عندما تحدث الرئيس باراك أوباما عن أعمال العنف والإرهاب التى يتعرض لها المدنيون فى سوريا وفى العراق على يد داعش وجماعات متطرفة خلال حفل الإفطار السنوى الذى يقيمه البيت الأبيض ،أكد على مسئوليات الولاياتالمتحدة خارج حدود بلادها عندما قال: أن أمريكا تواصل دعوتها لتشكيل حكومة جديدة من شأنها ان توحد صفوف جميع الطوائف فى العراق من خلال عملية سياسية وكذلك مساعدة السوريين على التصدى للأسد وردع المتطرفين . إلا انه عندما تحدث عما يحدث فى غزة قال إننا نتحدث عن موضوع منفصل تماما، وان هدف واشنطن كان ولا يزال هو الأمن والسلام لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين: "أقول لكم بكل وضوح ما من بلد يمكن أن يتقبل أن تطلق الصواريخ بصورة عشوائية على مواطنيه ،اذن نحن واضحون تماما فى موقفنا بان لإسرائيل الحق فى الدفاع عن نفسها ضد الهجمات غير المبررة من جانب حماس" ،واستكمل فى تناقض واضح، "الوفيات والإصابات فى صفوف المدنيين الفلسطينيين تشكل مأساة ولهذا السبب أكدنا على ضرورة حماية المدنيين ." وقد شدد على بذل الولاياتالمتحدة جهدها لتسهيل العودة الى وقف إطلاق النار الذى تم التوصل إليه فى 2012،مشيدا بالمبادرة التى قدمتها مصر لوقف القتال واستعادة الهدوء فى المنطقة. وبسؤال السفير أحمد والى مساعد وزير الخارجية السابق للتعقيب على هذه الكلمة قال :الموقف الامريكى يعطى تفسيرات تتناسب مع السياسات التى تنتهجها الولاياتالمتحدةالأمريكية التى اختصرت الموضوع فى العدوان على إسرائيل ،وتناست تماما ما يحدث ضد الفلسطينيين من غارات جوية وقصف وعدوان مستمر على قطاع غزة من الجانب الإسرائيلي. ووصف السفير والى ما يحدث فى غزة بأنه موقف غير عادل على الإطلاق من منطلق تأييد الولاياتالمتحدة الأعمى لإسرائيل طوال الوقت فى عدوانها على الشعب الفلسطينى وتصفه بأنه عدوان مبرر من اجل الدفاع عن النفس! وعن موقف حماس وصفه بأنه خاطئ جدا أشبه ما يكون بالانتحار نظرا لعدم تكافأ القوى القتالية بين الطرفين ،وهو ما سبب خسائر فادحة لغزة فى الأرواح والممتلكات وقال نحن نرفض العنف والقتل من الطرفين . ويرى السفير د.السيد أمين شلبى المدير التنفيذى للمجلس المصرى للشئون الخارجية أن الموقف الأمريكى من إسرائيل بكل اداراتها المتعاقبة وباتجاهاتها المختلفة جمهوريين وديمقراطيين هو موقف تقليدى وتأييدى وتبريرى لسلوك إسرائيل أيا كان مظاهر عدوانها على الشعب الفلسطينى، وهو موقف ليس بجديد. وأضاف أمريكا لا تستطيع فى أى وضع من الأوضاع ممارسة ضغط على إسرائيل، والولاياتالمتحدة تعلم جيدا آن إسرائيل هى السبب فى إفشال أى مفاوضات.وقال أن أمريكا تحاول الآن الاعتماد على مصر من منطلق ثقلها ودورها فى المنطقة وهى سياسة قديمة فى الاعتماد على مصر آيا كان النظام ،ولكن على الولاياتالمتحدة أن تتصرف أولا وفقا لقواعد القانون الدولى ،وهى واضحة تماما «إدانة إسرائيل».إلا ان البيانات الأمريكية التى تصدر يوميا تبرر ما تقوم به إسرائيل حاليا بانه دفاع عن النفس ضد الصواريخ الصادرة من غزة! وانتقد السفير شلبى موقف حماس من المبادرة المصرية لوقف القتال وحقن دماء الفلسطينيين وقال إن عدم تجاوب حماس مع المبادرة المصرية يساعد إسرائيل على تقديم الحجج فى تعاملها مع العالم الخارجى ،لكى يبدو أمام العالم ان إسرائيل قد قبلت المبادرة المصرية وحماس رفضتها ،وهو ما يقدم نوعا من الدعم الدولى لإسرائيل ومبررا لها فى الاستمرار فى القصف. وأدان طلال أبو ظريفة القيادى بالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تصريحات الخارجية الأمريكية التى عبر عنها السفير الأمريكى بإسرائيل بعدم الممانعة فى عدوان إسرائيل البرى على قطاع غزة. ووصف أبو ظريفة هذه التصريحات بأنها انحياز اعمى للإدارة الأمريكية التى تحمى إسرائيل،واعتبرها تغطية سافرة للعدوان الإسرائيلى على شعب غزة الأعزل ،وطالب بضرورة وقف عمليات الإبادة والقتل التى تقترفها إسرائيل بحق الشعب الفلسطينى باعتبارها جرائم حرب تتناقض مع كافة القوانين والمواثيق الدولية. ويدين أيضا السفير حازم ابو شنب ممثل حركة فتح فى القاهرة رفض حماس للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار والتهدئة من الجانب الإسرائيلي، وقال أن الحركة هى الفصيل الوحيد الذى رفض المباردة المصرية لأن لديها حسابات أخري.وطالب أبو شنب الولاياتالمتحدةالأمريكية بإعادة العملية السياسية التى تقوم على المفاوضات الجادة لإنهاء الصراع وبدء تنفيذ مشروع الدولتين ،ويرى أيضا أن إعلان كيرى تأييده لوقف إطلاق النار من شأنه أن يضغط على إسرائيل لوقف العدوان على قطاع غزة.