وسط قلق أمريكى من احتمالات تفشى وباء الإيبولا فى إفريقيا، سادت حالة من الذعر فى نيجيريا إثر وفاة مسئول ليبيرى مصاب بحمى الإيبولا لدى وصوله إلى مطار لاجوس، فى أول حالة مسجلة للمرض الفيروسى بالبلد الأكثر كثافة بالسكان فى القارة الإفريقية. وفرضت السلطات فى مدينة لاجوس النيجيرية حجرا صحيا على المستشفى الذى توفى فيه باتريك سوير المستشار بوزارة المالية الليبيرى وهو فى العقد الأربعينى من عمره لدى وصوله إلى مطار لاجوس فى 20 من يوليو الجاري. وتم وضع سوير فى حجر صحى فى مستشفى فيرست كونسالتانتس فى أوباليند فى واحدة من أكثر المناطق ازدحاما فى المدينة التى تضم 21 مليون نسمة، لكنه توفى يوم الجمعة الماضى متأثرا بحمى الفيروس. وقال مفوض الصحة بولاية لاجوس جيدى إدريس فى مؤتمر صحفى جرى إخلاء المستشفى الخاص و القضاء على المصدر الأساسى للعدوى، وبدأت عملية تعقيم لكل الأجزاء المعرضة للتلوث بالفيروس، مشيرا الى إنه جرى عزل 59 شخصا بينهم 3 دبلوماسيين والسفير الليبيرى فى نيجيريا وموظفين بالخطوط الجوية وعاملين بالمستشفى كانوا محاطين بالحالة. وأكد إدريس أنه سيتم إغلاق المستشفى لمدة أسبوع مع متابعة حالة جميع الموظفين. وفى واشنطن، أعرب مسئول بالحكومة الأمريكية عن قلق أمريكى شديد من تفشى الفيروس وتحوله إلى وباء ينتشر فى إفريقيا.وأكد أن الرئيس باراك أوباما يتابع عن كثب آخر مستجدات الوضع أولا بأول خاصة أن القمة الأفريقية الأمريكية ستعقد قريبا واذا تفشى الفيروس سيتحول إلى وباء عالمي. وأشار إلى أن الوكالات الأمريكية كثفت من مساعداتها للإسهام فى احتواء الفيروس. ومن جانبها قالت سوزان رايس مستشارة الأمن القومى الأمريكى إن تفشى الإيبولا مبعث قلق بالغ. واوضحت رايس لمحطة إم.إس.إن.بي.سى التليفزيونية :نحن موجودون ونشيطون لمحاولة مساعدة دول المنطقة وكذلك السلطات المحلية ومنظمة الصحة العالمية فى احتواء هذا الخطر هذا وباء مقلق بكل تأكيد. وأدى مرض الإيبولا إلى مقتل 672 شخصا فى غينيا وليبيريا وسيراليون منذ تشخيص الإصابة به فى فبراير الماضي. وبلغت نسبة الوفاة بين المصابين فى هذا التفشى نحو 60% حتى الآن برغم أن المرض قد يقتل ما يصل إلى 90% من الذين يصابون به. ومن أعراض المرض شديد العدوى القىء والإسهال والنزيف الداخلى والخارجي. وقال رئيس مركز الأمن الصحى فى لندن ديفيد هيمان إن كل من كانوا على متن الطائرة التى أقلت المستشار الليبيرى إلى نيجيريا لابد أن يوضعوا تحت الملاحظة الطبية وتقاس حرارتهم كل يومين لمدة 21 يوما. والمثير للقلق أن الطائرة التى أقلت المستشار الليبيرى إلى نيجيريا توقفت فى تاجو أيضا ، الأمر الذى قد يثير احتمال بانتقال العدوى هناك. ومن جانبها أعلنت منظمة الصحة العالمية أن مبعوثها الأفريقى لويس سامبو كان فى مهمة تقصى الحقائق فى غينيا وليبيريا وسيراليون الأسبوع الماضى وأكد 1201 حالة مشتبه فى إصابتها بالفيروس.