بعد انفجار سيارة الإرهابيين بمنطقة الصف بقليل، ضبطت أجهزة الأمن سيارة أخري، حيث كانت السيارتان فى طريقهما لتنفيذ عمليات إرهابية لتفجير أبراج الضغط العالى بمحطة كهرباء الكريمات التى تعد من أكبر محطات الكهرباء فى مصر ضمن مخطط إرهابى هدفه تعطيل الحياة بمصر من خلال إطفاء نورها وتحويل ليلها إلى ظلام دامس فى محاولة للعودة للخلف، وعلى الرغم من نجاح بعض تلك المحاولات الغادرة إلا أنها باءت بالفشل، فمصر ستظل مضيئة بنور ربها مركزا للإشعاع والتنوير لكل من حولها. لكن الحادث كان ناقوس خطر يدق بأن منطقة جنوبالجيزة أصبحت بؤرة ومركزا لتصدير الإرهاب والعناصر الخطرة، وهو ما يجب أن تتنبه له الاجهزة الأمنية، فمنذ انتخابات الرئاسة التى نجح فيها الرئيس المعزول محمد مرسى وانتخابات مجلسى الشعب والشورى السابقين، كانت تلك المنطقة داعما أساسيا للإخوان، بل إنه بعد فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة كانت هى أكثر المناطق التى شهدت أعمالا عدائية وحوادث إرهابية حتى إن معظم إن لم يكن كل مراكز وأقسام الشرطة قد تم إحراقها وتدميرها بالكامل وهى خمسة مراكز دمرت بالكامل بالإضافة إلى المنشآت الحكومية الأخري التى تعرضت للاقتحام وأعمال السلب والنهب، حيث تم اقتحام مركز شرطة أطفيح وتحطيمه بالكامل بل تم هدمه، كما تعرض مركز شرطة الصف أيضا للحرق والسلب والنهب ومجلس مدينة الصف، وفى العياط قامت العناصر المتطرفة باقتحام مركز شرطة العياط وسلب ونهب كل ما به ثم قاموا بإشعال النيران به، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا باقتحام مبنى النيابة والمحكمة وسرقة ملفات عشرات القضايا، وهو ما حدث فى مركز شرطة البدرشين الذى حرق بعد سرقة محتوياته، أما مركز شرطة الحوامدية فقد تعرض للحرق ثلاث مرات متتالية منذ أحداث فض إعتصامى رابعة العدوية والنهضة حتى أصبحت منطقة جنوبالجيزة لا يوجد بها قسم شرطة واحد نجا من الدمار. وطوال الفترة الماضية كانت تلك المناطق هى المصدرة للعناصر التى كانت وراء الكثير من العمليات الإرهابية التى استهدفت أمن واستقرار الوطن، بالإضافة إلى المحاولات العديدة التى شهدتها تلك المناطق منها ما نجح كتفجير وتحطيم عدد من أبراج الضغط العالى بمنطقة الصف وأطفيح، ومحاولة اغتيال رئيس مباحث الصف السابق، وحرق فيلا المهندس ممدوح حمزة بالعياط، بالإضافة إلى اغتيال أفراد وقوات نقطة تأمين منطقة سقارة الأثرية بالبدرشين، كما تم استهداف سيارات الشرطة عدة مرات والاعتداء على ضباط فى أثناء سيرهم بسياراتهم الخاصة وإشعال النيران بها أكثر من مرة. كما أن تحقيقات رجال الأمن كشفت عن أن عددا من العمليات التى تم تنفيذها خلال الفترة الماضية كان وراؤها عناصر ينتمون إلى مناطق جنوبالجيزة، كحادث تفجير سنترال أكتوبر الذى تبين أن منفذيه يقطنون بمنطقة أطفيح والصف، وضبط آخر من العياط حاول وضع عبوة ناسفة أمام أحد البنوك بالدقى ليتبين أنه مدفوع من قبل نجلى عضو سابق بمجلس الشعب ينتمى للإخوان، وعلى الرغم من نجاح رجال الأمن بالجيزة فى ضبط عدد من الخلايا الإرهابية والعناصر المتطرفة بالإضافة إلى المتورطين فى الاعتداء على مراكز الشرطة والأقسام والمنشآت الحكومية، فإن تلك المناطق لاتزال بيئة خصبة لانتشار الفكر المتطرف والعناصر الإرهابية. وفى محاولة لتحليل أسباب ذلك، أوضح مصدر أمنى أن تلك المنطقة تنتشر بها تجارة الأسلحة، بالاضافة إلى البطالة وقلة الخدمات الموجودة بها مما يعرض الشباب لأن يقعوا فى شباك أصحاب الفكر المتطرف وسهولة تجنيدهم، بالإضافة إلى وجود مساحات واسعة من الصحراء سواء الشرقية أو الغربية والتى أصبحت مأوى للهاربين والخارجين على القانون فقد كان معظم معتصمي ميدان النهضة من تلك المناطق، بل إنها كانت أشد المناطق تضررا عقب فض الاعتصام به بالإضافة إلى وجود عدد كبير من العناصر الإجرامية التى كانت وراء العديد من عمليات السرقة بالإكراه والسطو المسلح على العديد من المنشآت والمحال والبنوك ومكاتب البريد التى شهدتها القاهرةوالجيزة والذين يتخذون من المناطقة الصحراوية بالصف والعياط مأوى لهم بعيدا عن أعين رجال الأمن، وهى فى الوقت نفسه قريبة من القاهرةوالجيزة مما يسهل عليهم ارتكاب جرائمهم والعودة إليها بسرعة وهم من يسهل استخدامهم من قبل العناصر الإرهابية، سواء فى تنفيذ عمليات إرهابية أو الحصول على الأسلحة منهم، حيث تشتهر تلك المناطق بانتشار تجارة الأسلحة بكل أشكالها وأنواعها. وقد تمكن رجال الأمن من ضبط العديد من المتورطين فى عمليات السطو المسلح إلا أن تلك المنطقة لا يزال بها عدد كبير من تلك العناصر وتحتاج إلى عمليات اقتحام موسعة كتلك التى تتم فى سيناء بحيث يشارك الجيش والشرطة بها للقضاء على البؤر الإجرامية بالإضافة لرصد العناصر المتطرفة التى ترعى فكرا إرهابيا هداما، كما ينبغى رصد القيادات الإرهابية الموجودة بها ومدى وقوفهم خلف تلك الأحداث وأوضح المصدر أن المنطقة الصحراوية بالصف والعياط هى أكبر مركز لتجميع السيارات المسروقة وتخزينها والتى يتم استخدامها فى العمليات الإرهابية حيث إن عصابات السطو المسلح والسرقة بالإكراه الموجودة بها تستولى على تلك السيارات وتفاوض أصحابها على إعادتها مقابل دفع مبالغ مالية، كما أنها تقوم ببيع بعضها للعناصر الإرهابية لاستخدامها فى تنفيذ العمليات التى يقومون بها وهو ما أكدته التحقيقات فى معظم العمليات الإرهابية التى تمت خلال الفترة الماضية حيث إن السيارات المستخدمة بها تبين أنها مسروقة حتى لا تكون خيطا للوصول لتلك العناصر.