تجددت الاشتباكات أمس فى محيط مطار العاصمة الليبية طرابلس أمس، حيث هاجم مسلحون المنطقة مستخدمين أسلحة صغيرة وثقيلة، فى وقت توقفت فيه عمليات إخماد حريق خزانات النفط نتيجة عودة القصف، فى حين سمع دوى العديد من الانفجارات فى وسط المدينة. وانهارت الهدنة الهشة بين المليشيات المتحاربة فى منطقة محيط المطار، ووقعت معارك عنيفة فى مناطق الثوانى وجنزور والسراج والكريمية وقصر بن غشير. وأدت عمليات القصف العشوائى إلى مقتل ثلاثة أطفال وسيدة فى منزلهم بمنطقة الثواني، وهدم المنزل عليهم جراء سقوط صاروخ. فيما تواصلت عمليات الاقتتال و المعارك فى مدينة بنغازى بين قوات الجيش الليبى والصاعقة من جانب، وقوات أنصار الشريعة ودرع ليبيا من جانب آخر، حول العديد من المعسكرات. وفى هذه الأثناء، أكد العميد ركن صقر الجروشى مدير السلاح الجوى لغرفة عملية «كرامة ليبيا»، أن مقاتلات سلاح الجو الليبى شنت غارات جوية على مواقع للمتشددين بمدينة أجدابيا. وأضاف أن المواقع تم استهدافها نظرًا لتواجد الجماعات الإسلاميَّة المتشددة بتلك المواقع، موضحا أن عددا من المسلحين يقاتلون فى بنغازي، ويعودون أدراجهم فجرًا وهو ما يجعلهم هدفًا لسلاح الجو. وأوضح الجروشى أنه سيتم استهداف أى أرتال عسكرية لا تتبع الجيش الليبي، محذرا كافة المواطنين من تأجير المخازن والمنازل للجماعات الإسلامية المتشددة لأنها تستخدم كمخازن للسلاح والذخيرة، مما يجعلها هدفا لمقاتلات سلاح الجو. يأتى ذلك فى وقت، تتواصل الاستعدادات بمدينة طبرق الحدودية مع مصر من أجل عقد الجلسة الأولى للبرلمان الليبى الجديد، رغم اعتراض رئيس المؤتمر الليبى على الموعد المقرر اليوم، وإصراره على أن يكون بعد غد ، ويتواصل نواب المجلس الجدد من غرب ليبيا وجنوبها وشرقها على طبرق، لعقد الجلسة التى يريد البعض إعاقتها ، فيما يعول الليبيون على عقد البرلمان الجديد جلساته من أجل إخراج ليبيا من أزماتها المتلاحقة، ومن أجل تشكيل حكومة قوية تعمل على استعادة هيبة الدولة وانقاذ البلاد من الفوضى الأمنية الحالية . وقد أدت المعارك فى محيط مطار طرابلس الى نزوح4700 أسرة ليبية من بيوتهم ومناطقهم بسبب القصف العشوائى حسب بيانات وزارة الشئون الاجتماعية الليبية . وفى غضون ذلك، خرجت مظاهرات حاشدة غاضبة مما يحدث فى طرابلس وبنغازى ، تطالب بطرد الميليشيات ودعم الجيش. ودعت حركة “تمرد 30 يوليو”، الشعب إلى النزول فى تظاهرات ، تنديداً بالإرهاب، بحسب وصفها، ودعماً للجيش الليبي. وشددت الحركة فى بيان لها على عدة مطالب، تضمنت إعطاء الدعم الشعبى للبرلمان الجديد للقضاء على الإرهاب، والمطالبة بخروج التشكيلات المسلحة من المدن بشكل فوري، ووقف إطلاق النار. وأعلنت حركة تمرد 30 يوليو عن دعوة إلى حراك شعبى لمساندة الجيش الليبي، ودحر الإرهاب. وتأتى هذه الدعوة بعد مظاهرات نظمها محتجون فى شارع الاستقلال بمدينة بنغازي، لدعم الجيش والشرطة، ورفض ما وصفوه بالإرهاب. أعقبتها توجههم إلى مستشفى الجلاء للحوادث، والسيطرة عليه بعد طرد عناصر تنظيم أنصار الشريعة منه.