول التطبيقات العلاجية المختلفة للسرطان, وخاصة أورام الثدي.. وفي زيارتها للقاهرة, كان هذا الحوار: مازال علاج الأورام يمثل تحديا امام الأطباء, رغم الحديث عن الأبحاث الكثيرة والعلاجات الجديدة؟ هناك بالفعل تحديات يواجهها أطباء الأورام, سواء في المجال البحثي أو العلاجي, في ظل التوجه العالمي اليوم الذي يهدف الي شخصنة علاجات الأورام, أي دراسة حالة المريض بصورة مفصلة وتوفير العلاج الأمثل والأفضل له, هذا الأمر لا يعتمد فقط علي اختيار الأدوية الحديثة مثل العلاجات الموجهة والتي تعد مكلفة بدرجة كبيرة, ولكن الأهم من ذلك تطوير تقنيات الكشف وتحديد نوع وطبيعة الورم وأي العلاجات ستكون أكثر فاعلية في شفاء المريض. كلفة العلاجات الموجهة تظل عقبة أمام المرضي, وهل تعتبرينهاعلاجا أمثل لأورام الثدي؟ هناك مشكلات عديدة للعلاجات الموجهة, فرغم ما تمثله من بادرة أمل لعلاج مرضي الأورام, إلا أنها مكلفة جدا خاصة للدول النامية, وفي بعض الحالات نحتاج لمنحها للمريض لمدة طويلة قد تصل الي عام لتجنب ارتداد الورم, وهذا شق اقتصادي في العلاج يحتاج إلي طرحه للنقاش, أما بالنسبة لأورام الثدي, فنجد أن أشهر الأنواع والأكثر انتشارا هي ما نشخصه بوجود نسبة عالية من بروتينHER2 علي سطح الخلايا المصابة, هذا النوع من الأورام يمثل20% من مجمل إصابات أورام الثدي, ومن خلال الأبحاث وجدنا أنه عند منح المريضات العلاج الموجه, فإن نسبة الاستجابة تحدث ل50% من الحالات فقط, وللأسف لا نعرف إلي الآن لماذا لا تستجب باقي الحالات الأخري للعلاج, ما يستدعي مزيدا من البحث حول العوامل الوراثية والبيولوجية التي تجعل حالات أكثر استجابة عن غيرها. هل هناك خطط بحثية أخري لتحسين معدلات الاستجابة للعلاج الموجه؟ نعم قمنا مؤخرا بعمل دراسة أخري علي بعض الحالات المتأخرة من الإصابة, بمنحهن نوعين من العلاجات الموجهة بدلا من نوع واحد, ووجدنا أن درجة الاستجابة تتحسن. إلا يعني ذلك رفع معدلات السمية والآثار الجانبية التي يسببها العلاج الموجه من تأثير سلبي علي عضلة القلب وضغط الدم؟ في حقيقة الأمر هذا لم يحدث, حيث كانت معدلات سمية الدواء ثابتة وبنفس تأثير منح نوع واحد فقط من العلاج, واللافت في الأمر أننا أجرينا هذه التجارب البحثية علي حالات قبل عمليات إزالة الورم ووجدنا أن حجم الورم تقلص بدرجة كبيرة, إلا أننا مازالنا في مرحلة التجارب, ولايمكننا تعميم هذا الأسلوب العلاجي بعد. أثير في2011 جدل دولي حول أحد العلاجات الموجهه بيفاسيزوماب وجدواه, خاصة بعد أن رفضته هيئة الغذاء والدواء الأمريكية كعلاج لسرطان الثدي, ماهو تعليقك ؟ في حقيقة الأمر, قبل العام الماضي كان هذا الدواء معترف به في أوروبا والولايات المتحدة ومازال يستخدم في دول أوروبا ونحن في الجمعية الأوروبية للأورام لم نرفضه, أما في أمريكا فلقد أظهرت دراساتهم أنه ليس فعالا, وفي رأيي الشخصي أري أن هذا الدواء تحديدا أقل إبهارا إذا قارناه بباقي العلاجات الموجهة لسرطان الثدي, فهو قد يؤخر نمو الورم عند بعض الحالات, إلا أنه بشكل عام لا يطيل من فرص حياة المرضي, كما أن آثاره الجانبية أمر مختلف عليه. ما هي نصيحتك لمصر وللدول النامية التي تعاني من التكاليف المرتفعة للعلاجات الموجهة؟ أعتقد أن أهم مايجب أن يشغل اهتمام العلماء ومتخذي القرار في مصر والدول النامية هو تطوير تقنيات دلالات الأورام ومدي استجابتها للعلاجات الموجهةbiomarkers, بحيث يمكن للأطباء تحديد العلاج الأمثل لكل مريض, ولا يتم منح الدواء إلا لمن سيستجيب له, بالإضافة إلي ذلك يجب منح العلاجات الموجهة مبكرا مع العلاج الكيميائي ولا ننتظر حتي تتأخر الحالة وينتشر الورم خارج منطقة الثدي والغدد المحيطة, فهذا الأمر سيسهم في الحد من نمو الورم أو عودته مرة أخري. الي جانب العلاجات الموجهة كيف ترين العلاجات الجينية؟ أعتقد أننا بعيدmن في الوقت الراهن عن توفير علاجات جينية, وكل ما هو متوافر هو التحليل الجيني لاحتمال إصابة سرطان الثدي, وهو التشخيص المعروف باسمBRACA1 وBRACA.2 وفي حقيقة الأمر فإن وجود هذا الخلل الجيني يتطلب من الأطباء متابعة الحالة عن كثب, لكنه لايعني أن السيدة التي تحمل هذا الخلل الجيني ستصاب بالورم, كما أنه لايعني أن السيدات اللاتي لايحملن هذا الخلل الجيني لن يصبن بالورم, لذلك من المهم إجراء الكشف الدوري للسيدات خاصة لمن لهن تاريخ وراثي مع المرض.