فى الوقت الذى يحترق فيه قطاع غزة، تشتعل الضفة الغربيةالمحتلة باشتباكات عنيفة بين الفلسطينيين والقوات الاسرائيلية، مما يثير شبح اندلاع انتفاضة جديدة بعد أن ساد هدوء نسبي لعدة سنوات. وقد اندلعت أمس مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال الإسرائيلية والشباب الفلسطيني الغاضب من العدوان على قطاع غزة بأماكن متفرقة بالضفة الغربية (القدس والخليل ورام الله)، عقب أداء صلاة عيد الفطر المبارك.
كما شهدت قرية بلعين غرب مدينة رام الله مواجهات مع قوات الاحتلال، أسفرت عن إصابة عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق من الغاز الذي أطلقه الجنود صوب المواطنين عقب أداء صلاة عيد الفطر، التي أصر أهالى القرية على إقامتها عند جدار "الضم والتوسع العنصرى" تضامنا مع أهالي قطاع غزة.
كما اندلعت مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال قرب معسكر "عوفر" الاحتلالي غرب مدينة رام الله عقب خروج مسيرة بعد صلاة العيد تجاه السجن. وفى محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، اندلعت مواجهات أيضا عند المدخل الشمالي لبلدة "يطا" جنوب الخليل، أدت إلى إصابة ثلاثة مواطنين بالرصاص الحي والعشرات بالغاز المسيل للدموع، حيث فتحت قوات الاحتلال الرصاص على الشبان بعد ان ألقوا الحجارة صوب الجنود وأشعلوا الإطارات احتجاجا على العدوان على قطاع غزة.
عيد الفطر المبارك بالشوارع، خاصة بجانب الجدار العنصري بعد منعهم من دخول المسجد الأقصى، الذى تفرض عليه السلطات الإسرائيلية قيودا، وتمنع من هم دون الخمسين عاما من دخوله. كما يشهد حي "الصوانة" شرق البلدة القديمة للقدس المحتلة مواجهات أيضا بين الشبان المقدسيين وجنود الاحتلال.
وكان العشرات من المواطنين قد أصيبوا في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول بالرصاص الحى والمطاطى وحالات الاختناق فى مواجهات اندلعت أيضا في قرية ابو ديس ومخيم شعفاط بمدينة القدسالمحتلة.
وخلال ثلاثة أيام فقط أواخر الأسبوع الماضى قتل عشرة فلسطينيين وأصيب نحو 600، أثناء موجة احتجاجات غاضبة على الحملة العسكرية الاسرائيلية على القطاع.
وقالت الشرطة الإسرائيلية ، إنها أحبطت هجوما فتاكا محتملا حين أوقفت سيارة محملة بالمتفجرات خلال محاولتها الوصول الى اسرائيل عبر نقطة تفتيش في الضفة الغربية بينما اندلعت أعمال شغب مرة أخرى في القدسالشرقية.
ويقول فلسطينيون إنه اذا استمرت إراقة الدماء في غزة لفترة أطول فقد يكون من المستحيل أن تتمكن اسرائيل أو الرئيس الفلسطيني محمود عباس من السيطرة على الغضب المتزايد في الضفة الغربية. وقال هانى المصري المحلل السياسي في رام الله إن من السابق لأوانه وصف ما يحدث بأنه انتفاضة لكن الفلسطينيين تغلبوا على خوفهم ويتقدمون نحو نقاط التفتيش الإسرائيلية.